ذبول القمر
مــالي أراكَ حـزيـنــاً أيُّـهـا الــقــمــرُ
أمْ أنَّ هــــذا دلالٌ زانَــــهُ الــحَــــذَرُ
أُدنُ فـــديـتــك إنِّـي عــاشــقٌ وَلِـــهٌ
خَـطَّ الـغـرام حـروفاً مـلَّـهـا الـسـهـر
أُدنُ فـلـولاك مـاطــاب الـهـوى وَلَـمَـا
باتَ المُعنَّى لِـطِيبِ الوصلِ يَـنـتـظِـر
ما كان يغفو وصوت الوجد يرهـقـه
أو كان يصحو ونار الشوق تـسـتـعـر
مُذ كان يَـرحـلُ في مِـعـراجِ لوعـتِـهِ
حتى تشبَّثَ فيه الـحُـزنُ والـضَّـجَــرُ
لولاك ما صـاغ حـرفي شـطـر قافيةٍ
ولا تَـغـنَّى بـألـحــانِ الــهــوى وتَـــــرُ
لا تختبر صبر شوقي بالـغـياب فقـد
سـالـتْ مـآقـيـه بالآهـــات تــنـهــمــر
عن بسمة الـصُّبحِ وَلَّىٰ هـاربـاً فَـزِعـاً
وعن عُـيـون الليالي كان يــســتـتـرُ
لـولاكَ مـا أزهَــرتْ واحــاتُـهُ فَــرَحــاً
ولا بِـبُـسـتـان عِشقي أينعَ الـــثــمَـــرُ
لـولاكَ أيقَـظتَ هذا الـوجد ياقــمــري
مـا كـان لـلـحـبِّ في وِجْـــدانِــهِ أثَــرُ
فـأنتَ كالـنُّـورِ في أرجــاءِ مُـهـجَــتِـهِ
فَـجُــدْ فـديتُـكَ وصـلاً أيُّـهـا الـقــمــرُ
عبد العزيز الحريبي
٢٠١٩/١١/١٨ م