1.    التأمل وهي رياضة قديمة جديدة يستخدمه العلماء في علاج الكثير من المرضى والكثير من الحالات النفسية والحج مملوء بالكثير من التأملات تقف في عرفة لتتأمل وتفكر تنظر  للكعبة لتتأمل وتتفكر تجلس بمزدلفة لتتأمل وتتفكر وكأنك في الحج تتقلب في التأمل وأنقل إلى القارئ هذه الإرشادات البسيطة من أكثر الكتب انتشاراً في الولايات المتحدة، والذي أصبح مؤلفه الطبيب Benson من أشهر الباحثين في ميدان التأمل والاسترخاء والاستفادة من أساليب التفكر الباطني .يطلب بينسون من المريض أن يجلس جلسة مريحة في مكان هادئ باسترخاء جسمي شامل ويغمض عينيه ويتنفس بعمق وهدوء، مركزاً ذهنه في عملية التنفس هذه، كما يطلب منه أن يختار كلمة أو جملة قصيرة من مفاهيمه الإيمانية أو الدينية ويرددها متفكراً في معانيها بشكل رتيب كل ما أخرج الهواء من رئتيه( لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ". وإذا فضل المريض أن يختار معنى أو شكلاً يتصوره بدلاً من كلمة يرددها فعليه أن يتمثل هذا التصور بذات الأسلوب المتكرر الرتيب.ويرى الدارسون لظاهرة ((التأمل الارتقائي)) أن تركيز الذهن مع الترديد المستمر لمعنى إيماني أو لصورة ذهنية لها قيمتها الكبيرة لدى الشخص المتفكر، سيؤدي به حتماً إلى تصور أعمق ومفاهيم جديدة عن الشيء موضع التفكر والتأمل، ويرتقى به إلى أفق أرفع من المعاني والتصورات التي لم يكن ليدركها بسبب الحياة العادية والألفة القاتلة والإدراك الحسي الروتيني المحدود. ومن ثم كانت تسمية ((التأمل الارتقائي)).. وقد وجد كثير جداً من الباحثين ومنهم بينسون، أن الشخص الذي يقوم بهذا التأمل مرتين في اليوم ـ صباحاً ومساء ـ ولمدة ربع ساعة أو عشرين دقيقة للجلسة الواحدة، سيشعر بتحسن كبير بالنسبة لأعراضه الجسمية ويصبح أكثر تفاؤلاً وقدرة على الإنتاج والتفكير الخلاق!ويمكن تأكيد هذا التحسن بالقياسات الفسيولوجية الدقيقة كانخفاض ضغط الدم ونسبة الكولسترول فيه، مما يدعو الأطباء لتخفيض جرع الدواء أو إيقافه بالمرة لمرضى مزمنين كانوا يتناولون هذا العلاج الكيميائي قبل ممارسة التأمل الارتقائي لسنوات طويلة. وفي هذا المجال يذكر الدكتور بينسون أن نسبة الكولسترول في دم المرضى الذين مارسوا الاسترخاء مع التأمل المرتبط بالعامل الإيماني Faith Factor قد انخفض بنسبة 35% بالمقارنة بمجموعة مشابهة من المرضى الذين لم يمارسوا العلاج بالتأمل. كذلك لاحظ الباحثون أن سرعة ضربات القلب تنخفض انخفاضاً واضحاً قد يصل إلى ثلاث ضربات في الدقيقة الواحدة، كما تقل نسبة استهلاك الأوكسجين واحتراق السكر في الجسم. وتزداد نسبة موجات ((الالفاء)) التي يسجلها جهاز تخطيط الدماغ. وهذه الموجات لها صلة بحالة السكينة والهدوء الذي يصاحب التأمل العميق. أما الأحاسيس الذاتية التي يؤكدها المتأملون من المرضى فأمر أكثر درامية، حيث تختفي آلام الصداع والاضطرابات الهضمية المزمنة وآلام الصدر وغيرها من الأعراض السيكوفسيولوجية، كما يزول الأرق والتوتر والقلق ويشعر المريض بقدر كبير من التفاؤل والسكينة. وحتى إذا لم تختف الأعراض الجسمية بشكل كامل، فإنها تتحسن بقدر ملحوظ، ويصبح المريض بشكل عام أقل اهتماماً بها وبمضاعفاتها.
ومن التغيرات النفسية الهامة التي يؤكدها المتأملون من المرضى والأشخاص العاديين، ذلك الإحساس بالسكينة والوصول إلى مستوى راق من المعرفة الذاتية وإلى إحساس غامر بصلة الفرد الحميمة بكل الموجودات في هذا الكون، وبعاطفة جياشة للناس وبتفاؤل عظيم وقدرة متنامية على الإنتاج والتفكير الخلاق.بل إنه قد يصل إلى هذه الفوائد بأقل جهد وأقصر وقت. فقد أثبت الدكتور القاضي بعد سلسلة من التجارب الدقيقة التي أجراها في عيادات أكبر في فلوريدا في الولايات المتحدة الأمريكية أن مجرد استماع المسلم لآيات من القرآن الكريم ـ سواء كان من المتحدثين باللغة العربية أو بغيرها ـ يأتي بجميع التغيرات الفسيولوجية الدالة على خفض التوتر والقلق ونزول السكينة وزيادة المناعة ضد الأمراض وغيرها من التغيرات التي فصلناها من قبل كنتائج باهرة لممارسة ((التأمل الارتقائي)). وأثبتت هذه التجارب التي استخدم فيها الدكتور القاضي أحدث أجهزة المراقبة الالكترونية لضغط الدم وسرعة ضربات القلب وقوة شد العضلات ومقاومة الجلد للتيار الكهربائي، أن لتلاوة القرآن أثراً مهدئاً واضحاً في 97% من الحالات.إذن فالفوائد الحقيقية للتأمل تأتي بربطه بعبادة الله وحسن الصلة به تعالى، وكل ما ذكرناه من تشابه ظاهري بين التفكر كعبادة إسلامية و ((التأمل الارتقائي)) كعلاج نفسي وجسمي ما هو إلا في الصورة الخارجية وفي القشور. أما اللب الحقيقي فهو في العبور من التأمل في المخلوقات إلى خالقها وفي التوحيد الخالص لرب العالمين الذي لا تشوبه شائبة من شرك وعقيدة فاسدة. ومثل التفكر الإسلامي والتأمل الارتقائي بغير عقيدة سليمة وتصور صحيح للكون والحياة كمثل محارتين متشابهتين في شكلهما الخارجي، جاء بهما غواص من قاع البحر إحداهما تحمل في أحشائها اللؤلؤ النادر ولا تحمل الأخرى غير بقايا حيوان بحري صغير لا يسمن ولا يغني من جوع!
فيتحدث ابن القيم عن هذا النعيم الذي تنقشع فيه هموم الدنيا وأمراضها وأعراضها كما يقشع النور الظلام بقوله: إن المؤمن المتفكر الذاكر ... ((يفتح له باب الإنس بالخلوة والوحدة في الأماكن الخالية التي تهدأ فيها الأصوات والحركات ... فإنها تجمع عليه قوى قلبه وإرادته. وتسد عليه الأبواب التي تفرق همه وتشتت قلبه ... ثم يفتح له باب حلاوة العبادة بحيث لا يكاد يشبع منها. ويجد فيها من اللذة والراحة أضعاف ما كان يجده في لذة اللهو واللعب، ونيل الشهوات ... فإذا استولى عليه هذا الشاهد غطى عليه كثيراً من هموم الدنيا وما فيها. فهو في وجود والناس في وجود آخر ... )).
ولنستمع إلى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية يحدثنا عن بعض الشيوخ من أهل الذكر والتفكر فيقول عن أحدهم:(( ... لقد كنت في حال أقول فيها إن كان أهل الجنة في الجنة في مثل هذا الحال، إنهم لفي عيش طيب. وقال آخر: إنه ليمر على القلب أوقات يرقص منها طرباً. وقال الآخر: لأهلّ الليل في ليلهم ألذّ من أهل اللهو في لهوهم)).فشتان ما بين الذين يعيشون الشقاء في ظلمات مادية بعضها فوق بعض، يفتح عليهم التأمل والاستشراف لما وراء الحس بصيصا من نور خافت مبهم ... (كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا) وبين أولئك الذين جعل الله لهم نوراً دائماً يمشون به في الناس.

مع تمنياتي بتربية راقية

أ . نزار رمضان

 محبكم دوماً الخبير التربوي والكاتب الصحفي بجريدة عكاظ

مجلة رؤى - مجلة الدعوة الإسلامية

والمشارك التربوي بقنوات دليل - الرسالة- السعودية الأولى

فور شباب - عيون جدة -إذاعة جدة -الشباب

مدرب تنمية بشرية ومستشار أسري

مخطط استراتيجي أسري ومعالج سلوكي للطفل والمراهق 

بانتظار أفكارك وآرائك

 للتواصل التربوي والاستشارات

المملكة العربية السعودية

شمال جدة حي الشاطئ

 ج  السعودية/    00966508705124                          موبيل مصر /0020124277270

 ايميل / [email protected]

[email protected]

[email protected]

 

 

ساحة النقاش

نزار رمضان حسن

nezarramadan
مدرب تنمية بشرية بالمملكة العربية السعودية / مدرب معتمد في الكورت من معهد ديبونو بالأردن / متخصص رعاية موهوبين وهندسة التفكير/ مستشار في حل المشكلات الأسرية والشبابية / معهد اعداد دعاة / عضو شبكة المدربين العرب /مدرب في نظرية سكامبر/مدرب في نظرية تريزمن معهد ديبونو بالأردن / دبلوم برمجة لغوية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

388,865