قصيدتي (أَحَبِيبَتِي لَا تَرْحَلِي):
الدكتور حسن كمال محمد محمد
إِضَاءَةٌ: رحلتْ بعد جفوة، فخلّفتْ وراءها أطلال إنسان، يقتاتُ من ماضٍ غارب، وذكرى هانئة، فكانت هذه الأبيات بوحًا وتبريحًا، وإعلانًا وتصريحًا:
أَهْوَاكِ رُوحًا سَارِيًا بِكِيَانِي***
أَهْوَاكِ مَاءَ الْعَيْشِ فِي شِرْيَانِي
وَأَذُوبُ فِيكِ صَبَابَةً وَمَوَدَّةً***
وَمَعَ الزَّمَانِ أَزِيدُ فِي الذَّوَبَانِ
لَا تَحْسَبِي مَرَّ الزَّمَانِ يَنَالُ مِنْ***
حُبٍّ زَكَا لَا يَخْبُو بِالْأَزْمَانِ
تَبْقِينَ مَا بَقِيَ الزَّمَانُ حَبِيبَتِي***
بَيْنَ الضُّلُوعِ مُسَطَّرٌ تَحْنَانِي
شَوْقِي إِلَيْكِ فَلَا أَرَاهُ مُغَادِرِي***
إِنْ غَادَرَتْ رُوحِي فَأَنْتِ الْجَانِي
أَحَبِيْبَتِي لا تَرْحَلِي وَلْتَهْدَئِي***
فَأَنَا المُحِبُّ مُشَوَّقًا وَالْعَانِي
سَعِدَتْ بِكِ الرُّوحُ الْكَلِيلَةُ فَاسْمَعِي***
خَفَقَانَ قَلْبِي مُعْلِنًا أَشْجَانِي
زَمَنٌ تَقَضَّى بِالْهَنَاءَةِ وَالْوَفَا***
نِلْنَا مِنَ الدُّنْيَا الْعَنَان لِرَانِي
وَاسْتَسْلَمَتْ دُنْيَا حَرُونٌ قُلَّبٌ***
فَإِخَالُنِي قَدْ قُدْتُهَا بِعِنَانِي
جَرَتِ الْحَيَاةُ وَمَا أَلَذَّ مَذَاقَهَا!***
أَكْدَارُهَا قَدْ آذَنَتْ بِأَمَانِ
لَكِنَّ خَطْبًا قَدْ أَثَارَ لَوَاعِجِي***
فَكَأَنَّنِي بَحْرٌ بِلَا شُطْآنِ
وَكَأَنَّنِي الْبَدَنُ المُعَنَّى هَامِدًا***
قَدْ زَايَلَتْهُ الرُّوحُ بِالْحِرْمَانِ
غَادَرْتِنِي فَتَرَكْتِ نِضْوًا بَالِيًا***
وَطَلِيْحَ أَسْفَارٍ بِلَا عُنْوَانِ
هَمَلًا مَهَبُّ الرِّيحِ يَبْقَى أَرْضَهُ***
يَتَجَرَّعُ الذِّكْرَى بِكُلِّ مَكَانِ
آمَالِيَ اعْتَاصَتْ بِكُلِّ رَغِيبَةٍ***
حَتَّى التَّلَاقِي يَا أَعَزَّ أَمَانِي
كَيْفَ السُّلُوُّ وَأَيْنَ مِنِّي المُلْتَقَى؟***
أَوَيُرْتَجَى نَهْلٌ مِنَ النِّيرَانِ؟
جُبْتُ الْبِلَادَ فَلَا يَقَرُّ قَرَارِي***
وَعَصَايَ لِلتَّسْيَارِ لَا تَنْسَانِي
وَأَجُولُ فِي شَتَّى الدُّنَا مُتَغَرِّبًا***
عَلَّ التَّغَرُّبَ مُنْقِذٌ لِمُعَانِي
وَحَدِيثُ نَفْسِي سَاقَنِي لِمَفَاوِزٍ***
قَدْ خِلْتُهَا بِمَثَابَةِ السُّلْوَانِ:
لِمَ لَا تَهِيمُ؟! بِغَيْرِهَا فَالدُّنْيَا زَا (م)
خِرَةٌ بِكُلِّ أَوَانِسٍ وَغَوَانِي
أَفَلَا تَرَى الشَّقْرَاءَ وَالسَّمْرَاءَ فِي***
رَيْعَانِهَا وَقَوَامِهَا الْفَتَّانِ
وَبَنَاتُ كَرْمٍ إِنْ تَرُمْهَا سَلْوَةٌ***
فَاهْنَأْ بِصُحْبَةِ أَكْؤُسٍ وَدِنَانِ
وَالمَوْتُ مَنْجَاةٌ لِكُلِّ كَرِيهَةٍ***
أَقْبِلْ عَلَيْهِ بِهِمَّةٍ يَا فَانِي
كُلُّ الَّذِي أَنَا ذَاكِرٌ سَاعٍ لَهُ***
فَيَرُدُّنِي عَنْ غَيِّهِ إِيْمَانِي!
الدكتور حسن كمال محمد محمد.....................................
...............................................................
....................................................
........................................
.............................
....................
.............
.......
...
.