( بكرتْ إلىَّ)
أذكرتَ مُذْ جاءَ الصيامُ فذكَّرا....أم ظلتَ في بحرِ الغرامِ مُحيَّرا
ما كنتُ أحسبُ والخطوبُ كثيرةٌ.... أنَّ الهوى أعتى الخطوبِ تنكُّرا
أعياني ما ألقى وكلَّتْ مهجتي....وفؤادي أمسى في هواهُ مُسيَّرا
بكرتْ إلىَّ فلم أزلْ مُتغنِّياً....بجمالِها وسهرتُ ليلاً مُقمرا
ورأيتُ فيها البدرَ ليلةَ تمِّهِ....والبدرُ عن ظبي الحمى قد قصَّرا
سبحانَ من بسطَ الجمالَ بقدِّها.....سبحانه ربٌّ عظيمٌ قد برا
حوراءُ ذاتُ الحسنِ بادٍ حُسنُها..... بهرتْ بهِ أنظارَ أشتاتِ الورى
هيفاءُ مثلُ الشمسِ وقتَ بزوغِها......ياحبَّذا شمسٌ تسيرُ على الثرى
وأنا الشديدُ مدى الحياةِ وإنني.....من بعدِ هذا الحينِ أوهى من ترى
هل من رسولٍ للحبيبِ مُبلِّغٍ....أنَّ الهوى في القلبِ قد بلغَ الذُّرا
ياأيُّها البدرُ المُفرِّقُ للدُّجى....أمسى شقيقكَ بالسنا مُستأثرا
ألهاني عن طلبِ المعالي جمالُهُ....فنكثتُ عنها والمسارُ تغيَّرا
أنا لستُ أوَّلَ عاشقٍ لكنني.... أهلُ الوفا ما كنتُ فظَّاً مُنكرا
ما دمتُ توَّاقاً وقلبي طائرٌ... إلى إلفِهِ والوصلُ شيءٌ قُدِّرا
لم أخشَ هجراناً وما قد ضارني ....فوتُ الذي أمَّلتُهُ مُستبشرا
مدحت عبدالعليم الجابوصي