نظرات

موقع اجتماعي سياسي و تربوي ونفسي يهتم بالطفل وتربيته وقصصه

                        

جرى الطفل محمد مسرعا مختبئافي حضن أمه التي أخذت تردد بألفاظ تقليدية قديمة : " اسم ... حارسك وصاينك !! في الوقت الذي سمع فيه صوت خالته والتي هالها مشهد الطفل الصغير وهو مرعوب قائلة : ما عندكيش طاسة الخضة ! بعدما سمع أصوات العويل والصراخ لوفاة أحد جيرانهم في نفس البيت  وقد شاهد منظر الرجال وهم يحملون الجثمان ثم قاموا بوضعه داخل التابوت الخشبي والطفل يراقب المشهد في هلع ورعب بينما يرتفع صوت العويل والنسوة تردد ألفاظ الجزع والسخط والبكاء
تذكرت أمه حين سالتها أختها في الحال الطاسة النحاسية القديمة والتي كانت من بقايا تركة امها والتي توفيت منذ شهور والطاسة كانت مزركشة تميل الى اللون الأحمر النحاسي الجميل ومليئة بالآيات القرآنية من قعر الطاسة الى حافتها
قامت الأم وملئت الطاسة  بماء الورد وظلت تدعو الله وتقرب فمها من ماء الطاسة  وتقول لأبنها : ما تخافش يا حبيبي ما تخافش يا ضنايا وخالته من وراءها : ياحبة عيني يا بني  بينما محمد يكاد يرتعد من الخوف  وينظر لمن حوله بعينين  زائغتين  دونما ينطق بكلمة واحدة فقد أرعبته هذه الأصوات التي تعودتها بعض النسوة خاصة في مناطق الطبقة المتوسطة ومادونها  في مثل هذه المواقف واطلقت الخالة  في الحال عتابا لأهل البيت كيف يتركون امحمد  يراقب ويستمع ويرى هذا العويل وحساب ولوم بصوت عال : من الذي ترك باب الشقة مفتوح من  ؟ وأخته الكبيرة من الداخل : والله الباب كان مقفول والله ما فتحته كأنها  المتهم وراء ما حدث مع الطفل  محمد صاحب السبع سنوات الذي لم يذق طعما للنوم من ساعتها فلازال يطارده مشهد الجثمان والتابوت الخشبي وأصوات الصراخ والجزع 
                        
وشب محمد وصار فتى ورعا لكنه لايطيق مشاهد الجنازات والموت وصار متعلقا أكثر بأمه وأبيه تعلق به خوف رهيب أن تتركه يوما ما أمه أو أبوه ولايعلم أنه أمر حتمي على كافة العباد ولم تتولد لديه القناعة بهذا ولو وصل الى أبواب الجامعة فقد أصبح واحدا من طلابها ولا يعلم كيف التحق بالطب ؟ ودراساتها تستدعي دخول المشرحة والجثث كأن شيئا ملفتا دفعه الى ذلك ومن الدهشة انه سبب لم يفكر فيه للحظة كيف ؟؟

                        

  • Currently 125/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
42 تصويتات / 1303 مشاهدة
نشرت فى 31 مايو 2010 بواسطة nazrat

ساحة النقاش

محمدمسعدالبرديسي

nazrat
( نظرات ) موقع إجتماعي يشغله هم المجتمع سياسيا وتربويا بداية من الاسرة الى الارحام من جد وعم وخال الى آخره , الاهتمام السياسي أساسه الدين النصيحة و يهتم بالثقافةبألوانها ويعد الجانب النفسي والاهتمام به محور هام في الموقع كذلك الاهتمام بالطفل ثقافة وصحة »

ماذا تود البحث عنه ؟

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

642,608

مصر بخير

                         
* الشكر واجب للسيد العقيد هشام سمير  بجوازات التحرير , متميز في معاملة الجمهور على أي شاكلة ..

* تحية للمهندس المصري محمد محمد عبدالنبي بشركة المياه