(إياك أعني )
بقلم/ مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي
أتقتُلُني الأشواقُ قتلاً وأُفجَعُ....ويلهو حبيبُ القلبِ لهواً ويرتعُ
وما ذرُفتْ عيناهُ إلا ليبتلي........فؤاداً أميراً والحبيبُ مُضييعُ
أقولُ لهُ والشوقُ يفلقُ مُهجتي.....حنانيكَ إنَّ الصبَّ بالشوقِ يصرعُ
أغرَّ لطيفَ الثغرِ أنَّ عيونَهُ.......بعثنَ بسحرٍ لايُملُّ ويُنزعُ
وأنَّ فؤادَ الصبِّ راضٍ بحكمِهِ.......ومهما يقلْ قلبي مُلبٍّ وطيِّعُ
فلايغرر المحبوبَ فرطُ محبتي......وأنَّ لهُ في القلبِ بيتاً يُمنَّعُ
ولولا الذي أدري وأعلمُ مُوقناً.......لَهُدَّتْ حصونٌ في الفؤادِ وأربُعُ
ولولا مقامٌ للحبيبِ مُكرَّمٌ......لما نفعتْ عندي هنالك أدمعُ
*******
ألا عنكَ دع ذكرَ الصبابةِ والهوى......وشوقٍ يفتُّ القلبَ فتَّاً ويقطعُ
ولاتنسَ أهلَ الفضلِ والعلمِ والحجى......أولاءِ عَمَارُ الكونِ والكونُ بلقعُ
وكنْ مثلَ حدِّ السيفِ ماضٍ إذا بدا.......يزولُ بهِ غبشُ الظلامِ ويُدفعُ
وسرْ في سبيلِ الحقِّ دوماً ولاتحدْ.....خطاكَ عن الدربِ القويمِ وتنزعُ
وسابقْ إلى العلياءِ كلَّ مُيمِّمٍ........كسهمٍ مضى للأُفْقِ ما ذاكَ يُرجَعُ
ولاتخشى إلا اللهَ في كلِّ موطنٍ.......وخوفُ إلهِ الناسِ للمرءِ أنفعُ
ولاتعصِ من إنْ قالَ يفعلْ ولاتكنْ.....ظلوماً جهولاً ليسَ للحقِّ يسمعُ
وقبِّلْ يداً بالقطعِ أولى وكن فتىً..... يهيمُ بتوحيدِ الصفوفِ ويجمعُ
وما فازَ إلا من هدى اللهُ قلبهُ.......كما جاءَ في الوحي المُبينِ ألا ارجعوا
وأمرُ عبادِ اللهِ للهِ ربهم......ورُبَّ كفورٍ في النهايةِ يرجعُ
وربَّ شكورٍ عاشَ حيناً مُوحِّداً.......يموتُ على الكفرانِ واللهُ يجمعُ
وكانَ رسولُ اللهِ يسألُ ربَّهُ......بألا يُزيغَ القلبَ واللهُ أسمعُ
فكُلُّ قلوبِ الخلقِ بينَ أصابعٍ.......يقلِّبُها ربي فيهدي ويمنعُ
وكم يألفُ الإنسانُ من هو شكلُهُ.....وتُنكرُ منهُ الروحُ بعضاً وتقلعُ
مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي