authentication required

<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin:0in; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman";} </style> <![endif]-->

محرمات استهان بها كثير من الناس (5)

 الحمد لله الذي حفظ للمرأة المسلمة كرامتها ، وحض على إكرامها وإعزازها وصيانتها،وجعل الزواج سبيل راحتها وعفتها ، أحمده سبحانه وأشكره على نعمه أولها وأخرها، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شرع للأمة بحكمته من الشريعة ما يصلحها ويحفظها، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله خير البرية أزكاها وأطهرها صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم . أما بعد : فاتقوا الله عباد الله أمركم بذلك ربكم بقوله : ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا النساء:1

أمة الطهر والعفاف داء يتفشى في مجتمعنا ويسري كما تسري النار في الهشيم ولكن مع الأسف قل اهتمام المصلحون به فالاهتمام به يعد ضعيفاً لا يرقى إلى أهميته وخطورته،مع أن في القضاء على هذا الداء أو على الأقل التخفيف منه قضاء أو تخفيف من كثير من المشاكل الاجتماعية اتقوا الله تعالى حق التقوى؛ فإن تقوى الله أقوى الذخائر، ونور البصائر، وأُنس السرائر، وحياة الضمائر.

عباد الله: لقد جاءت شريعة الإسلام نظاماً كاملاً ومنهاجاً شاملاً، لم يترك جانباً من جوانب الحياة إلا تولاه بالعناية والرعاية، فنظم علاقة العبد بربه، وعلاقته بنفسه وأسرته، وبالآخرين من حوله، سعى لتحقيق المودة والإخاء بين أبناء المجتمع، وأزكى روابط العطف والتراحم بينهم، وقوّى أواصر الأخوة ووشائج المحبة بين المسلمين؛ لتتحقق الخيرية لهذه الأمة، ويعم الخير والصلاح جميع جوانب الحياة وأنظمة المجتمع. وإن من أهم الجوانب التي أولتها الشريعة اهتماماً بالغاً وعناية فائقة: الجانب المتعلق بالأسرة، وما ذاك إلا لأنها نواة المجتمع، والقاعدة الصلبة، والأرضية الخصبة؛ لتنشئة الأجيال وتربية الرجال، هي الخلية التي إذا صلحت صلحت الأمة كلها، وإذا تصدع بنيانها، وتزعزعت أركانها، وساد فيها الشقاق والنـزاع؛ تحدَّرت الأمة إلى أودية سحيقة من الخراب والضياع، وأفرزت أجيالاً لا تعرف هدفاً، ولا تسمو لغاية، ولا تقدم لمجتمعها نفعاً وإصلاحاً.

إخوة الإيمان: إن الأسرة أساس المجتمع، واللبنة الأولى في بناء كيان الأمة، والنواة الكبرى في تشييد حضارتها، بنجاحها تقاس سعادة المجتمع، وبفشلها وسيرها في مزالق الضياع ومهاوي الردى يقاس إخفاق المجتمع وتقهقر الأمة. ولقد رغَّب دين الإسلام في بناء كيان الأسرة المسلمة، وإقامة صرحها، وتكوين قواعدها، وإشادة أركانها، والحفاظ على جوها الصافي وظلها الوارف، أن تشوبه غوائل الشر والبغضاء، وبوائق النـزاع والشقاق، والشقاء والخلاف والعناء، وعوامل الشقاق والشحناء، فكان أن عُني الإسلام أول ما عُني في تكوين الأسرة، بأن شرع الزواج وحث عليه، ورغب في اختيار الزوجة الصالحة ذات الدين والخلق والمنبت الحسن؛ لكونها دعامة الأسرة المؤمنة.  فدين الإسلام لم يترك مجالاً من المجالات التي فيها نفع العباد في المعاش والمعاد إلا بينه وسلكه وطرقه ودعا الناس إليه، وهذه قضية لا يختلف فيها البتة؛ ولهذا فإن القضايا الاجتماعية لا تتطلب منظرين في علم الاجتماع، ولا إلى رواد علم النفس أن يبحثوها، وإنما تحتاج إلى حملة الشريعة؛ لأن شريعة الله لم تترك مجالاً إلا أوضحته غاية الإيضاح ولله الحمد والمنة! وما مات المصطفى عليه الصلاة والسلام إلا وقد بين الخير كله لهذه الأمة وحذرها من الشر كله، بل ما مات عليه الصلاة والسلام وطائر يقلب جناحيه في السماء إلا وقد ذكر لأمته منه علماً.

ايها المسلمون :أن كل مشكلة وكل معضلة في المجتمع فإنما سببها ضعف ولاء الناس لعقيدتهم، وتقصيرهم في أمور دينهم، والله الذي لا إله غيره لو أن الناس وقفوا عند نهج كتاب الله والتزموا سنة المصطفى عليه الصلاة والسلام في كل قضاياهم لم تجد من يشكو من مشكلة، لكن لما وضع الناس أصراً وأغلالاً على أعناقهم وعلى أنفسهم ما أنزل الله بها من سلطان، ولما التمسوا العلاج من غير شرع الله جل وعلا؛ ابتلوا بقلة النتيجة، وضعف الشفاء، لأن الشفاء بيد الله عز وجل، وما أنزل الله من داء إلا وأنزل له دواء، والشفاء للأبدان والأديان وفي كل قضية من القضايا إنما هو في كتاب الله يقول تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ ﴾ يونس:57وقوله تعالى ﴿قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفَاءٌ ﴾ فصلت:44. نعم. إن في كتاب الله الشفاء والعلاج والدواء لكل قضية من القضايا، ولقد عجز أساطين البشرية ومفكرو الإنسانية أن يجدوا حلولاً للمستعصي من المشكلات، وهيهات أن يجدوها إلا في كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام! فالقضية في المسلمين أنفسهم وإلا فشريعة الإسلام فيها العلاج الناجع، وفيها الحل الناجح لكل قضية من القضايا وكل بلية من البلايا التي ابتليت بها هذه الأمة. فلما زهد كثير من أهل الإسلام وأبنائه بتعاليمه وأحكامه وأخلاقه، وتلمسوا مناهجهم من غيره، وابتغوا الخير فيما سواه، وايم الله﴿ قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ﴾ الانعام : 140 نعم لما بعدنا عن تعاليم ديننا كثرت مشكلاتنا الاجتماعية في حياتنا وبلادنا الإسلامية ، وجدّت ، وقويت ، وتعاظمت في كثيرٍ من مجتمعات المسلمين صورٌ وأنماطٌ وأخلاقٌ ، ليست من الإسلام في شئ ، وأصبحت تلقي بظلالها على تلك المجتمعات ، وتفرض قيمها فيها ، وتحكم أوضاعها وتقوم مسيرتها في كثيرٍ من أحوالها ، ولم يكن لكثيرٍ من هذه المجتمعات عهدٌ بمثل هذه المخالفات ، ولم يكن لها قبولٌ بينها ، بل كانت تعافها القلوب ، وتشمئز منها النفوس ، وترفضها العقول ، وينكرها الصالحون والمصلحون ، ولكنها تسللت شيئاً فشيئاً ، وبدأت قليلاً ثم صارت كثيرا ، وأول الغيث قطرةٌ ، ثم ينهمر ، ومعظم النار من مستصغر الشرر ، ولعلنا اليوم لا نحتاج إلى كثير جهدٍ ، ولا إلى عميق تفكيرٍ ؛ لنعدد مثل هذه المشكلات ، أو لنضرب الأمثلة عليها ، أو لنرى آثارها الوخيمة ، وأضرارها العظيمة ، التي تفجرت في مجتمعاتنا 0قضايا اسرية متعدده: امرأة تشتكي من زوجها، زوج يشتكي من زوجته، امرأة تنوح على حظها ونصيبها مع زوجها البائس المسكين الذي لا يعرف الله والعياذ بالله! الذي ضل عن الصراط المستقيم فأهمل البيت والأسرة وذهب يبحث عما تسول له نفسه الأمارة بالسوء مع قرناء السوء لا كثرهم الله. كم هي قضايا الطلاق في المجتمع التي بلغت إحصاءات تنذر بالخطر في مستقبل الأجيال! وصورٍ كثيرة من مشاكلنا الاسرية والاجتماعية ، ظلم الرجل ، وقهر المرأة ، تسلط المرأة ، وغياب الرجولة ،غيرةٌ جائرة ، أو دياثةٌ فاجرة ، طلاقٌ سريع ، أو تصدعٌ مريع ، أسرٌ مفككه ، وأجيالٌ مضيعة ، فراقٌ قاتل ، وبطالةٌ آثمة ، شهواتٌ ثائرة ، وفواحش ظاهرة ، أمانةٌ زائلة ، وأخلاقٌ زائفة ، صورٌ كثيرةٌ مريرةٌ دامية ، نراها في واقع كثيرٍ من مجتمعاتنا0

ومن تلك المحرمات التي استهان بها كثير من الناس طلب المرأة الطلاق من زوجها لغير سبب شرعي :-  لقد تسارع كثير من النساء إلى طلب الطلاق من أزواجهن عند حصول أدنى خلاف أو تطالب الزوجة بالطلاق إذا لم يعطها الزوج ما تريد من المال وقد تكون مدفوعة من قبل بعض أقاربها أو جاراتها من المفسدات وقد تتحدى زوجها بعبارات مثيرة للأعصاب كقولها إن كنت رجلا فطلقني ومن المعلوم أنه يترتب على الطلاق مفاسد عظيمة من تفكك الأسرة وتشرد الأولاد وقد تندم حين لا ينفع الندم 0

ولهذا وغيره تظهر الحكمة في الشريعة لما جاءت بتحريم ذلك فعن ثوبان رضي الله عنه مرفوعا : ( أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة ) رواه أحمد. وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه مرفوعا : ( إن المختلعات والمنتزعات هن المنافقات ) رواه الطبراني.

أما لو قام سبب شرعي كترك الصلاة أو تعاطي المسكرات والمخدرات من قبل الزوج أو أنه يجبرها على أمر محرم أو يظلمها بتعذيبها أو بمنعها من حقوقها الشرعية مثلا ولم ينفع النصح ولم تجد محاولات الإصلاح فلا يكون على المرأة حينئذ من بأس إن هي طلبت الطلاق لتنجو بدينها ونفسها .

ومن المحرمات التي استهان بها كثير من الناس امتناع المرأة من فراش زوجها بغير عذر شرعي : عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبيr قال : ( إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح ) رواه البخاري وكثير من النساء إذا صار بينها وبين زوجها خلاف تعاقبه - بظنها - بمنعه حقه في الفراش وقد يترتب على هذا مفاسد عظيمة منها وقوع الزوج في الحرام وقد تنعكس عليها الأمور فيفكر جادا في الزواج عليها 0فعلى الزوجة أن تسارع بإجابة زوجها إذا طلبها امتثالا لقوله عليه الصلاة والسلام : (إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلتجب وإن كانت على ظهر قتب ) والقتب ما يوضع على ظهر الجمل للركوب ] . وعلى الزوج أن يراعي زوجته إذا كانت مريضة أو حاملا أو مكروبة حتى يدوم الوفاق ولا يقع الشقاق

ومن المحرمات التي استهان بها كثير من الناس الظهار :- من ألفاظ الجاهلية الأولى المنتشرة في هذه الأمة الوقوع في الظهار كأن يقول الزوج لزوجته أنت علي كظهر أمي أو أنت حرام علي كحرمة أختي ونحو ذلك من الألفاظ الشنيعة التي استبشعتها الشريعة لما فيها من ظلم المرأة وقد وصف الله ذلك بقوله سبحانه : ﴿الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ القَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ المجادلة : 2 وجعلت الشريعة الكفارة في ذلك مغلظة مشابهة لكفارة قتل الخطأ ومماثلة لكفارة الجماع في نهار رمضان لا يجوز للمظاهر من زوجته أن يقربها إلا إذا أتى بالكفارة فقال الله تعالى : ﴿وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ* فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ  المجادلة:3-4.

ومن المحرمات التي استهان بها كثير من الناس وطء الزوجة في حيضها :-

قال تعالى : ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ المَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي المَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ المُتَطَهِّرِينَ  البقرة:222 فلا يحل له أن يأتيها حتى تغتسل بعد طهرها لقوله تعالى : ﴿فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللهُ البقرة:222  ويدل على شناعة هذه المعصية قوله r: (من أتى حائضا أو امرأة في دبرها أو كاهنا فقد كفر بما أنزل على محمد) رواه الترمذي عن أبي هريرة

ومن فعل ذلك خطأ دون تعمد وهو لا يعلم فليس عليه شيء ومن فعله عامدا عالما فعليه الكفارة في قول بعض أهل العلم ممن صحح حديث الكفارة وهي دينار أو نصف دينار ، قال بعضهم هو مخير فيهما وقال بعضهم إذا أتاها في أول حيضها في فورة الدم فعليه دينار وإن أتاها في آخر حيضها إذا خف الدم أو قبل اغتسالها من الحيض فعليه نصف دينار والدينار بالتقدير المتداول 25,4 غراما من الذهب يتصدق بها أو بقيمتها من الأوراق النقدية .

 

ومن المحرمات التي استهان بها كثير من الناس إتيان المرأة في دبرها :

بعض الشاذين من ضعاف الإيمان لا يتورع عن إتيان زوجته في دبرها ( في موضع خروج الغائط ) وهذا من الكبائر وقد لعن النبي r من فعل هذا فعن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا : ( ملعون من أتى امرأة في دبرها ) رواه الإمام أحمد بل إن النبي r قال :( من أتى حائضا أو امرأة في دبرها أو كاهنا فقد كفر بما أنزل على محمد ) رواه الترمذي. ورغم أن عددا من الزوجات من صاحبات الفطر السليمة يأبين ذلك إلا أن بعض الأزواج يهدد بالطلاق إذا لم تطعه ، وبعضهم قد يخدع زوجته التي تستحي من سؤال أهل العلم فيوهمها بأن هذا العمل حلال وقد يستدل لها بقوله تعالى﴿ نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ البقرة:223 ومعلوم أن السنة تبين القرآن وقد جاء فيها أن النبي r أخبر بأنه يجوز أن يأتيها كيف شاء من الأمام والخلف مادام في موضع الولد ولا يخفى أن الدبر ومكان الغائط ليس موضعا للولد . ومن أسباب هذه الجريمة الدخول إلى الحياة الزوجية النظيفة بموروثات جاهلية قذرة من ممارسات شاذة محرمة أو ذاكرة مليئة بلقطات من أفلام الفاحشة دون توبة إلى الله . ومن المعلوم أن هذا الفعل محرم حتى لو وافق الطرفان فإن التراضي على الحرام لا يصيره حلالا0فاتقوا الله عباد الله واحذروا المعاصي والمحرمات تفوزا بجنة عرضها كعرض الارض والسموات 0

نفعني الله وإياكم بهدي الكتاب واتباع سنة النبي المجاب، قد قلت ما قلت، إن صوابًا فمن الله، وإن خطأ فمن نفسي والشيطان،  أقول هذا القول.وأستغفر الله من كل ذنب وخطيئة انه هو الغفور التواب 0

الخطبة الثانية :محرمات استهان بها كثير من الناس (5)

الحمد لله ذي الجلال والعزة، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، أحمده سبحانه وأشكره وأتوب إليه وأستغفره يتولى ببأسه ونقمته، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله، جاء بكريم الخصال ومجامع الأخلاق الفاضلة فحفظ الأمانة وصان العفة، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

ومن المحرمات التي استهان بها كثير من الناس عدم العدل بين الزوجات : مما وصانا الله به في كتابه العزيز العدل بين الزوجات قال الله تعالى : ﴿وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ المَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا النساء:129  فالعدل المطلوب هو أن يعدل في المبيت وأن يقوم لكل واحدة بحقها في النفقة والكسوة وليس العدل في محبة القلب لأن العبد لا يملكها وبعض الناس إذا اجتمع عنده أكثر من زوجة ينحاز إلى واحدة ويهمل الأخرى فيبيت عند واحدة أكثر أو ينفق عليها ويذر الأخرى وهذا محرم وهو يأتي يوم القيامة بحال جاء وصفها عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي r قال : ( من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل ) رواه أبو داود

ومن المحرمات التي استهان بها كثير من الناس عدم العدل في العطية بين الأولاد : يعمد بعض الناس إلى تخصيص بعض أولادهم بهبات وأعطيات دون الآخرين وهذا على الراجح عمل محرم إذا لم يكن له مسوغ شرعي كأن تقوم حاجة بأحد الأولاد لم تقم بالآخرين كمرض أو دين عليه أو مكافأة له على حفظه للقرآن مثلا أو أنه لا يجد عملا أو صاحب أسرة كبيرة أو طالب علم متفرغ ونحو ذلك وعلى الوالد أن ينوي إذا أعطى أحدا من أولاده لسبب شرعي أنه لو قام بولد آخر مثل حاجة الذي أعطاه أنه سيعطيه كما أعطى الأول . والدليل العام قوله تعالى﴿ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللهَ المائدة:8  والدليل الخاص ما جاء عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما أن أباه أتى به إلى رسول الله r فقال ( إني نحلت ابني هذا غلاما ) (أي وهبته عبدا كان عندي ) فقال رسول الله r أكل ولدك نحلته مثله ؟ فقال لا فقال رسول الله r فأرجعه) رواه البخاري ، وفي رواية فقال رسول الله r( فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم) قال فرجع فرد عطيته ، وفي رواية ( فلا تشهدني إذا فإني لا أشهد على جور ) صحيح مسلم

والناظر في أحوال بعض الأسر يجد من الآباء من لا يخاف الله في تفضيل بعض أولاده بأعطيات فيوغر صدور بعضهم على بعض ويزرع بينهم العداوة والبغضاء . وقد يعطي واحدا لأنه يشبه أعمامه ويحرم الآخر لأنه فيه شبها من أخواله أو يعطي أولاد إحدى زوجتيه مالا يعطي أولاد الأخرى وربما أدخل أولاد إحداهما مدارس خاصة دون أولاد الأخرى وهذا سيرتد عليه فإن المحروم في كثير من الأحيان لا يبر بأبيه مستقبلا وقد قال عليه الصلاة والسلام لمن فاضل بين أولاده في العطية ( ...أليس يسرك أن يكونوا إليك في البر سواء ...) . رواه الإمام أحمد

فقوموا أيها الرجال بما جعلكم الله قوامين به ولا تبخسواأنفسكم حقها لا تغلبنكم النساء على رجولتكم ولا يلهينكم الشيطان عن رعاية أهليكم ولا تنشغلوا بأموالكم عن أولادكم ولا بمكاسبكم عن أخلاقكم وشرفكم0لقد تتعدد الأسباب ويطول الخطاب ولكن حسبي ما ذكرت عسى أن يتنبه الغافل ويتعظ المعرض0 ألا فليتقِ اللهَ أهلُ الإسلام في مواليهم، وليحسِبوا خطواتِ السير في حياتهم، وليحفظوا ما استرعاهم الله عليهم من رعاياهم، والحذر الحذر من التفريط والاستجابة لفتنة الاستدراج إلى مدارج الغواية والضلالة.اللهم لا تجعل قلوبنا في غمرة ولا تأخذنا على غرة ولا تجعلنا من الغافلين0

ثم صلوا و سلموا على الرحمة المهداة و النعمة المسداة نبيكم محمد رسول الله، فقد أُمرتم بذلك في كتاب الله، فقال ربكم جل في علاه: ) إن الله وملائكته يصلون على النبي  ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليمًا (، اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله الطبيبن الطاهرين وعلى أزواجه أمهات المؤمنين، وارضَ اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلى، وعن الصحابة أجمعين والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وجودك وإحسانك يا أكرم الأكرمين. اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، واحمِ حوزة الدين، وانصر عبادك المؤمنين، واخذل الطغاة و الملاحدة وسائر أعداء الدين.اللهم انصرنا دينك وكتابك وسنة نبيك محمد r وعبادك الصالحين، اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح واحفظ أئمتنا وولاة أمورنا، وأيد بالحق والتوفيق والتأييد والتسديد إمامنا وولي أمرنا، ووفقه لما تحب وترضى، وخذ بناصيته للبر والتقوى، وأيده بالحق وأيد الحق به, وأعز به دينك وأعلِ به كلمتك، واجعله نصرة لأوليائك، وارزقه البطانة الصالحة، واجمع به كلمة المسلمين على الحق يارب العالمين.اللهم وفق ولاة أمور المسلمين للعمل بكتابك واتباع سنة نبيك محمد r، واجعلهم رحمة لعبادك المؤمنين، واجمعهم على الحق يارب العالمين. اللهم انصر المجاهدين، اللهم انصر المجاهدين الذين يجاهدون في سبيلك لإعلاء كلمتك وإعزاز دينك، اللهم انصرهم في فلسطين وفي كشمير وفي الشيشان، اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم، اللهم سدد سهامهم وآراءهم، وأنزل عليهم نصرًا من عندك، اللهم واخذل اليهود ومن شايعهم، اللهم فرق جمعهم وشتت شملهم واجعل بأسهم بينهم، اللهم وارنا فيهم عجائب قدرتك، اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب اهزم اليهود واخذلهم وزلزل الأرض من تحتهم، اللهم واجعل بأسهم بينهم فإنهم لا يعجزونك، اللهم إنهم قد طغوا وبغوا وآذوا وأفسدوا وعثوا في الأرض فسادًا وعثوا في عباد الله تقتيلاً وتنكيلاً وهدبًا وتشريدًا، اللهم عليك بهم واكفيناهم بما شئت يا رب العالمين. اللهم ارفع عنا الغلاء والوباء والربا والزنا والزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن عن بلدنا هذا وعن سائر بلاد المسلمين يا رب العالمين. )ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين(.)ربنا ءاتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار(.

عباد الله: )إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرونفاذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.

nassimbishra

اصبر على كيد الحسود فإن صبرك قاتله

  • Currently 45/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
15 تصويتات / 175 مشاهدة
نشرت فى 21 ديسمبر 2010 بواسطة nassimbishra

ساحة النقاش

نسيم الظواهرى بشارة

nassimbishra
موقع تعليمى إسلامى ، نهدف منه أن نساعد أبناءنا الطلاب فى كافة المراحل التعليمية ، وكذلك زملائى الأعزاء من المعلمين والمعلمات ، وموقع إسلامى لتقديم ما يساعد إخواننا الخطباء بالخطب المنبرية ، والثقافة الإسلامية العامة للمسلمين ، ونسال الله سبحانه وتعالى الإخلاص فى القول والعمل ، ونسألكم الدعاء »

تسجيل الدخول

ابحث

عدد زيارات الموقع

1,035,093

ملحمة التحرير