هذا ـــ يا دام فضلكم ـــ غضبت ام العيال يوما , وتعرفون ــ يا سادتي ـــ ان معاشر النساء ما اكرمهن الا كريم , وما اهانهن الا لئيم , يغلبن الكرام ويغلبهن اللئام , وعلى راي طيب الذكر كاظم الساهر: 
ان الرجال فوارس لكنما لا سلطة تعلو على النسوان
فكتبت هذه قصيدة في استرضائها , وفيها اقول وعمر القارئين يطول , بعد ان تصلوا على طه الرسول : 
عيونُ الفؤاد تُرى مـــا بها فداها الذي رامَ اغضابَها 
اما علمت انها في الجفون وبؤبؤ عيني فِدى عينها 
وان خَفوقي له جانحـــــان بلاديَ شطرٌ وشطر لها
وان نهاري بغير شمــوس اذا الغيم حجّب اشراقها
وليليَ ما عاد فيه الصفاء فليلاي قد بارحت ليلها 
وان سمائي بغير نجوم وان نجومي بلا بدرها 
وعادت سفيني بغير بحار واقْوَتْ بحاري من درّهــــا
ونسمة فجري بغيــر العبير وبات يقرّصني بردهــــا
وتلك ورودي اعتراها الذبول وصارت تساقط اوراقها
ومزني ما عادت المعصرات وتلك الربى شحّ ثجّاجُها
روابيّ قد غادرتها الطيور واقفر مسرحُ غزلانها 
وهذي سهولي اشتكت جدبها وصارت تضن بأثمارها 
وبسمة وجهي علاها الشحوب ونبرة صوتي خبـــا وقعها
وحلقيَ يشكــو عصيب الجفاف اذا ما مياهـــي اختفي عذبها
وجفني تطارده المُسهِرات وحمراءُ عينيَ في سُهـــدها
وتلك الدفاتر قـــد بعثرت ومحبرتي لا دواعــــــي لها
وبيت القصيد بدم الوريد تكدّس شعرا على بابها 
وهمس العيون بحلم السنين توقـــــف يشكو لأهدابها
هجرت المنام وعفت الطعام وسقـــــت الغمام لربواتها
فكان الصدود وكان الجمود وبان البرود بأقوالهــــا
فيا سهد عيني ان ادبرت ويا بؤس حالي من صدها 
لها حزم بلقيس في ملكهـــا وهاروت ينفث في ثغرها 
ذكاء اياس بعزم الرشيد فتجري الامور على مودها
لها دلّ عبلة في خدرها وقطر الندى تحت اقدامها
ولي صبر يوسف في سجنه وصرخة يونس لما وهى
وليلةُ نابغـــــــةَ الاعتذارِ لنعمان حين اشتكى طولها
وتوبة ادم مــــــــن ذنبه وحزن القطاة على جدها
مليكة عرش الصبا والجمال ودرة تاج البها والنهى
رفيقة درب الحياة الطويل على حلوها وعلى مرها 
تراها الـــــرفيقة ام العيال وبهجة نفسي وافراحها
جزاها من الله خير الجزاء وبارك في البيت انفاسها 
فهذى العزيزة فخر النساء فهل من سبيل لإرضائها