نيفين عبدالله - مستشار و مدرب شخصي و أسري !

موقع يهتم ببناء الإنسان " وجدانيا - عقليا - إجتماعيا - روحيا - أخلاقيا "

 
هاني-اليمن الاسم
اعرف نفسك لتحقق رسالتك في الحياة العنوان
هموم الدراسة الموضوع


أنا الآن أدرس في الصف العاشر ولكنني أفكر جديا بمسألة ما بعد الدراسة؛ ماذا أريد أن أعمل؟ ماذا سأعمل؟ كيف أعرف الوظيفة الملائمة لي؟ والعديد من هذه الأسئلة.

أنا محتار؛ فأنا أحب أن أعمل شيئا، ولكني خائف ألا أستطيع عمله بسبب صعوبته أو لحاجته لأشياء لا أستطيع عملها (على ما أعتقد).. وأحيانا أخرى أريد أن يكون عملي مرتبطا بشيء معين أو بمادة معينة أحبها وأجيدها ولكنني لا أحب العمل نفسه!

كيف يكون القرار بتحديد وظيفة المستقبل؟ هل يكون المقياس هو ماذا تستطيع أن تعمل أم ماذا تريد أن تعمل؟ أتمنى أن يكون سؤالي واضحا.

المشكلة
18/03/2004 التاريخ
نفين عبدالله اسم الخبير
الحل
 


الأخ الكريم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، سؤالك واضح جدا؛ واعذرني لتأخري عن الرد عليه رغم وضوحه الشديد وأهميته الشديدة. وسأبدأ بسؤالك الأخير: "هل يكون المقياس هو ما نستطيع أم ما نريد؟".

وأجيبك: "هناك ما يسمى دورة التحفيز بالتفوق، وتعني هذه الدورة الممتعة أننا نتفوق فيما نحب؛ ونحب ما نتفوق فيه، ثم نعود لنزداد تفوقا وتميزا فيما نحب؛ فنزداد تعلقا وحبا لما تميزنا فيه...".

هل أجبتك؟!!
أعني أنك لن نستطيع عمل إلا ما تريد عمله بالفعل؛ أي الذي يتناسب مع قدراتك وميولك ورغباتك واهتماماتك. ولن ترغب أو تريد إلا ما تجد في نفسك ميلا وحبا واهتماما به.

ولذا يتطلب الأمر منا أن نوسع دائرة التفكير فلا نختار عملا محددا؛ أو وظيفة محددة أو مهنة محددة. وإنما نختار دورا نقوم به في الحياة؛ أي رسالة في الحياة.

وستجد مع التفكير المتروي والعميق أن هذه الرسالة للحياة إنما يحددها ما تهتم به وتشعر أنه ذو قيمة بالنسبة لك. وأهدافك ما لم تتوافق مع قيمك فلن تستطيع أن تسعد بتحقيقها فضلا عن أنها لن تحفزك لأن تنهض لإنجازها.

وهنا تبرز أهمية معرفتك بنفسك (ميول – اهتمامات – قيم) كأهم مرحلة لاختيارك لأي شيء في الحياة (مجال دراسي - مجال عمل – زواج...).

على أن تظل عارفا بأن كل شيء يمكن تعلمه؛ فلا تخاف الاقتراب مما تحب خوفا من أنك لا تعرفه؛ فما لا تعرفه اليوم يمكنك فورا البدء بالتخطيط لتعلمه ومعرفته. وبهذا يمحى خوفك من ألا تستطيع القيام بعمل لصعوبته؛ فالمعرفة ستزلل لك هذه الصعوبة.

مجال العمل يتضمن عددا من المؤهلات: صفات شخصية.. مهارات.. دراسة ومعارف.

ولذا يمكننا وضع خطوات لهذا الاختيار:
1- اعرف قيمك وميولك: ما تحب وما لا تحب. وما الأشياء المهمة لك في الحياة (قائمة اختبار)؟

2- ثم حدد على ضوء ذلك رسالتك في الحياة (الأشياء التي تريد أن تعيش لأجلها).

3- حدد المهن المختلفة التي يمكنك أن تؤدي من خلالها رسالتك في الحياة.

ويمكنك أن تبتكر مهنا جديدا، ومجتمعاتنا العربية -والإسلامية خاصة- بحاجة ماسة لأنواع جديدة من المهن التي يحتاج إليها المجتمع. واعلم أن أي مهنة أو تخصص جديد يفرضه حاجة المجتمع.. فانظر لمجتمعك واعرف ما الذي يحتاجه. ولا تلعب في الملعب المزدحم.. ابحث لك عن ملعب يمكنك أن تتحرك فيه وتؤدي فيه دورك.

4- تعرف على المهن المختلفة عن قرب، وما تتطلبه كل مهنة من صفات شخصية ومهارات ومعارف ودراسة.. (مجموعة أسئلة لعدد من العاملين في المجالات المختلفة، ويجيب على عدد من الأسئلة المحددة التي توضح كيفية اختياره لهذه المهنة أو تلك؛ ما تتطلبه من مهارات، وصفات شخصية، ودراسة محددة).

5- اعرف ما الكلية أو الكليات المختلفة التي تدرس هذا النوع من المعارف التي تتطلبها المهن التي تجدها ممكنة لتؤدي دورك من خلالها.

6- كذلك اعرف المهن المختلفة لكل تخصص دراسي؛ فمثلا دارسو الطب يمكن أن يعملوا في الطب، أو إدارة مستشفيات، أو تسويق أدوية...

كذلك دارسو الفنون يمكن أن يعملوا في عدد من المهن المختلفة: الإنتاج الفني في حد ذاته، في التعليم، يدير مشروعا تجاريا للأعمال الفنية... وهكذا.

7- حاول أن تقترب فعليا من المهن المختلفة بالتدريب والقراءة وسؤال ممتهني هذه المهن.

8- خذ قرارك بالمهنة.. ثم الدراسة التي تريدها. واعقد عزمك بإذن الله للوصول لها. على أن تعلم أنك بالرغم من ذلك ستجد بعضا مما لا تحب متضمنا في كل ما تحب. ستدرس بعض المواد التي لا ترى فائدتها أو لا تحبها أو لا تميل إليها.. عليك حينها أن تركز ناظريك على الهدف الأبعد ليمكنك أن تحفز نفسك لاجتياز هذه المادة أو تلك (ويمكنك أن تطلع على تفصيل أكثر لكيفية التغلب على المواد الصعبة من موضوع مهارات الاستذكار).

9- لا تكف أبدا عن تنمية نفسك وشخصيتك.

10- مارس العديد من الأنشطة، وخض العديد من التجارب، وتعرف على الكثير من المهارات؛ وذلك ليسهل عليك اكتشاف نفسك ومواهبك وميولك؛ فكيف لك أن تعرف ما لا تجربه أبدا؟!

11- وكن مرنا في اختياراتك؛ فهناك العديد من الطرق للشيء الواحد؛ فاستعد للتغيير تلو الآخر؛ فيمكنك أن تعمل عددا من الأشياء وتجرب الكثير من الطرق للوصول إلى نفس النقطة.

ابدأ من الآن بخطوتك الأولى: اعرف نفسك لتصوغ رسالتك في الحياة.

nevenabdalla

نيفين عبدالله مدير مركز أجيال للاستشارات و التدريب الأسري

  • Currently 120/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
41 تصويتات / 1482 مشاهدة
نشرت فى 15 نوفمبر 2009 بواسطة nevenabdalla

ساحة النقاش

نيفين عبدالله

nevenabdalla
زوجة و أم لثلاثة أبناء اعمل مدير مركز أجيال للاستشارات و التدريب الأسري و مستشار القسم الإجتماعي بشبكة أون إسلام .. و مصمم برامج تدريبية و إثرائية لكل الأعمار .. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

253,646