كثيرة هي المواقف التي خرق فيها عبدالفتاح السيسي قائد الإنقلاب العسكري بروتوكلات الرئاسة المعمول بها منذ زمن والمتفق عليها بين أغلب دول العالم،
وما بين مواقف مهينة يضع فيها السيسي نفسه وبين مواقف مهينة يتعمد رؤساء دول وملوك بالعالم أن يقللوا بها من شأن السيسي،يشعر المصريون بالحرج الشديد لما قد يصيب صورة مصر كدولة من المفترض أن يمثلها السيسي بالإنتخابات التي جرت في عام 2014 ،ونصب بها نفسه رئيسا لمصر، حتى ولو كانت إنتخابات هزلية.
أعاد مشهد السيسي وهو يحتفل بذكرى يوم مولد ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد آل نهيان، وذلك على هامش زيارة قام بها الاخير للقاهرة اليوم الأربعاء، مواقف عديدة خرق فيها السيسي بروتوكلات الرئاسة وأصول اللياقة التي تحفظ ماء وجهه كرئيس مفترض لمصر، وتحفظ كرامة مصر التي يمثلها في المحافل الدولية.
فالصورة التي نشرت لذلك الإحتفال، حيث يقف بن زايد والسيسي يتشاركان تقطيع الكعكة ،ويضع بن زايد يده فوق يد السيسي،في مشهد غريب تماما على البروتوكلات الرئاسية، ولا نراه سوى في الإحتفال بالأعراس والمناسبات العائلية الحميمة،مما اثار سخرية ودهشة الكثيرين من مرتادي مواقع التواصل الإجتماعي، والذين بدورهم اطلقوا النكات الطريفة والهاشتاجات الساخرة تعليقا على ذلك المشهد العجيب.
لم تكن تلك المرة الأولى التي يستشعر فيها المصريون بالحرج والإهانة من تصرفات السيسي الغير مسئولة وخطاباته المرتجلة والعشوائية، بل وتعامل رؤساء وملوك آخرين بإستخفاف شديد بالسيسي ،وكأنهم يتعمدون إهانته،
فمع اول زيارة دولية للسيسي بعد إنقلابه العسكري وقبل إجرائه الإنتخابات الرئاسية، كان لقاء السيسي بالرئيس الروسي بوتين، والذي اهداه معطف خاص بحراسه الشخصيين، ولا نفهم السر في إرتداء السيسي للمعطف الهدية في نفس وقت الزيارة، وتحديدا أثناء المؤتمر الصحفي المشترك بين بوتين والسيسي! وهو ما رصدته عدسات المصورين، وأثار الإستغراب والدهشة وولد السخط لدى المصريين.
ثم تتوالى المواقف المهينة مع رؤساء وملوك العالم ،والتي تقبلها السيسي فكانت بمثابة إهانة للدولة التي يمثلها في لقاءاته بهم.
فما بين صعود لطائرة ملك السعودية الراحل "الملك عبد الله" ،بينما الطائرة تقف فوق ارض المطار المصري، حيث أصبح السيسي ضيفا للملك على ارض مصر، ثم صعوده الطائرة وتقبيله لرأس الملك عبد الله، في سابقة هي الأولى على الإطلاق التي يفعلها رئيس مصري مع ضيف للبلاد، والتي تمثل تقليلا وتحقيرا لمكانة مصر وإعلاء لشأن المملكة، ثم الجلوس على كرسي جانبي منخفض، بينما يظهر الكرسي بجانب الملك فارغا.
ثم الإستهانة به أثناء زيارته لدول الإتحاد الاوروبي، في تغطية صحفية كانت هي الأغرب من نوعها ،حيث ذكرت صحيفة "لاستامبا" الايطالية تفاصيل استقبال بابا الفاتيكان لقائد الانقلاب و إجتماعه به ، قائلة "أن قائد الانقلاب بدا مبتسماً وأخرقا وهو يقدم كبار اعضاء الوفد المرافق له "
وهو ما يعد خروجاً عن الأعراف الصحفية،بوصف ضيف رسمي أجنبي يزور دولة أخرى بأنه : أخرق.
وللتاكيد على ان الموقف الرسمي لإيطاليا هو التجاهل والإحتقار ، فأثناء المؤتمر الصحافي بين رئيس الوزراء الإيطالي و قائد الإنقلاب ، ترك "ماثيو إيرينزي" "السيسي" يردّ على أسئلة الصحافيين بينما انشغل هو بالنظر في هاتفه المحمول، والرد على بعض الرسائل التي وردت إليه.
ولم يكتفِ بذلك بل قام بتوجيه النظر إلى الخلف، حيث لا يوجد شئ اساسا خلفه، وكأنه يؤكّد للجميع أن ما يحدث لا يعنيه في شيء، وإصرارا منه على توصيل رسالة سلبية تجاه السيسي وإظهار ذلك للعالم ،لم يضع "إيرينزي" سماعات الترجمة في أذنه، وكأنه لا يهتم مطلقا لمعرفة ما يقوله السيسي.
ثم أصبح السيسي لاحقا مادة للتندر والسخرية في برامج التليفزيون الفرنسي، حينما أصر الملحق العسكري والمرافق له في الزيارة كسر البروتوكول الفرنسي،والسير قدما خلف السيسي، وبدا السيسي تائها في خطواته، وهو في طريقه لمصافحة الرئيس الفرنسي "فرانسو اولاند" وقد وصف الإعلام الفرنسي السيسي بألفاظ خارجة ،وهو ما يعد إهانة بالغة لشخصه، تؤثر بالقطع على سمعة وكرامة مصر،
فهل يتعمد السيسي إهانة نفسه وإهانة مصر،
●أم انها نفسية المنقلب على الحكم ،حيث يراوده الشعور الدائم بأنه سرق ما ليس بحقه، كما يتعامل معه الآخرون من نفس المنطلق؟!!
***فى أسبانيا أمام ملك أسبانيا وزوجته