قصيدة جاهد النفس
لَنْ تَسْتَقيـمُ النَفْسُ وتَسْتَوي أَبـَدا
مَادَامتِ الروحِ بَيْنَ الهَزْلِ والوَخَمِ
فَالنَفْسُ طَيْرٌ إذَا مَا تَرْعَهُ شَرَدَ
وَهُنَاكَ مَنْ لِشَرِيدِ الطَيْرِ مُلْتَقِمِ
فَجَاهِدِ النَفْسُ بِالإيمَانِ وأَدْفَعُها
فَرُبَ نَفْسٌ مِنَ الإيمَانِ تَنْعَدِمِ
وَلَيْسَ يُنْجِيكَ مِنْ سُوءِالحِسَابِ غَدا
إنْ تُبْدلُ العَيْنَ دَمْعَ المُقُلَتَيْنِ دَمِ
كُلُ الدُرُوبِ لِغَيْرُ اللهَ هالكةٌ
فَاسْتَلْئِمِ الخَوْفَ بِالإعْلانِ والكَتَمِ
تُخْفِي الذُنُوبَ عَنِ الأبْصَارِ تَسْتُرُهَا
وَعَالِمُ السِرُ لاَ يَغْشَاهُ مُكْتَتِمُ
فَاللُه مُضْطَلِعٌ فِي كُلِ خَرْدَلَةٍ
نَقِ السَرَائِرِ إِنّ اللّٰه مُنْتَقِمِ
لَا تَنعَمُ الرُوحُ فِي رَاحٍ بِمَضْجَعِهَا
وَلَنْ تَطِيبُ بِجَوْفِ المُذْنِبُ اللُقَمِ
فَمَنْ سِوَى اللـّٰهَ يُحْدِثُ فِيْكَ عَافِيَةً
وَمَنّ سِوَى اللـّٰهَ قَدْ يُبْلِيكَ بِالهِرَمِ
دَعْ ما مَضَى واليَوْمَ كُنْ مُتَبَتِلاً
مُناجِيَ الأسْحَارِ وَمُؤنِسَ الظُلَمِ
ودَعْ ميزانُكَ بِالخَيْراتِ مُمْتَلِئٌ
وَسَابِقُ الدَهْرَ إنّ العُمْرَ مُنْصَرِمِ
حسن الأقصري