نظرات

موقع اجتماعي سياسي و تربوي ونفسي يهتم بالطفل وتربيته وقصصه

محمد مسعد البرديسي

                 

جلست  باكية حزينة و ظنت أنه قد خاب أملها في ابنها الوحيد فكتبت بانفعال تشكو لباب في الجريدة اليومية يهتم بالمشاكل الاسرية والاجتماعية لعلها تجد  عنده  ما يطفئ نارها بحل مثالي !؟ وبالتالي الخروج من الأزمة

وأخرى ظلت في مقعدها  مكتئبة تراقب ابن يحنو على أم له  و تمنت في نفسها أن يكون هذا ابنها ثم استرعت النظر الى أم أخرى وقفت  سعيدة بين ولديها وهم يرتدون الملابس الرياضية ويبدو الجميع سعداء ثم تمنت أن يكون ابنها أحدهما لكنها  مهمومة ترثي حال ولدها المدلل لكنه للاسف  حرامي ؟!

أما المشكلة في الحالتين شكوى من ابن توفر له قدرُ لايستهان به من ترف العيش ولكنه لص  بلغة القانون حرامي في نظر المجتمع يعرض عنه هذا وذاك كيف يحدث ذلك ولما ؟وعند سؤال الأولى أجابت بلغة لم يغب عنها الاضطراب أو التوتر :

انا لم أقصر معه في شيئ لم أحرمه أو حتى أعنفه  انا كل وقتي ضاع  لأجله انا باشتغل ليل  نهار !! وعند هذه الكلمة توقف الباحث وسجل ملاحظة على الفور ووضع علامة مميزة واستطرد يسألها :

والأب يا سيدتي ؟  لم تجب  ثم علم أنها مطلقة وكانت بداية الخيط للباحث وسجل الملاحظة الأهم ووضع علامة مميزة أكثر  ثم  حاول أن يطمئن الأم وربما تنفس الصعداء فالملاحظتان جديرتان بالدراسة  ؟ !

لقد عدد الباحثون أسبابا مختلفة للطفل السارق فقالوا بـ :

الاحساس بالحرمان كسرقة الطعام الذي يشتهيه فلا يجد نظيره في البيت 

-سرقة لعب الأطفال الآخرين لانه محروم منها واقتنائها

ـ تقليد زملائه في المدرسة في الشارع  ـ الغيرة واثارة التميز بين الأبناء

 ـ الخوف من الاعتماد على من يطمع بهم أو يأمل فيهم خيرا حتى يلبوا طلبه فلا يجد من يلبي  مما يدفعه الى سلوك شاذ ليلبي بنفسه   حاجته

ـ أو انه مرض نفسي غلب فيه الضعف العقلي  مع انخفاض الذكاء

                

اضافة الى كل ماسبق هناك سبب آخر خطير ألا وهو ألعاب العنف والتي أفردت خططا سهلة أمام الأطفال والمراهقين لسرقة بنك أو خزينة أو بيت أو أي شيئ يمكن تخيله اثارة خطيرة لعواطف غضة تتشكل وتستجيب بسهولة لأي مثير خاصة إن كان مغلفا باللون والصوت والحركة والأداء

اذن نحن أمام ايحاء غير مسبوق لشياطين الانس والجن يوحي بعضهم الى بعض زخارف القول والفعل وتهييج المشاعر والذكاء المحرم !

التربية ثم التربية فالتربية !  

إن خطة التربية تبدأ منا نحن أولا قبل أن نرثي حال الأبناء ونتأزم نحن معهم ونصاب قبلهم بالاكتئاب فهل وجهنا لأنفسنا أولا أسئلة جد مهمة :

كيف علاقتنا بالخالق ؟ ماتقييمها ؟ كم من العلامات أو الدرجات تعطيها لنفسك بشفافية وصدق وبعد هل مارست رعايتك لأبنائك كما يجب فاذا اطمئننت الى علاقتك وربك ولو بدرجة القبول ودع جانبا وجه القصور مرتفعا كان أم  منخفض الأهم ظاهريا أداؤك للصلاة  للصيام  للزكاة ثم تابع ألفاظك  حوارك داخل بيتك إن كنت أبا أو أما مع أبنائك

ما هي صورة غضبك وهل تتلفظ  بالطلاق في البيت ؟ والأبناء يراقبون يشاهدون ثم مامدى انشغالك خارج البيت سواء كنت أبا أو أما  وبرنامجك اليومي  أين نصيب ابنك و إبنتك منه ؟؟  ثم ما رؤيتك وألعاب النت المختلفة وأولادك وسن المراهقة  شارك معهم اللعب ولو بطريق الفضول  بخفة بكياسة بطلاقة وجه  وابدو معهم بوحه سياسي كي تعرف موقف الأبناء وهذه الألعاب ؟ وتأكد من الدوافع لديهم  هل من باب التسلية فقط وتمضية الوقت ؟ أم انها مجرد  فكرة نالت الاعجاب واستحوذت عليهم ؟ سجل كل ما لاحظته بدقة  كن قلقا حالئذ وتعامل مع القلق برصانة دون رعونة أو حماقة

                          بعد هذا كله

إن كنت معافىٍ مما ذكر أو غالبه قف اذن على مشكلة السرقة عند الابن فان كان السبب في ما ذكر آنفـا لاتتردد في التصحيح فابنك كبدك  اسمك شرفك سمعتك واتبع نقاطا قد تبدو عامة  لكنك في هذه اللحظات كنت تغفل عنها لا عمدا وانما بسبب بلاء الغفلة وهي تتمثل في  :

* الدفء العاطفي فاقترب الى أبنائك أكثر مما سبق لعله يكون السبب

* توضيح مساوىء السرقة وتبعاتها فاتخذ فورا دور الواعظ وان لم تجيد كلمات الواعظين 

* قم ووفر الضروريات التي جعلت ولدك يلجأ للسرقة لأجلها وصارحه بحقائق الأمروميزانية البيت  دون خجل ليتعلم بدايات المسئولية وبأسلوب لايقلقه أكثر مما هو متوقع

الزم الدعاء لأولادك انه الشق الجوهري والمطلوب لأنه ببساطة دعاؤك مستجاب لأن نبينا صلى الله عليه وسلم قال بهذا ونصح  وقطع به من الدعاء المستجاب دعاء الوالد لولده 

إن من الحكمة وضع كل شيئ في موضعه فضبط الانفعال وتحكيم العقل أمر بدهي  ولن يتأتى الا بتعاون بينك وبين زوجتك أم أولادك وحاضنتهم وراعيتهم في غيابك وحضورك. 

  • Currently 352/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
116 تصويتات / 1871 مشاهدة
نشرت فى 28 إبريل 2009 بواسطة nazrat

ساحة النقاش

محمدمسعدالبرديسي

nazrat
( نظرات ) موقع إجتماعي يشغله هم المجتمع سياسيا وتربويا بداية من الاسرة الى الارحام من جد وعم وخال الى آخره , الاهتمام السياسي أساسه الدين النصيحة و يهتم بالثقافةبألوانها ويعد الجانب النفسي والاهتمام به محور هام في الموقع كذلك الاهتمام بالطفل ثقافة وصحة »

ماذا تود البحث عنه ؟

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

619,892

مصر بخير

                         
* الشكر واجب للسيد العقيد هشام سمير  بجوازات التحرير , متميز في معاملة الجمهور على أي شاكلة ..

* تحية للمهندس المصري محمد محمد عبدالنبي بشركة المياه