دعوا لُغَتي إلى الماضي تعودُ

دعيني تحتَ ظلّك أستريحُ***فأنتِ النّورُ والأَمَلُ الصَّـــــــريحُ

أفتّشُ عن هواكِ البحرَ غَوْصاً***ومَوْجُ النَّظْمِ يَرْكَبُهُ المَـــــليحُ

وأعشقُ جُودَكِ المشحونَ حبّاً***وفيك عَزيزَتي يَحْــــلو المَديحُ

ألا يا جَنّةَ الإبْداعِ جودي***فَنَظْمُكِ في تِلاوَتِنا فصـــــــــــــيحُ

ونظمُكِ قد أعاد لنا الخوالي***بها الخلدُ المُتــــــــيّمُ يسْــتــريحُ

////

دعيني في عيونك لا أنامُ***ففي أفواهـنا اتَّسَــــــــــــخَ الكــلامُ

أحلّق في العصورِ بلا جناحٍ***وأخْشى أن تُباغتني الــــسّــهـامُ

وأبحثُ في المحاسنِ عنْ حروفٍ***أضاعَ بَيانَها البشرُ اللّــــئامُ

وفي أسواقنا بيعــــــــــتْ عصورٌ***من الأمْجادِ شـيّدها الكـرامُ

وبيعَ العـــــــــــزمُ للأوغادِ نقداً***فماتَ الحــزْمُ وانهزمَ السّـلامُ

////

دعيني أكشف السُّفَهاءَ فينا***ومنْ نشروا التّجسّسَ أجْـــمعــيــنا

عَصوْا أوطانهم فغدوا رعاعاً***وباعوا الصّـوتَ قبلَ النّاخبيــنا

سماسرةٌ بغوا زمنا طويلا***وذاقوا السّـــحتَ فارتكبوا المُشـــينا

تأمّلْ غيّهُمْ سترى كلاباً***تَبـــولُ على حقـــــــــــوقِ الكادحــينا

وتنهبُ في العِبادِ بغير حقٍّ***وجـــهلُ النّاسِ جرّعنا المُـــــــهينا

////

كفى سفهاً فقد سقط القناعُ***وعمّ الخبثُ فانكشف الضّـــــــــبـاع

وأضـــــحى المارقونَ بكلّ قُطرٍ***هُــمُ الأســــيادُ والباقي رعاعُ

ألا عودي فقد تعبتْ جُهودي***وعنْ أَوْباشِنا ســــــــــقطَ القــناعُ

فعودي كيْ نُقاوِمَ قومَ عادٍ***فإنّ النّصر يصنَــــــــــعُهُ اليــــراع

وكوني صُبْحَ فجْرٍ في بلادي***فشمسُ المَجْدِ ينْشـــــرُها السّباعُ

////

دعوا لُغَتي إلى الماضي تعودُ***فَقدْ أَرْســـــــــى قَواعِدَها الجُدودُ

دعوها كَيْ تَكونَ لنا لِساناً***وروضا تستـــــــــــريح به الأســودُ

ألم ترَ في بلاد الشّرْقِ جَهْراً***يُحارِبُها الصّـــــــــــــهايِنَةُ اليَهودُ

تركناها تَئِنُّ مِنِ انْحطاطٍ***أتى بظـــــــــــلامه الغَجَرُ القــــــرود

وتِلْكُمْ في الحَضارَةِ كلّ شيئٍ***ومِنَ إبْداعِها يَأْتي الصُّــــــــــمودُ

////

بكت لُغَتي على وطني قرونا***ومن أدبي نفاها المــــــسلمـــونا

وما لُغتي سوى لغةُ المعالي***أضاع بهاءها المُـــــسْتعْـــمرونا

ودهْورَها التّخلّف في بلادي***وشتّتَ شمْلها المتفيْـــــقِـــــــهونا

تبوّلَ فوقـــــــــها بَشَرٌ رعاعٌ***وساموها الخساسةَ والمُــــجونا

وها نحنُ انْبطحنا كاليتامى***يسوسُ بلادنا المُـــــــتلبّــــــــسونا

محمد الدبلي الفاطمي

المصدر: آسيا محمد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 44 مشاهدة
نشرت فى 3 مارس 2019 بواسطة nasamat7elfouad

عدد زيارات الموقع

97,735