عزرا باوند
ولد عزرا باوند في مدينة هيلي بولاية ايداهو في عام 1885. درس في جامعة ولاية بنسلفانيا لمدة سنتين ثم انتقل إلى كلية هاملتون ليحصل على شهادة جامعية في عام 1905. عمل في التدريس في إحدى الكليات لمدة عامين، ثمّ سافر إلى إسبانيا وإيطاليا ولندن ، حيث بدأ اهتمامه بالشعر الياباني والصيني. تزوج من دوروثي شكسبير في لندن عام 1914 وعمل محرراً في إحدى المجلات عام 1917. في عام 1924 ، انتقل الى إيطاليا ، وخلال هذه الفترة من المنفى الاختياري انخرط باوند في السياسة الفاشية ، ولم يعد الى الولايات المتحدة حتى عام 1945، حيث ألقي القبض عليه بتهمة الخيانة لبثّه الدعاية الفاشية الموجهة إلى الولايات المتحدة من خلال الإذاعة أثناء الحرب العالمية الثانية. في عام 1946، تمت تبرئته، لكنه اعتبر مختلاً عقلياً وأدخل إلى المستشفى. إلّا أن ذلك لم يحل دون فوزه بجائزة أدبية قيمة عام 1948، وذلك اعترافاً بإنجازاته الشعرية. في عام 1958، وبتدخل من عدد من الكتاب الأمريكيين، سمح له بمغادرة المستشفى حيث سافر إلى إيطاليا واستقر في مدينة البندقية. توفي في عام 1972.
تختلف الآراء حول شعر باوند، لكن النقاد عموماً يتفقون على قدراته كشاعر غنائي خصوصاً في قصائده المبكرة، ويشير الدارسون إلى الحداثة في شعره، كما يشيرون إلى تأثره بالشعراء المغنين (Troubadours) في القرون الوسطى وبالشعر الصيني القديم والشعر العاصر.
ارتبط اسم باوند بالمدرسة الشعرية "التصويرية" (Imagism) التي عارض من خلالها التراث الفكتوري. فالتصويرية كانت بمثابة ردة فعل للتجريد والتعميم. إذ أراد باوند لشعره أن يقدم تمثيلاً موضوعياً للأشياء بعيداً عن الرومانسية والرمزية. وقد تميزت القصائد التصويرية بقصرها، لذا لم تكن صالحة لشعر الملاحم، الأمر الذي حدا به فيما بعد إلى الاتجاه إلى أسلوب آخر أكثر ديناميكية في تركيبه، هو "الدوامة" (Vortex)، الذي استخدمه في كتابة ما أسماه "الأغاني" (The Cantos). والأغاني لون من الكتابة خرق به باوند الحدود المعروفة للأشكال الأدبية المتعارف عليها. وقد اختلط فيها الهجاء باليوميات والأناشيد والمراثي والمقالات والمذكرات وسواها.
إلى جانب أعماله الشعرية، ترجم باوند العديد من الأعمال الشعرية من اللغة الصينية إلى الإنجليزية، وساهم في تقديم الدراما والشعر الكلاسيكي الياباني إلى الغرب. كما ترجم الأعمال الكلاسيكية الإغريقية واللاتينية والأنجلوسكسونية ونجح في جذب الاهتمام بها في وقت ابتعد فيه التعليم عن الاهتمام با لكلاسيكيات الأدبية.
في عام 1970 أصدر الناقد الأدبي الكندي كِنَر كتاباً بعنوان "عزرا باوند" قال فيه إن باوند يعتبر أكبر الشعراء تأثيراً في القرن العشرين. لكن باوند ظل مثاراً للجدل أكثر من أي شاعر آخر. ويعود ذلك إلى اتهامه بالخيانة من جهة، وبمعاداة السامية أو اليهود من جهة أخرى.