انقاذ مصر الثورة
لنقل اننا نحن المصريين جميعا دون استثناء كأنا وقوف أمام فرن حار ننتظر نضج الكعكة وبالطبع كعكة الثورة خاصة بعد نجاحها وتنحية نظام عاث فسادا طيلة ثلاث عقود مع ميراث سابق من إفساد ليس في المال والأموال بقدر ماكان في قهر الحريات , غير أن النظام الفائت كان أشدها أثارا في الافساد بكل مايعنيه
والفرن وحرارته صار باديا للعيان من مظاهرات ومليونيات واحتكاكات واحتدامات ومطالبات وانفلات أمن
الفرن ألقى بحرارته على تفكير الناس وتصرفاتها وصراعات الاراء والهوى والأهواء , في الوقت الذي استشعر فيه المواطن العادي أهمية الرغبة في الاستقرار والامن والاطمئنان , وكأنه يريد بملء فيه أن يصرخ قائلا : كفاية سيبونا نستريح ننام !
لايرفض أي منا الراحة والاستقرار , وحسم هذه الحرارة التي تبعثها المناقشات سواء في المنتديات أو الصحف أو على الفضائيات , لكن لايعلم الكثيرون أننا قد سقثطنا في طاحونة التاريخ وعجلته التي آل عليها ألا تتوقف , وقد تحركت الطاحونة بتروسها وإزدادت حركتها مع حرارة الفرن فلم يعدو الأمر مجرد بوتقة تكفي لصهر معدن واحد بل احتاج الأمر الى فرن تتفاوت درجة حرارته بين مرتفعة تارة ومنخفضة تارة أخرى
والجميع ينتظر الكعكة التي يرتضيها الجميع ليتذوفوها أولا ثم ليبدأوا في أكلها و وقد ارتضوا نضجها المنتظر بعد كل هذا الانتظار كي تستوي وتصير صالحة للأكل , غير أن هناك من يود ألا يستمر الفرن في عمله بل يريدوه أن ينفجر بمن هم أمامه ينتظرون وبمن هم فيه يتحاورون على كافة الأصعدة و الاتجاهات , راغبين بالعودة الى الوراء وذلك من رابع المستحيلات تاريخيا وطبيعيا
الى هنا توقف من هم امام الفرن ومن هم بداخله وتحديدا في 8وليو يوم التجديد , ليعلنوا :
ـ اعادة النظر فورا في المتلكئون من الوزراء وعلى رأسهم الداخلية
ـ النظر وبسرعة في بطء المحاكمات مع زعماء النظام السابق, وتحقيق
وتغعيل خاصية الردع العام تلك الخاصة القانونية بالغة الأهمية
ـ إحقاق العلنية في المحاكمات كي يستريح الشارع ويشم أنفاسه
ـ شمول العلنية النقل التليفزيوني المباشر , ونشر التحقيقات
ـ دور مهم وفعال لاساتذة القانون لشرح الجوانب الفنية والقانونية وتبسيطها
للجمهور ليفهم كنهه هذه المحاكمات وخط سيرها
ـ التسليم بالمطالب الشعبية كافة والاعتراف بنضج الشعب وأهليته
ـ البقاء على حيادية المجلس العسكري وتلبية الطلب في الحسم والسرعة
ـ أكد يوم 8 يوليو شعبية الثورة حيث ظهر جليا أن الشعب هو مصدر
السلطــات قولا وعملا وبما أقرته الكتب والدساتير وقد كان من قبل
مجرد عبارة انشائية جميلة تحلى بها الدساتير بينما الواقع خلاف ذلك
وبدت افرازات يوم التجديد المجيد رغما عن بقاء الاعتصامات جلية :
حيث أصدر الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء، عدة قرارات شملت إجراء تعديل وزارى خلال أسبوع يحقق أهداف الثورة ويعكس الإرادة الحقيقية للشعب.
وأكد شرف خلال بيان ألقاه إلى الشعب عبر التليفزيون المصرى مساء اليوم الاثنين، على إجراء حركة المحافظين بما يتفق مع تطلعات الشعب قبل نهاية الشهر الجارى.( نقلا عن اليوم السابع )
ثم ليظل الجيش على مكانه المستقل من الحيادية والحفاظ عى رسوخ و شعبية الثورة , ولقد أضاف اليوم الثامن من يوليو الى الثورة زخما رائعا وأعلن للعالم أن شعب مصر باق على ثورته محافظا عليها ضاربا عرض الحائط الانتهازيين وأتباع النظام الاسبق موقفا أي مكيدة من قبلهم , والاعلان أننا لازلنا ماضون على الطريق نحو تحقيق مصر الرائعة بفضل الله , و هي كعكة الفرح الحقيقية والتي ينتظرها الواقفون امام وداخل هذا فرن وقوده الحوار والتدافع والنقاش والقرارات مع وقود التظاهر والاعتصام و والسؤال متى ستنضج الكعكة ؟؟!
ساحة النقاش