
إن النفاق هو عبارة عن مرض اجتماعي ينخر جسم ألإنسان كما تنخر الدود سيقان ألأشجار فلا تتركها إلا بعد التسبب بإيباسها ؛ والنفاق هو اختلاف السر والعلن نوع يكون في العقائد وهو أخطرها ؛ وآخر في القول والفعل ونسميه بالنفاق ألاجتماعي الخطير الذي قل ما يسلم منه المجتمع ألإنساني وهو مدعاة لاقتراف الصفات الذميمة كالخيانة والكذب والغدر والنفاق دائماً وابدأ في هز كيانات ألأمم مزامنة مع الظروف ألحرجه كما نراه اليوم بأخطر مدياته ؛ ولا ننسى بأن المنافق هو مداهن على حساب عقيدته ألإسلاميه التي لا تقبل هذا
المصطلح أي ألمداهنه ؛ ما هو النفاق بنظرنا نحن ..!! لقد أبتلينا كأمة إسلاميه في بالآم هذا المرض العصري الخطير بحيث أتى على قوانا وأوهن عزيمتنا وأدى إلى تردي أوضاعنا على الصعيد ألاجتماعي ؛ بحيث لم تعد الروابط ألاجتماعيه متينة كما كانت قبلا بل تفاقمت مشاكل ألتفكك ألأسري؛ إن التعامل بالنفاق بين الناس لهو كارثة كبرى وفيروس خطير أصابنا حتى وصل بنا ألأمر لمقاطعة أقاربنا وأصدقائنا ومن حولنا ؛ نحن نريد أن نصل لنتيجة من خلال توجيه هذين السؤالين – كيف سمحنا لهذا المرض ليتفشى بمجتمعنا ؛ وما لذي يترتب عليه من أثار علينا وكيف سيكون شكل النتيجة بمنضورنا..!!! إن للنفاق وجوه عديدة ومسميات كثيرة ؛ هناك ألنفاق المجتمعي
والنفاق الديني والسياسي وألإقتصادي ؛ لا يمكنني ان أكتب عن كل هذه الوجوه دفعة واحدة لئلا أطيل على القارئ ولكن فهل يمكننا التعامل مع مشكلة النفاق بالدبلوماسية ؛ إذا ما أردنا ذلك فيجب أن تكون لدينا خلفية دبلوماسيه لنستطيع التعامل مع موضوع النفاق بفن ؛ وهذا يتطلب منا أن نكون في قمة ألذكاء والكياسة لأن من أهم مرتكزات الدبلوماسية تتمثل بهذان العنصران ؛ فبمها تدار العلاقات بين ألأفراد والدول والجماعات وإدارة الحوار والإقناع بشكل سلس كما قال معاويه – لو أن بيني وبين الناس شعرة لما قطعتها ..!! فالشخص الدبلوماسي غالباً ما يكون ذكي جداً في أسلوب التعامل مع غيره دون
أن يمس كرامته ومشاعره ؛ ولابد أن ينتقي أرقى ألأساليب وبذكاء ليستطيع حل أي خلاف بينه وبين قبيله ليخرج نفسه من أي معضلة بسلاسه ويستطيع ألتأثير على ألآخرين وإقناعهم ومعرفة ما يخفون وبالتالي يبقى محبوباً في عيون ألآخرين إذا ما احترم مشاعرهم ؛ ومشكلتنا لسنا كلنا على قدر عال من الدبلوماسيه لأن معظمنا لا يقبل بالتخلي عن أسلوب الجدال العنيف ؛ هنا يجب أن نسلم بما قيل بالشخص المنافق من اوصاف وأحاديث بحيث قال رسول ألله – ص – خصلتان لا تجتمعان بمنافق ؛ حسن صورة وخلق ؛ لا يمكن أن تكون صورة المنافق جميلة في عيون ألآخرين ؛ كما ولا يتمتع ألشخص المنافق بأية أخلاق فهو عديم كما يقال ؛ وقال تعالى عنهم ﴿ الْمُنَافِقُونَ
وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) فالإنسان المنافق جميل المظهر أسود من الداخل ويخدع الناس بمعسول كلامه ويتلون كالحرباء ويلبس بكل مناسبة قناع ..!!وصدق النبي – ص – حين قال - ((مثَلُ المنافق كمثل الشَّاة العائِرَة بين الغنَمَين، تَعِير إلى هذه مرَّة، وإلى هذه مرة)) فالمنافقون موجودون بيننا ونتعامل معهم هنا على الموقع وفي بيوتنا وشوارعنا وبكل زمان ومكان وهم كما وصفهم رسول ألبشرية – ص – بشرار ألأمه وعاثريها وقال ((تَجِدون الناس معادن، خيارُهم في الجاهليَّة خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، وتجدون خير الناس في هذا الشأن أشَدَّهم له كراهية، وتجدون شرَّ الناس
ذا الوَجْهَين، الذي يأتي هؤلاء بوجه، ويأتي هؤلاء بوجه)) وقال الغزالي " ذو اللسانين مَن يتردَّد بين متعادِيَيْن، ويكلِّم كُلاًّ بما يوافقه، وقلَّ من يتردَّد بين متعاديين إلا وهو بهذه الصِّفة، وهذا عين النِّفاق".نحن غالباً ما نحكم على الناس من خلال مظاهرهم وبالتالي لن نكون عادلين ومن السهل علينا الوقوع في شراكات المنافقين إلا من رحم ربي وخصه الله بالفراسة ..!! فهل نحن جميعاً ضليعين بالفراسه ؛ إذا نحن نمتاز بهذه الخاصية فمن الذين يمتازون بخاصية الهبل ..!! وهل كلنا لسنا منافقين ..!! كيف ويعيش بيننا ومعنا المنافق والدجال والنصاب والمداهن والمٌحبط والحاكين على الفخار والمراوغين والنصابين ؛ فليتلمس كل منا نفسه ويحكم ضميره ربما يجد ألعلاج الشافي لهذا المرض الذي بعاني معظمناأثآره ..............




ساحة النقاش