القيد
مهلا لا تنطق بالحكم عليها الآن أيها القاضي
فلماضيها ندبا من جرحها ينادي
من نقشني باحترافية ذئب ساد
من وضع رتوشي الأولى وهام برسمي
حتى طوى بجسدي ومثل بذاتي
بفن غير اعتيادي
فكيف لجرح ألا يرسم طريق لآهات الحياة؟
لطالما طيفه دار حولها في حلمها وفي يقظتها وتداعياته محفورة لتتغنى به كحمامة ضج ليلها بالسهاد
فكن منصفا بحقها أيها القاضي
سنون مرت بها وهي تضمد الجراح علها تشفى من سقمها ولكن هيهات أيها القاضي
هي طفلة في عينيها طهر من السماء تجلى فبرزت كتحفة بجمال غير عادي
ولكن القدر لهف لها ووشحها بسوداوية الحياة لينزوي جمالها بعزف لحن شاد
بعد أن أفعم صدرها
بالاحتواء
ففاضت مشاعرا
إنه مدرار عطاء
ولكن ويح لروح إذا استنفذ مكنونها وهمشت وقوبلت بالجفاء
ليرحل من همشها لينهل من جدول فأكتفى به
حد الارتواء
وهاهي تقف الآن أمام سماحة القضاء
كي تتحرر من قيد غليظ
جر لها الوباء
فبربك كن حليما عليها أيها القاضي لتطلق جناحيها علها تعاود الطيران من جديد
فقد ملت المكوث في أودية الجفاء وآن أوانها كي تكسر قيد معصميها
لتحلق فوق القمم بسعادة الارتقاء
توقيع سمية العبدو