عدد الأبيات ١١
الطويل
شهيد الحب
أبيتُ على نارِ الصّبابةِ والوَجدِ
بدمعِ فؤادٍ لا يَكِلُّ ولا يُجدي
فلا النارُ تكوي لي الجروحَ فتَشتَفي
ولا الدّمعُ يُطفي بالعيونِ جوى الخَدِّ
على أيّ حالٍ فالمنامُ كما اللّقا
يزورُ كغَمضِ العَينِ يُغوي ولا يَهدي
وما اشتغلَت بعد الرّحيلِ بشَكوةٍ
شفاهٌ لشاكٍ بل يعضُّ ولا يُبدي
وإنْ نظرَت فيه الظُّنونُ تجهّلَت
عيونٌ له سالَت حنينًا على الفَقدِ
ولو عرفَ العُذّالُ بالكأسِ والجوى
لزادَ عذولُ الحبِّ كأسًا من الودِّ
وعاشَ سقيمًا كالذي لامَ قبلَهُ
وماتَ ولم يَقبَلْ علاجًا سوى اللّحدِّ
فهذا بلاءٌ لا يَطيبُ سقيمُهُ
ولا الطبُّ يدري ما يذوقُ من الشّهدِ
وكم من قتيلٍ ليس يعرفُ غيرُهُ
بأنّ سيوفَ الرّمشِ سَلَّتْ من الغِمدِ
وكم من خَليٍّ مات من سهمِ نظرةٍ
وإنْ شئتُ أن أَعدُدْ أَكِلُّ عنِ العَدِّ
شهيدُ غرامٍ والجراحُ بنبضهِ
تزيدُ بضربِ الصّدرِ من غيرِ ما حَدِّ
مصطفى كردي