نظرات

موقع اجتماعي سياسي و تربوي ونفسي يهتم بالطفل وتربيته وقصصه

                            

دخلت حجرة الكشف سيدة تبلغ من العمر حوالى 45 عاما كانت ترتدى ملابس محتشمة ويبدوا عليها علامات التوتر والقلق … وبعد أن ألقت السلام بادرت بالكلام

·  أنا مش عارفة أبدأ كلامى من أين …. أنا حاسة أنى مكسوفة ولا أستطيع أن أحكي حكايتى ….. أصل دى أول مرة ادخل فيها عيادة طبيب نفسى .

·  الطبيب النفسى مثل أي الطبيب  الباطنى أو أي طبيب آخر …. الإنسان يدخل عند الطبيب الباطنى ويتعرى من ملابسة ويكشف نفسه أمام الطبيب بعرض حالته الطبية لكى يحصل على افضل مساعدة … أرجوكى استرخى واستريحى وابدئى فى عرض مشكلتك بدون خجل لان الطبيب إنسان يحاول مساعدة من أمامه لكى يحصل على الراحة والطمأنينة النفسية بإذن الله .

                    

·  أنا يا دكتور زوجة وأم …. زوجى رجل أعمال فى الخليج وأنا بالنسبة له الزوجة الثانية ، وتزوجت منذ حوالى 25 عاما … وزوجى رجل محترم وفاضل ومهذب ولكن سنة حاليا 61 سنة وعندى ولد وبنت ابنى يدرس حاليا  فى الخارج وابنتى تدرس  فى الجامعة وأنا حاليا اعمل فى مجال الكمبيوتر فى شركة محترمة ولى وظيفة مرموقة ومحترمة من الجميع وباختصار أنا اعتبر خبيرة فى الكمبيوتر منذ عدة سنوات والكمبيوتر هو سبب مشكلتى التى أعاني منها .

·  الكمبيوتر جهاز هام ومفيد بالنسبة لحياة البشر فكيف يكون بالنسبة لكى مشكلة؟

                      

· أنا كنت اشتغل فى النهار وفى المساء أرعى أولادي وكنت مسخرة كل حياتى من اجل رعاية أبنائي الولد والبنت ، وبعدما كبر الأولاد وسافر ابنى فى منحة دراسية للخارج وتفرغت ابنتى للدراسة بدأت اشعر بالفراغ خصوصا وان زوجى يقضى معظم الوقت فى العمل وينام فى المساء فى المنزل الآخر عند زوجته الأولى ويمر علينا فى فترات قليلة أثناء اليوم ولذلك فأنا اشعر بفراغ شديد ومن هنا بدأت اللجوء للإنترنت كى أقضي أوقات فراغى … وبدأت فى التحدث مع الناس عن طريق الدردشة على الإنترنت Chatting وتعرفت على أحد الشباب وكان يبلغ من العمر حوالى 25 سنة وعندما عرفت نفسى له ذكرت بان سنى حوالى 22 سنة بالمخالفة لسنى الحقيقي وعندما أرسل صورته وطلب منى أن أرسل له صورتي له أرسلت صورتى وأنا سنى 22 سنة بالرغم من أنى ابلغ من العمر حوالى 45 سنة وبدأت العلاقة بيننا عن طريق التحدث والمراسلة على الإنترنت .. فى الأول طلبت منه أن تكون العلاقة بيننا علاقة روحية أو علاقة صداقة وطلبت منه أن ينسى أننا رجل وامرأة ويعتبر كل منا أنها علاقة انسانية أي علاقة روحين يرغبان فى التواصل والحوار لشغل أوقات الفراغ ولكن مع الوقت بدا كل منا يتمسك بالآخر ويبحث عن آخر وبدأت اشرح له أحاسيس وذكرت له إنني متزوجة وأنى أعيش حياتى مع زوجى وشرح لي هو انه خاطب فتاة  من اقاربة وانه لا يستطيع مواصلة مشوار حياته بسبب المشاكل المالية التى يمر بها… وبعد أن ازدادت علاقتنا وتوطدت أواصر الصداقة عرضت علية المساعدة المالية ، وبعد أن رفض فى أول الأمر قبل المساعدة وأرسلت له مبلغ من المال كى يستطيع مواصلة حياته الاجتماعية ,أرسل لي بعدها أنه خطب  قريبته وأرسل لي صورة الخطوبة … وهنا بدأت أحس بأني سوف أفقد هذا الشاب من يدي .. لقد بدأت أحس بالانجذاب الشديد نحوه وأصبحت لا أستطيع النوم إلا إذا إتصلت به أو إتصل هو بي , ولما وجدت أن العلاقة زادت عن حدها حاولت التوقف عن الاتصال بهذا الشاب وحاولت أن أشغل نفسي في أعمال البيت وأن أزيد من علاقاتي الاجتماعية كي أتغلب علي هذه العلاقة ولكن بدون جدوي .. وانقلبت حياتي رأسا علي عقب … لقد أصبحت أنام وأستيقظ وأنا أفكر في هذا الموضوع لدرجة أن إبني عاد في إجازة من السفر لم أستطع أن أجلس معه فترة مناسبة من الوقت حتى أسمع تفاصيل دراسته وأحواله أثناء وجوده في الخارج , واطلب منه أن يخرج لكي يتمتع بأوقات فراغه مع أصدقائه .. كل هذا لكي أخلو لنفسي  وافتح الإنترنت لكي أتحدث مع هذا الشاب كما أصبحت  لا أستطيع أن أتناقش مع إبنتي في أمور حياتها العادية وأصبحت أتعلل بأنني لست في مزاجي الطبيعي وإنني لم أعد أتحمل سماع المزيد من المشاكل بعد العودة من العمل وأن مشاكلي تكفيني .

                

وأخيرا قررت أن اتخذ المبادرة وأحاول مقابلة هذا الشاب … وانتهزت فرصة الإجازة لكي أرجع إلي مصر لعلى ان أستطيع مقابلة هذا الشاب ووضع نهاية مناسبة لهذه العلاقة . وعندما وصلت إلي مصر اتصلت به علي رقم المحمول الخاص به وبدأنا في تبادل الحوار والكلمات الغرامية الملتهبة ولكن لم يطلب مقابلتي ولم يسعي حتى لمعرفة عنواني وكانت كل المكالمات  بعد ذلك عبارة على كلمات إعجاب وهيام ولكن بدون محاولته تنظيم موعد للقاء ، مما أدى إلى شعوري  بالإحباط والحزن العميق . وبدأت  في الشعور بالغيرة خصوصا بسبب علاقته مع خطيبته وكلامه عنها وعن أعداده للزواج منها وأنا الآن على وشك أن افقد عقلي وقدرتي على السيطرة على حياتي .. فأنا لا أستطيع  الابتعاد عن سماع صوته في المحمول ونحن نتبادل  الاتصال والرسائل طوال النهار .. لقد أصبحت لا أستطيع الجلوس مع أهلي وأمي وأخواتي  الذين يحضرون للقائي بعد عودتي من الخليج وأشعر دائما بأنني مشغولة البال وحزينة ومتضايقة  وشاردة الذهن . لقد مر على رمضان  وكنت دائما اصلي في المسجد في صلاة التراويح وأختم فيه القرآن ولكن في هذا العام لم أذهب الى المسجد ولم أستطيع  ختم القرآن .. لقد زهدت في كل شيء  لدرجة أنني لم أستطيع مشاهدة أي من التمثيليات  التي كانت تقدم أثناء شهر رمضان .

               

لقد وصل زوجي الى القاهرة ونحن ننزل دائما في الفندق أثناء وجودنا في القاهرة .. قد اتصل بي عند الوالدة عدة مرات وطلب مني ان  احضر أليه أثناء وجودة في القاهرة ولكنني  تعللت بعدة أسباب لكي لا أقابله حاليا.

بالله عليك يا دكتور كيف أتصرف في هذه  المشكلة  لقد عرضت عليك حكايتي وأرجوا الا تنظر إلى نظره بأنني  انسانه  منحرفة  أو ساقطة  أنا انسانه مجروحة وحائرة  وأريد أن اشعر بالسعادة والبهجة كما يشعر بها الآخرون .. لقد حولت هذه  العلاقة حياتي الخاملة إلى حياة كلها بهجة وإثارة وشعرت خلالها بأنني قد أصبح سني 2. عاما بدلا من 45 عاما .. لقد ارجعتنى هذه العلاقة  إلى سن الشباب وأستطعت أن استرجع عمري الذي ضاع مني وأنا  انظر إلى المحمول على أمل أن أسمع صوته أو أجد رسالة منه

****

التعليق على الحالة

عندما يواجه أي أنسان مشكلة أو أزمة ويجب عليه أن يواجه هذه المشكلة أو الأزمة بالتفكير والعقل  وليس بالعاطفة كي يستطيع أن يجد  الحل المناسب لهذه المشكلة .. ولننظر الآن إلى أبعاد هذه المشكلة والى الجوانب الإيجابية والجوانب السلبية لها . أولا: من ناحية الجوانب الإيجابية للعلاقة فان هذه العلاقة قد سببت لك الإحساس بالسعادة والبهجة كما تقولين ..كما أنها  قد أشعرتك بأنك  عدت إلى سن الشباب مرة أخرى وهو إحساس جميل لمن هو في سنك .. أما  عن الجوانب السلبية في هذه المشكلة فهي كالآتي :-

أولا: بعدك عن أولادك وعدم إحساسك  ومشاركتهم في حياتهم الحالية .

ثانيا : ابتعادك عن زوجك ونفورك منه بالرغم من إحساسك بأنه رجل فاضل ومهذب  ومحترم .

ثالثا :  ابتعادك عن الأهل  وأمك وعدم قدرتك على التواصل  معهم في فترة الإجازة أو خلال فترة هذه العلاقة.

رابعا: هذا الشاب لم يطلب مقابلتك ولم يسعي  إلى الاقتراب منك لعلمه بأنك متزوجة ولرغبته في مواصلة حياته مع شريكة المستقبل  ومواصلته هذه العلاقة .

خامسا:  إحساسك الحالي بالضياع والحزن والهم وخوفك من فقدان كل شيء إذا علمت الأسرة بهذه العلاقة..

وأخيرا وهذا البند كان يجب أن نجعله أولا وهو أن هذه العلاقة قد باعدت بينك وبين الله وسببت إهمالك لحياتك وزوجك  وواجباتك الدينية .. يا سيدتي  أن هذه العلاقة علاقة آثمة  وليست علاقة صداقة .. أن إمساكك بالمحمول في يدك انتظارا لاتصال هذا الشاب  بك هو مثل إمساك الإنسان المدمن لكاس الخمر  انتظارا لكي  يرشف منها  .. تخلصي من هذا المحمول فورا .. القيه من يدك واخفي  عنك هذا الجهاز التي يصلك بهذا الشاب قبل أن تتحول حياتك إلى مرض خبيث لا شفاء منه .. أن هذا الشاب لم يحاول مقابلتك وهو يعلم أن سنك 25 عاما  فكيف به إذا علم أن عمرك الحقيقي هو 45 عاما  الآن .

· نصيحتي إليك يا سيدتي أن تبادري فورا بالامتناع عن الاتصال كليا  بهذا الشاب وتضعي نهاية لهذه العلاقة المرضية وان تحاولي زيادة علاقاتك  الأسرية مع الأبناء والزوج وان تشغلي وقت فراغك في العمل الخارجي  والمنزلي وان تلجئ إلى الله كي يساعدك على اجتياز هذه المحنة .

· أن جهاز الكومبيوتر والمحمول هي أجهزة للاتصال والثقافة والعلم والعمل .. أنها يجب أن تكون أجهزة مساعدة على التقدم وليست أجهزة هدم وافساد للحياة .

_______________________________________

 *المقال للاستاذ الدكتور محمود جمال أبو العزائم تحت عنوان الاغواءبالانترنت والمحمول ( فقط تم التصرف في العنوان)
  • Currently 209/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
70 تصويتات / 1540 مشاهدة
نشرت فى 22 يناير 2010 بواسطة nazrat

ساحة النقاش

محمدمسعدالبرديسي

nazrat
( نظرات ) موقع إجتماعي يشغله هم المجتمع سياسيا وتربويا بداية من الاسرة الى الارحام من جد وعم وخال الى آخره , الاهتمام السياسي أساسه الدين النصيحة و يهتم بالثقافةبألوانها ويعد الجانب النفسي والاهتمام به محور هام في الموقع كذلك الاهتمام بالطفل ثقافة وصحة »

ماذا تود البحث عنه ؟

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

642,531

مصر بخير

                         
* الشكر واجب للسيد العقيد هشام سمير  بجوازات التحرير , متميز في معاملة الجمهور على أي شاكلة ..

* تحية للمهندس المصري محمد محمد عبدالنبي بشركة المياه