شهر البشائروالكرامات
هانحن نستقبل الشهر الفضيل بنفحات الرحمة الرائعة ونسمات الكرم والعفو والحماس اللطيف آتية من كل حدب وصوب مثل سحاب المطر المغيث للأرض تصاحبها و ترافقها الكلمات الطيبة تعزز الأماني والتهاني وتضرب جذورا عميقة من أشجار الحب والألفةبيننا وتقدم المذاق الحلو في كل شيئ إن كان في شربة ماء أو كوب عصير أو حبة تمر ونـرى جميعا سماء زرقاء بلون جميل نحبه ونملأ أعيننا منها خاصة حين آذان المغرب و نلتقطهافي مخيلتنا ونخلدها في الذاكرة لتظل حية دوما وكأنا لأول مرة نراها رغم أنها حاضرة أوقات السنة كلها نتذكرها فقط عندما نختار ألوانا لقمصاننا فنقول للبائع : هل عندك لون أزرق سماوي ؟؟!!
بكل هذه التعابير الجميلة وتبعاتها من مشاعر وأحاسيس ولطائف نحتضن شهر رمضان ويحتضننا ونتمنى ألا نفارق لحظاته ولا تفارقنا فنعيش ثوانيه وأماكن الذكر أيا كانت في المسجد في البيت في الشارع أينما حل الذكر الجميل لله لأنه سيذكرنا سبحانه مع كل لمحة ولفتة ونفس فقد وعد ووعده الحق إذ قال: " فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون " سبحان الله سبحان الله والحمدلله
نحن بالفعل شعب طيب أليف يألف ويؤلف ويعشق دينه عشقا فقد أحببنا الله فكثرت أسماء العبادله من أجدادنا الى نسلنا بل ابتكرنا من حبنا اسماء لله ليست من اسمائه الحسنى مثل الموجود الستار النعيم الجواد الراضي وأحببنا نبيه صلى الله عليه وسلم فصارت أسماء المصريين كلها ال 80 مليون مصري إلا قليل لاتخلو من محمد واحمد وتطرف الحب وغلونا فيه حتى أطلقنا اسم عبد النبي على كثيرين يحملونه بيننا والمفروض عبد رب النبي إذ لسنا عبادا للنبي صلى الله عليه وسلم بل عباد لربه سبحانه
وأحببنا بالطبع الأنبياء فطبيعي ديننا يأمرنا بذلك فسمعا وطاعة وكرامة فعدد إن شئت من بين الاسماء الكثر بين المصريين موسى وعيسى وابراهيم وصحيح أن حبنا لمحمد سيد الرسل فاق الجميع لأننا عشقنا الفطرة والسماحة والتوكل فاسمع إن شئت : صلي ع النبي بين المارة والباعة والعام والخاص حتى في الخناقات فلا تنفض إلا بواحد من المارة أو من هنا أوهناك يصرخ في الخناقة قائلا : ما تصلو ع النبي يا جماعة !!
ونقيض الحب هو أيضا حب خاصة حين يسب أحد منا الدين عند الاثارة والخلاف مع الآخر فيتلفظ بالسب معبرا عن قمة الغضب والسخط وقد أصاب حال سبه حبا عميقا في النفس تقدسه وتوقره وتحترمه لكن يجد في الحال من يوقفه عند حده أي يجد محبا أكثر غيرة ورجولة يردعه
وهناك الشذوذ في الحب حيث تراه في الموالد البدعية والاسراف فيها بشكل يحول الحب الى غضب من الله لأنه ببساطة ليس هو الحب الذي يقبله الله سبحانه وتعالى لكن ندلل به في مقام التأثير الذي يؤديه ديننا أو الدين في نفوسنا ناهيك عن الشعارات المطلقة فوق السيارات مثل : من شر حاسد اذا حسد حيث يأخذ طرفا من الآية مكتفيا بها شعاراوأمثال اذكر الله ورب اشرح لي صدري أضف أيضا الشعارات المطلقة فوق المحلات التجارية خاصة في الأماكن الشعبية فتجد : ( الله كشري الأمانة محمد )و (الحمدلله بويات وحدايد ) !!
من ذلك كله هل رأيت ولمست بنفسك أو من غيرك شعارات حزبية وأقوال مما تقال في أروقة الأحزاب السياسية تتردد بين الناس ؟! لاأعتقد فالكلمات البراقة لأصحاب الأحزاب لايحفظها مطلقا المصري العادي بقدر ما يحفظ ( صلي ع النبي ) ( توكل على الله ) ( كل شيئ بارادته ) حتى المرشحون في الانتخابات أيا كان انتماؤهم لاتخلو لوحاتهم الدعائية من ذكر الله ( لااله الا الله ) فان تغلغل الدين في نفوسنا لاتكبحه ارادة كاره أو ناقم أو متململ من المتدينين !! مهما بلغت علمانيته أوفكره وتوجهه وتخوفه فان اراد وحاول وخطط لاغراء الناس فهو كالذي يحرث في الماء !
لا اخوان مسلمون ولا غيره !
وإن قاد من قاد الجماهير تحت اسم الاخوان المسلمون بغرض سياسي فلا يمثل الطبيعة الفطرية الشفافة للمصري ! بل يجنح بها الى متاهات لايحب أن يألفها المصري أو يتعودها !فالمصري يتميز بطبيعة هي أبسط مما يريده العلمانيون أو الاخوان او الحزبيون يريد حاكما أيا كان صنفه يتخذالدين منهجا وسلوكا وخلقا وتعاملا فلا يذكر له شعارات براقة ايديلوجية مثلا !!ولكن يعامله بم قال الله وقال نبيه صلى الله عليه وسلم فالمصري قائده الحقيقي شيخ الجامع الذي يبجله ويأمن جانبه ويحكي له أسراره ويسأله ليفتيه ويطيب خاطره عند حزنه ويشارك فرحته ويتصدق عليه إن احتاج فالجامع هو من يتكفل تجهيز الموتى في مناطق ليست قليلة ورئيس الجمعية الخيرية غالبا شيخ الجامع أو مؤسس أو بان للمسجد وتصريح الشيخ كالبلسم اذا نطق ونصح وأشار وصحح ووجه والشيخ ليس عضوا في الحزب الفلاني أو عضو ا في الجماعة الفلانية بل كل يعمل على شاكلته وطوعا في حب الخير والسماحة والكرم والمعروف
ديننا حزبنا
وعليه ربما يتضح أن الحزب الذي نراه على هذه الشاكلة ليس له مقر قيادة ولا رئيس ولا أعضاء ولا مشهر في لجنة الأحزاب وانما تجد مقاره على علاتها في مسجد القرية والحي أو جامع المحافظة أو المدينة وتجده في الزاوية والمصلية داخل أروقة المباني وثكنات العمل وقياداته الشيخ الطيب الوقور الذي لايخافه الناس تجده جالسا معهم ويلتفون حوله في دفء يستمع اليهم يسألونه فيجيب بعد صلاة وخارج المسجد ك وتراه واعظا كريما في التلفاز أوالراديويلهث وراءه الطيبون المخلصون في الله كلمته مسموعةوجهد ه في المساعدة محسوس وملموس
هذا هو حزبنا الحقيقي لاوفدي ولاتجمع ولا وطني ولا حتى اخوان ! فان كان ولي الأمر كذلك فبشرى ومرحبا يقدر مثل المصري البسيط شيخ المسجد وامام الجامع وعالم الدين فيعلي أكثر وأكثر من قدرهم ويستمع لمشورتهم ورأيهم ولما لايجلس بعد الصلاة مع المواطنين مستمعا للشيخ وكلمته ؟ ! فاللهم جنبنا شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا واجعل بلدنا هذا خاصة وسائر بلاد المسلمين آمنة مطمئنة برحمتك يا أرحم الراحمين وكل عام وأنتم بخير
ساحة النقاش