روح هائمة .....
لم أعد كسابق عهدي ، قوية ومحبوبة من الجميع ، أصبحت حملاً ثقيلاً ، حتي على نفسي ، لم يعد يبالي بي أحد .
أصبحت الموجودات بألوانها الزرقاء الكئيبة ، تغلف روحي الهائمة في الفراغ السرمدي ، الذى يمتد ليبتلع عالمي الجميل الصاف الرقراق .
وفجأة سمعت أصوات مدوية ، و أمطار من رصاص وشظايا ، تنهمر علي من كل جانب ، لا مفر من الهروب ، أطلقت لساقي الرياح ، وتحولت لألة ركض تسابق السحب الدخانية ، التي بدأت تصعد إلي الله معلنة غضبه ، مما يحدث من تخريب ودمار وقتل .
صراخ الثكالى اخترق عقلي بقسوة ، صراخ الأطفال حولني لبقايا إنسانه تسير علي الأرض .
لم أعد أري سوي الخراب ، و سرب من الغربان يحوم في سماءنا ، و الأرض ... أنهار من دماءنا تجري نحو لا شيء .
وهنا تناثرت الشظايا من حولي ، ممتزجة بأشلاء الأطفال والنساء ، و اخترقت جسدي بعنف ، حاولت التماسك قليلاً
صرت أبحث كالمجنونة عن منقذ ، عن قلب رؤف يرحمني .
لكني لم اجد مسعف لجراحي النازفة .
واخترقت قلبي رصاصة الرحمة ، التي أنهت كل معاناتي وألآمي ، و سقطت جثة هامدة ، خالية من معالم الحياة ، بأعين مفتوحة غادرت هذا العالم ، و لن يذكر أحداً أني كنت يوماً ......أدعي ( الإنسانية ) !!!
تمت
عبيرالزهور
المصدر: دنيا محمد
نشرت فى 16 أغسطس 2016
بواسطة nasamat7elfouad
عدد زيارات الموقع
97,730