جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
حيــنَ يُطْلَقُ فَجْــرُ الصــدى
و يُسْرِعُ ضــوئــي الخُطــي
و يغَادِرُني ضجيجُ كلمـاتي
مِنْ بيْن مَحَــارَات حُرُوفِي
و قَرْيَتي الحَـالِمـةُ تَسْكُنني
أُهَاجِرُ فَوْق بحورِ الوجوهِ
و وَجْهُ المَدينةِ كيْفَ نَسُوهُ؟
هُوَ موجــودٌ بيْن الرفُـوفِ
مَرْسُومٌ عليْ كلِّ الكفُـوفِ
عبْرَ السِّطُـورِ القَدِيمةِ و الأُغْنِيـاتِ
شَواطئِ الترعةِ القَدِيمَةِ البُحَيْراتِ
تَسْتَــوْقِفُني الميــاهُ
لتُخْبـِـرَني أَمْـــرا
لتَبـُـوح بالـسِّــــرِ
لمَاذا يَسْكُنُ النَّهْــرُ؟!!
غُرْبَةَ أَمْوَاجْه بيْن التُرابِ
و أَفْتَــحُ قلبــي كتَابــا
منْ صَفَحَاتِ البَحْـــر
فيزدادُ الشقاقُ و العتابُ
ربَّما يَحُطُّ يوما مرسـاهُ
و يخْلـعُ ثـوبَ الرحيـل
ربما يصلُ الموجُ شطأنه
و ينقشـعُ ظلامُ التهــويـل
و يصمتُ صوتُ العويل
و هناك في الأفق......
صمـــتُ القبـــورِ
و صمت الفتــور
أهاجرُ فوق هلامــاتِ الوجـوهِ
أُفاتحُ بعضَ غموضِ الكائنات
عساها تخبرني.......
بأنَّ البحــرَ يسْتَدْرجُ الرمـلَ
حتي تصيـــرُ الخطـــــوطُ
و يكبرُ فينــا الخطــرُ
هما البحــرُ و الشطُّ
يقتتــلانِ مِنْ زمــنٍ بعيْــــدِ
و في الأفقْ لا تبدو النهايةَ
لماذا........؟!
تسـرَّبَ الخـواءُ في عظْمــي
رمـــادا بلونِ ألمي و شقائي
و توغَّلَ فـي عمــقِ روحي
طنينَ مـن نهْــرِ جروحـي
يـأكلُ اخضــرارَ حيــاتـي
و يبني أمامَ عيني آهـاتي
سدودا
من الوحشةِ القاتلةِ
لكنهـــا هي الريحُ
تصعـدُ في جنبــاتِ ذاتي
كأن خـــواءً رهيبا تمدَّد في روحــي
و أمسكتُ نفسي إلي زمـنِ جروحي
لم أغادره
استطـالتْ جـذوري في التــراب
و لم يبق سوي شكلِ الأغــراب
و أبصرُ رحـابةَ الظلامِ المتمدَّد
خلــفَ العـيــون
يتجدَّدُ دونَ أن يتحـــدَّد
و الثورةُ التي تجتــاحُ روحــي
و الرعبُ يقتلُ شهـوةً بوحي
و أُدْمِنُ هذا الحطامَ الغريبَ
حطـــامْ صمتــي الرهيـــب
و لكنني من يـومٍ إلي يــومِ
يعــــاودني وجهي بلا لومٍ
فأبصرني........
الرمادُ تحركُه قدرةٌ عظيمة
و تنفخُ فيه العروقُ القديمة
و تنفثُ فيــه شمـسُ عتقي
و نـــورُ صبـــاحي يشفي
يوماً جديدا يشــرق
في نفسي و يغـدق