لا يكاد مجتمعنا يخلو من البخلاء وهؤلاء لهم أربعة عيون بحيث يستطيعون تحديد أهدافه من ألأمام والخلف كهذا الديك ؛ وغالباً ما يكون البخل يأتي بالطرق الوراثية تماماً كمرض ألسكر والسرطان ؛ وهذه ألأمراض مستعصية على العلاج بحيث لم يفلح الطب الحديث بالسيطرة على وقف زحف هذه ألأمراض على ألأنسجه وتدميرها إذا ما انتشرت واستفحلت بجسم الضحية ؛ وهذه ألأمراض لم تفرق بين أفريقي وعربي فهي تهاجم الجميع ؛ نحن وعندما نقوم بمقارنة ألسرطان بمرض البخل نجد أن ألسرطان أكثر عدالة ورحمه
من بعض البشر؛ وتفسير ذلك هو أن ألبخيل تسبب لكل أفراد عائلته بكل أنواع ألأمراض مثل ؛ فقر الدم – هشاشة العظام – ألصداع المتواصل – والإجهاد النفسي والفكري وسوء التغذيه لأفراد أسرته ؛ هناك بعض المتخلفين الذين ورثوا البخل كابرا عن كابر يتمتعون بمناعة متميزة يفتقرها ألأناس ألتقليديين ؛ فهذا ألبخيل لديه من المناعة ما تمنعه من إلقاء السلام على –
جوز دجاج بيوم ألجمعه ؛ فكيف ليبتسم لكتف خروف أومؤخرة عجل مغروسة فيها ضمة من البقدونس وهو يمرمن أمام ألمحل مسرعاً ؛ هذا الشخص لايفهم لغة الدفع وغالباَ ما يذهب للسوق متطفخاً هنا وهناك يتفرج على ما هو معروض على ألبسطات وما هو معلق في الثلاجات بوجهه ألأصفروكأن ريح صرصاً تغشاه وببنيته ألمتهالكة ألآيلة للسقوط والهدد والتجييف ؛ ثم ليقوم بشراء ارخص أنواع البند وره والخيار ذي الحجم العائلي وبقايا العنب أو الباذنجان بطريقة – المشايله - عكس الفقيرالذي لايرضى إلا بالسلعة المحترمه لأنه سيطعم أولاده لا حيواناته وبغض النظر عن ماسيحتاجه باليوم التالي وهذا ألفقيريؤمن بمقولة رزق اليوم لليوم وأما غداً فعلى رب العالمين ؛
(بخيلاً يرى في الجود عاراً وإنما
يرى المرء عاراً أن يضن ويبخلا)
– أخي البخيل أنت رب أسره وأنت مسئول عن ألإنفاق على زوجتك ألتي تلبس بفضل جهودك العاثره – دشداشة نٌسجت خيوطها قبل نصف قرن ؛ وتجر برجلها حفاية بلاستيكيه – فوده 36 والأخرى 32 – ولم تكن تعلم لمن تعود أصلاُ أليها أم لبناتها ؛ فهذا الرجل لم تستخدم ببيته طنجرة قط إلا للعدس لقد نسج عليها العنكبوت أو تستخدم للزينه - منذ متى باللحم عهد قدوركم من أضحى إلى ضحى أوبقينا كماهيا ؛ ولم توقد بمطبخ أسرته ألنار لطهي غداء معتبر
تطجنه أم أل – 44 – التي تدب ليل نهار تسعى لجلب القشاش من هنا وهناك ليقوم ألمدير بدرسه مع حوابين القمح ليستفيد من تبنه ؛ هذه ألزوجه ألصالحه كانت قد أصابتها عدوى ألبخل وأصبحت أبخل من بعلها ألذي لم يترك طوبة في ألشارع أوآداة بلاستيكيه إلا وقام بجلبها لساحة منزله ؛ وتبين البشاشة على سحنته عندما تترك البلدية كومة فيشرع بدز عربا يته بخفه وبعد منتصف ألليل منقضاً على الكومة للإجهازعليها وتكنيسها ؛ ولم تسلم إشارة مرور من شر يديه فيقوم بخلعها إذا ماسا عدته مروءته أو عندما تصطدم بها
بعض السيارات أو يقوم بدفشها بعود المحراث ؛ تصوروا – يوجد بباب المنزل إشارة – قف – وبباب المطبخ – ممنوع الدخول إلا للضرورة القصوى – وبباب الحمام ممنوع الدخول إلا لمن لديه أزمه - – وتحت الداليه - انتبه أخطار متعددة – وبجانب اللوزات – ممنوع الوقوف والتوقف – وهناك إشارات إنتبه منطقة مرورمعزى وصيصان موزعه بأرجاء ساحة المنزل ألذي تحول بفضل شراهة صاحبه وإسرافه في البخل وحب ألمال لمشغل مركزي ومستودع لهندسة البلديات – إن هذا البني آدم لهو أنموذجا
من الكثير من النماذج الموجودة بمجتمعنا ؛ وهذا الشخص معروف للناس بشكل يشبه الديك الباكستاني الذي غالباً ما يغطي ريشه أجنحته وأسفل قدميه فقط والباقي -مفرع ؛ محرم عليه لبس الثياب الحسنه إلا نادراً وفي المناسبات وما أقلها ..
أرى الناس إخوان الكريم وما أرى ** بخيلاً له في العالمين خليل ..؛
لقد سمعنا عن أبو دنف كان بخيلاً ؛ ولكنه كان يدفع للضيف مالاً ولا يقبل أن يشاركه طعامه وقد قال فيه ألشاعر؛
أبو دنف يجود بألف إلف – ويضرب بالحسام على الرغيف ؛
لقد سمعنا عن الكثير من البخلاء في ألجاهليه وما قبلها وبعدها ولكن وفي هذه ألأيام هناك من هم أسوأ من أبو دنف ومن على شاكلته ؛ لمن أيها الغبي تجمع هذا المال ؛ هل لمن سيرثون البخل عنك وليبقى ذكرك متداولاً على السنة الناس لقيام الساعه ؛
قوم إذا أكلوا أخفوا وا كلامهم
واستوثقوا من رتاج الباب والدار
قوم إذا إ ستنبح الضيفان كلبهم
قالوا لأمهم بولي على النار
فتمنع البول شٌحاً أن تجود به
وما تبول لهم إلا بمقدار
والخبز كالعنبر الهندي عندهم
والقمح خمسون إردبا بدينار ...
إنك وعندما تجالس أحد ألمخضرمين بالبخل يفاجئك بالتحدث عن ألإسراف والتبذيرويبدولك كواعظ معتبر في الدين ولكنه لايستطيع إخفاء الحقيقه لأن التبذيرلايمت لمستلزمات البيت بصله ولكن هذا الرجل يتهرب من مسؤولياته التي هو موكل بها وهويجهل بأن أهل بيته أمانة في عنقه وهو المسؤول عن تأمين كسائهم وغذائهم وتوفيرألعيش الكريم لهم ؛ وهذا الشخص لم يكن يلبي طلب لأحد الجوارإذا ما إضظرته الحاجه لاستعارة أي شيئ ويعلل ذلك بالخراب أوألضياع اوماعندناش -
لوأن دارك أنبتت لك واحتشت
أبراً يضيق بها فناء المنزل
وأتاك يوسف يستعيرك أبرة
ليخيط قد قميصه لم تفعل
؛ نحن لايهمنا أن تأكل أو ما تأكل فهذا شأنك ولكن نريدك أن تكف يداك عن خلع ألإشارات ألمرورية وتكديسها بمتحف منزلك ؛ وعدم سرقتك لما تضعه البلدية من رمل وطوب لتستخدمه في أعمالها وأشغالها ؛ ودعك من لملمة المواسير والبرابيش ونبش بطن ألأرض وخباياها لتزيد من حجم ثروتك من ألمال ألعام والخاص ......
وهبني جمعت المال ثم خزنته
وحانت وفاتي هل أزاد به عمرا
إذا خزن المال البخيل
سيورثه غماً ويورثه وزرا
وحكايات هؤلاء كثيره وأخبارهم ونوادرهم شهيره وفيما ذكرته لهو إنموذج لاأكثروأسأل الله تعالى التوفيق ةالهدايه فهو الجديربالإجابه والصلاة والسلام على نبينا (ص)........
ساحة النقاش