........لإمرأة ساكنة في فصوص البال من زمن ........
أظلُّ أَعدُّ قوالبَ وجدك..
في اليوم ثمانين مرةً..
وفي كل مرةٍ أُخْطِئُ في الحسابِ..
أظل أُعِدُّك أنت ..
وأنت..
في اليوم ثمانين مرةً..
وفي كل مرةٍ أخطِئُ في الحسابِ..
وماعدتُ أعرف كيف يتم الحسابُ..
لا جدول ضربٍ بذاكرتي..
لا جدولَ جمعٍ بذاكرتي..
ثمانين مرة..
وفي كل مرة أخطئ في الحساب ..
هاتفتها في الصباحِ..
وألقيتُ تحايا الصباح..
وقالت :
إنها الآنَ تشربُ قهوةِ هذا الصباحِ..
وأنَّ في يدها اليمنى فنجان َ قهوتها..
آه من فنجان قهوتها..
أشجع مني ..
وأقرب مني..
هو المدللُ في يدهَا
يُقبلهَا كل صباحٍ وكلَّ مساءٍ..
هاتفتكِ في الصباحِ..
وأعلم أنك نحلةُ هذا الصباحِ..
وأنكِ زهرةُ هذا الصباح النديِّ..
وأنك يمامة بريةٌ..
تحمل بيمناها تابوتا فيه سكينةٌ..
وفيه بقيةٌ مني..
ومن صالحين..
و تغار..
وتسألني:
شرطا..
ستهجرُ الشعرَ..
وتبقى تُحِبنيِ وحدي..
وتوقفُ هذا النزيفُ..
وهذا الدوارُ..
وهذا الرحيلُ مع الحرفِ حدَّ الصحارَى..
وتشربُ كاسَ خُزامى..
تُريح أعصابكَ من رحلةِ البحثِ..
وهذا التقَصِي..
وهذا الجنونُ..
جنون القصيدة..
ولكنني كيف أهجُرُ الشعرَ..
وأنت قصيدةَ شعري
بالشعرِ صرتُ احبكِ أكثرَ..
والشعر قربك أكثر..
وأدخلك في العمقِ أكثر..
فكيف أهجرُ الشعرَ...؟
وأَنْحَرُ شيطانَ شعرِي..
فشيطان شعري سرابٌ..
وهل في الدنيا من يستطيع مسكَ السرابِ..
وشيطانُ شعري هُبابُ..
نسيمِ ملوثِ بالعشقِ..
فهل تستطيعينَ مسكَ الهبابِ ومسك النسيمِ..
فرضًا أنني قد هجرتُ الشعرَ..
وصرتُ أحبكِ أنتِ..
ولوحدِكِ أنت..
فكيف..
أُؤرِخُ لقربكِ مني..
وبعدك ..
ولاسمك..
بقية عمري..
فحبك أروعُ شيءٍ ..
وكل شيءٍ لا يؤَرخُ يُنْسَى..
ويُمْحَى بفعل الزمانِ..
وفعل الثلوجِِ..
وفعل العواصف .
الشاعر: عبد الرزاق خمولي
الجزائر
29/03/2019