" السفر الصادق..."
على مركب الشوق كان السفر ْ
تشق بحار الحنين قمر ْ
لواعج أشواقها وقفت ْ
تراقب في الخطوات القصر ْ
تطالل شاخصة بولوع
إلى شاخص مثلها بالبصر ْ
تؤمل في الشط أن تجتلي
جبين حبيب عليه استقر ْ
وترسم في لوحات الخيال
عناق لقاء الهوى المنتظر ْ
وتصنع من لحظات احتضان
زمانا جميلا لأغلى البشر ْ
على مركب الشوق واقفة
بدون استناد ودون حذر ْ
تسافر وقت الأصيل وترجو
دخول الظلام بحضن القدر ْ
وتسأل أحلامها القاتلات
متى سوف نطوي سجل السفر ْ ؟
ترى هل سيطلع بدر السماء
أم البدر في الأرض قبل السمر ْ؟
تجيب عليها بكل ارتياح
هنيئا لمن في الكفاح صبر ْ
سنجتاز بالصبر بحر الحنين
وفي صدر حبي يزول الخطر ْ
كذاك هو العشق فاصطبري
وإن كان شوق اللقاء استعر ْ
سنلقى الحبيب قبيل الدجون
وقبل اكتمال ضياء القمر ْ
وبينا حوارهما قلت : حقا
سترسم هذا الحوار الفكر ْ
ولكنني سوف أحكي برسمي
وأخشى إذا ما أطلت الضجر ْ
هو الحب يتبعني فكرة
لألعلن فيه قلوب الحجر ْ
أصورها ببنانة شعري
وأجعلها في الدنى كالأثر ْ
لمثلك ِ يا قمر البحر حرفي
يبوح ويهمي هنا كالمطر ْ
ليفهم غيرك كيف الهوى؟
وكيف بحار الحنين مخر ْ؟
وكيف تكون جحيم الشجون
بقلب إليها الزمان افتقر ْ؟
سلامي لأهل الهوى كلهم
إذا صدقوا الحب مثل الصور ْ
بقلمي أنور محمود السنيني