تقييم المخاطر النباتية في منطقة البحر المتوسط

بقلم: أ.د. هانم محمد عوض الدسوقى

مجموعة علم اسموم التنظيمى

شبكة المعامل المركزية ومراكز التميز

المركز القومى للبحوث

بسبب ظروف الحياة وكثرة خروج المرأة للعمل لتساعد زوجها علي أعباء الحياة تضطر الأسرة وخاصة الأطفال إلي أكل الأغذية المصنعة بكميات كبيرة مقارنة بالعقود السابقة. هذه الأطعمة المصنعة تحتوي علي مواد حافظة ومكسبات طعم ورائحة ، معظم هذه المواد تكون غير طبيعية أي مواد كيميائية. وتستهدف مصانع الأغذية الأطفال لشراء المنتجات الغذائية طوال الوقت وذلك للحصول على مكاسب أكبر، مثل اللانشون والبسطرمة والسجق والشيكولاتة والفشار الملون والكيك والمشروبات الغازية والشيبسي وغيرها من الأغذية الجاهزة. تؤثر النسبة المرتفعة من إضافة هذه المواد إلى الأطعمة إلى، تهيج الجلد واحمراره وحساسية الجلد ، والإمساك والسمنة المفرطة وتقليل كفاءة جهاز المناعة والتسمم الغذائي وأمراض الكلى وارتفاع الكوليسترول وضعف القدرات الذهنية وضعف جهاز المناعة والربو والتغييرات السلوكية و الإضرار بالقلب والسرطان وغيرها من الأمراض.

لأن الصناعات الغذائية مهمة جدا فلابد من تشديد الرقابة عليها خاصة تلك التي تنتج بدون ترخيص أو رقابة ولاتخضع غالبا للمواصفات مما يهدد صحة المواطن المصري بالأخطار التي تبدأ بالتسمم وتنتهي بالوفاة‏.

لذا بدأت فكرة تكوين معمل علم السموم التنظيمي في المركز القومي للبحوث مع بداية مشروع : " التدريب علي تقييم المخاطر النباتية في منطقة البحر المتوسط" هذا المشروع ممول الإتحاد الأوروبي حيث شرفت بأن أكون الباحث الرئيسي لهذا المشروع فى مصر.

ويهدف المشروع إلى تدريب مجموعة من الشباب علي تقدير وتقييم المخاطر التي يتعرض لها الانسان بسبب هذه المواد.  وذلك عن طريق سفر الباحثين الشباب الي الدول الاوروبية للتدريب ثم العودة للوطن وتطبيق هذه الطرق داخل معامل المركز القومي للبحوث. وفى نهاية المشروع يكون لدى هؤلاء الشباب خبرات متميزة في مجال السموم الغذائية. النتائج العلمية للمشروع قدمت مباشرة للإتحاد الأوروبى لاتخاذ اللازم نحو تحذير الجهات ذات الصلة و اتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة لحماية المستهلك للمواد الغذائية التى تحتوى على مواد ضارة بصحة الإنسان.

من النتائج المستفادة من هذا  المشروع:  تأسيس معمل علم السموم التنظيمي  كامل بأجهزته ومستلزماته بمركز العلوم المتقدمة بالمركز القومى للبحوث حيث تحمل الإتحاد الأوروبي النفقات.

علما بأن نتائج هذا المشروع سوف تساعد الحكومات لسن قوانين من شأنها حماية المستهلك من الإضافات الغذائية التى تؤثر سلبا على الصحة العامه للمواطن بشكل مباشر أو غير مباشر. وقد امتد دور معمل علم السموم التنظيمي إلي كل ماهو ضار بالإنسان مثل تقييم المخاطر والآثار السامة للمواد المخدرة وذلك بالتعاون مع مجموعات بحثية من قسم السموم والمخدرات بجامعة عين شمس ومن الطب الشرعي وذلك لدراسة تركيب المواد المخدرة التي تهرب إلي الوطن بهدف تدمير الشباب وكذلك تنبيه الشباب و الجهات المعنية بمخاطر هذه المخدرات