جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
ماذا لو ... ؟
ماذا لو صار الكذب جريمة يعاقب عليها القانون ؟
ماذا لو استمرت اللجان الشعبية في العمل بصيغة جديدة تحقق الإيجابية التي طالما حلمنا بها و صرخنا لتصبح موجودة و ها هي موجودة برشاقة غريبة و حماسة بالغة .. فماذا لو وجد لها صيغة شرعية ؟
ماذا لو أسفرت تجمعات البشر التي لم نعهد مثلها من قبل في ميدان التحرير عن مجموعات عمل لصالح عدد من المشروعات التي يتجمع حولها زمر من هؤلاء البشر الرائعين ؟
ماذا لو استمر ولاء المنطقة الواحدة لمنطقتهم بذات الطريقة التي جعلتهم يستحيون أن يقبحوا شوارعهم ؛ أو يعاكسوا "بنات حتتهم " ؛ ماذا لو استمر هذا الخلق هل سيعود بنا لما سمعناه و لم نشهده في أعمارنا عن أخلاق " ولاد البلد " ؟
ماذا لو هل علينا رمضان القادم دون ترديدات فوانيس الصين العظيم " رمضان جانا " و يكون بديله فوانيس تصنعها مجموعات من الأسر في كل منطقة لأولادها و الفقراء من الأحياء المجاورة ؟
ماذا لو رصد جزء محترم من ميزانية الدولة الجديدة لصالح " بناء البشر " تعليما و تثقيفا و إعلاما محترما يحترم البني آدم و يقول له الحقيقة و الحقيقة فقط ؟
ماذا لو صار من حقي و حق آخرين أن يكونوا أحزاب عديدة بأجندات مختلفة الأطياف و الاهتمامات حتى لا ينسى اهتاما و لا يبالغ في طيف فنطمس بقية الأطياف ؟
ماذا لو صار خبراء التعليم لدينا خبراء يطورون التعليم على الأرض ؛ في الواقع و ليس بين دفتي بحث على رف ؟
ماذا لو وجد من يجمع جهد الناس ليمارسوا التطوير في كافة المجالات و يزاولوا أهم قيمة على الأرض و هي قيمة العمل و يحققوا أهم احتياج و هو الاحتياج للاحترام و الشعور بالذات ؟
ماذا لو عادت البسمة التلقائية لوجوه الناس ؛ و صار من العادي أن نسمع كلمات محبة و سلام بين الناس .. ماذا لو صارت بسمة الوجه تلقائية ؟؟
ماذا لو استمرت هذه الحالة النابضة بين الناس حبا و عشقا لأرضهم ؟
ماذا لو صار لدينا حرية تعبير حقيقية ؟ ماذا لو أمكننا أن نقول ما نريد دون خوف ؟ ماذا لو صارت حرية التعبير حقيقة بكل ما تحمله من معنى التعبير عن الرأي ؛ و الرفض و المساءلة و الكره و الحب و الاختلاف و المسالمة و الشك ؟ ماذا لو صارت الحرية حقيقة حقيقة حقيقة ؟
ماذا لو صار لدينا أمن للمجتمع و ليس أمنا للسلطة ؟
ماذا لو أصبحت لدينا قوانين " للعيب " : قوانين تمنع كل ما نعرفه أنه " عيبا " و قوائم العيب في شوراعنا و أماكن عملنا و حياتنا اليومية لا تنتهي ؛ فماذا لو صار العيب محاكما ؟
ماذا لو أمكننا العلاج على نفقة الدولة كما يحدث في كل دولة ؟
ماذا لو أمكننا التعليم على نفقة الدولة كما يحدث في كل دولة ؟
ماذا لو شارك الجميع في بناء الدولة و شجع على المشاركة و البناء تماما كما يحدث في كل دولة ؟
ماذا لو بدأنا نهتم بالتربية لنعلم الآباء كيف يربون و الأزواج كيف يتعاملون ؟
ماذا لو وجدنا في كل بيت ورشة صغيرة للصناعات الصغيرة و المتناهية في الصغر ؟ ماذا لو صارت أسرنا منتجة ؟
ماذا لو تحول اهتمامنا من الإنفاق إلى الإنتاج ؟ و صرنا نقدر بما ننتج و ليس بما ننفق ؟
ماذا لو صار ممكنا أن نسكن في بيوت تختلف فيما بينها تبعا لاختلافات البشر التي جعلها الله حتمية ؛ و ليست أبراجا تطمس هوية الساكنين فيها و تعلبهم كما نعلب السردين في العلب ؟
ماذا لو صار " الجمال " واحدا ضمن ما يتوارد على ألسنتنا دون خجل أو خشية اتهام بترف ؟
ماذا لو صار في بيوتنا زرع و ثمر و لو بعض ثمار الجرجير ؟!
ماذا لو صارت الوسطة " عيبه " و لا يمكن أن تحدث ؟
لم أجد افضل من صيغة السؤال لأرسم بها صورة لبعض ما ظللت أحلم به طيلة حياتي .. أعتقد أن الجميع يمكن أن يشاركني الحلم بآلاف و آلاف من الجمل التي تبدأ بماذا لو – تلك الجمل المبدعة التي تنقلنا من حيث تقرير الحلم لحيث تقرير واقع حقيقي جديد للحلم..
فاحلموا معي و ضيفوا ملايين الأجزاء من الحلم التي تبدأ بماذا لو ....
نيفين عبدالله
مدير مركز أجيال للاستشارات و التدريب الأسري
ساحة النقاش