
دكاكين سوم ..
يا ترى ماذا كان يوجد بتلك ألدكاكين في تلك الأيام ؛ لقد كنا نعيش في زمن كانت الدابة فيه هي ألوسيلة ألوحيدة التي كانت تستعين بها ألناس لقضاء حوائجها خاصة في فصل ألشتاء ؛ ولقد كنا نتعجب عندما كنا نرى تكسي " عصفور " وتكسي ألعمري الأمريكية ألحمراء في شوارع شوم والتي لم تكن تأتي إلا لتوصيل ثري سومي أو لحدث آخر ؛ لقد كان تجار منطقة عجلون يجلبون العنب بالسواطر على ظهور ألدواب ؛ كما وكان تجار ألبندورة يجلبون لنا البندورة من " رحابا " بالسواطر إلى أن شاعت زراعة ألبدوره البعل وبدأت ألناس تتوسع بزراعتها صيفاُ وكانت معظم أمهاتنا يقمن بتسطيحها وتمليحها ثم نشرها على ألسطوح ثم يتم حفظها لتستهلك بفصل ألشتاء ؛ لقد كانت في بلدنا بعض ألدكاكين وأن أول من افتتح دكان في سوم هو المرحوم " أبو شحاده " وكانت تقع مابين " بيت المرحوم خلف ألعبد الله مقابل مسجد عمر وبين بيت ألمرحوم أبو فخري ..!! ودكان الحاج محمود ألموسى أبو مصطفى وكانت مقابل بيت الدكتور " احمد النهار المحترم ؛ كما وكانت دكان المرحوم ألحاج " بديوي ؛ ودكان المرحوم ألحاج سرور والمرحوم عيسى ألزيد ودكان ألمرحوم رفاعي أبو سرحان ودكان ألمختار أبو صالح ودكان أبو رياض ودكان ألمرحوم " " عطية الأحمد ألشناق؛ ودكان المرحوم محمد العلي الجابر – أبو فضيل ؛ أذكر أنني اشتريت رطل فأصولية ناشفة ب-" 21" قرش " كما وكنا نشتري رطل اللحم بنصف دينار من اربد ب " 35" قرش ومع ذلك فكانت الناس قليلاً ما تشتريه بالكاش فقط كانت تأكله عندما تتدحرج أحدى الأبقار عم طور فيشترون على حساب " قيد ع لتفتر " لقد كانت توجد ملحمة في سوم تذبح فيها الجمال وتلك الأبقار التي كانت تتعرض للسقوط هنا وهناك ؛ وقد كانت تعود ملكية الملحمة إلى ألمرحوم " ماجد العبد " شقيق المرحوم " عيسى العبد المراشده رحمه الله وكانت تقع مابين دار المرحوم " عزام المراشده " والمرحوم " محمد العلي المراشده " تحديداً ؛ وكان يبيع اللحم للناس على طريقة " الشروات " مقابل صاع من القمح أو مبلغ زهيد إن وجد أو بالدين للبيدر؛ وكان اللحام الوحيد في سوم في أربعينيات القرن المنصرم .. إن السلعة الأكثر رواجا في تلك الأيام هي " العجوة " فكان شلو العجوة من الضروريات لكل الدكاكين ؛ كما كان للكعك بان وحلو الوسائد والمخ شرم والراحة رواجاً واسعاً ؛ لقد كان الصبية بتلك الأيام ينتظرون وفاة احد ألكهله ليأكلوا " لأقراص " التي كانت توزع عن روحه كما وكانوا يذهبون للبيا در للتبرك ليبيعوا غلتهم للحاج – بديوي ليشترون ما يحلو لهم من كعكبان و" مطعم ( يتبع .....




ساحة النقاش