حلَلتُ فيكِ وقلبي للهوى خَفَقا
يا أزرقَ الحُسنِ زيدي في الورى ألَقا
هذي لياليكِ لا زالت مواسمها
تستحصدُ الفنّ والأشعار والفِرَقا
فلا تلُمني إذا ما مِلتُ من طربٍ
فاللحنُ يبعثُ فيَّ اللّهوَ والنّزَقا
كلٌّ يغني لهذا المهرجان وقدْ
صارت تقاليدُهُ في الأهلِ مُعتنَقا
يا ليلةً بين ظهرانيْكُمُ ائتلقتْ
فيها النجومُ فليت الصّبْحُ ما انبثقا
نجمٌ يطلُّ من العلياء تذهلُهُ
هذي النُّجًومُ فأمضى ليلَهُ أرِقا
تغيبُ شمسُكِ حتى لستُ أسألُها
لِمْ غبتِ يا شمسُ ؟ أو لم أرقُبِ الشّفَقا
سيّانَ عندي وفينا كلُّ ساطعةٍ
تكاد تخطفُ منّا القلبَ والحَدَقا
من كلِّ شمسٍ تُغيظُ الشّمسَ طلعَتُها
حتى توارتْ وأرختْ خلفها الغسَقَا
يا أزرقيّاتُ لولاكنّ ما حملتْ
ريحُ الحياةِ سوى همٍّ لنا وشقا
لا ينفعُ الصّبَّ إلاّ ما بذلْنَ لَهُ
من خالص الوُدّ لا تعويذةً و رُقى
مَن لم يدنْ لجمالٍ أنتِ موطنُهُ
لا شكّ بعدَ خضوع القلبِ قد أبِقا
من قال إنّ الحسان الحور ما شُهِدَتْ
ولا ترالُ بظهر الغيبِ، هل صدقا؟
إني أراها بحضن الأزرق انبعثتْ
خطّارةً تملأ الساحاتِ والطّرُقا
يا دار عِزّ وفيها كلّ مؤتزرٍ
قد جرّدَ السيفَ في يُمناهُ مُمْتَشَقا
هذي رباعُ بني مروانَ نعرفها
كم فارسٍ للعلا من فوقها انطلقا
للهِ يا دُرّةَ الصحراء كم لفظتْ
من غاشمٍ تحت شمسِ العِزّةِ احترقا
لا يُذكرُ الجودُ إلّا قال قائلنا
هذا الذي في بني المعروف قد خُلقا
المشرعون بها الأبوابَ ما سألوا
يوماً عن الطارق الملهوف، من طرقا؟
وأيُّ قبضةِ صخريٍّ إذا طُلِبتْ
رأيتَ سيف الحمى في كفّها نطقا
لولا الجراحُ التي في الصّدر نازفة
والقيدُ يُثقلُ أيدي أهلنا رَهَقا
إذاً لكانوا هنا أضواءَ بهجتنا
جاؤوا وما وجدوا في الدّربِ مُنزَلَقا
نأسى ونفرحُ في ما صابنا قدراً
فالسعدُ والجرحُ في أحلامنا اتّسقا
هذي إرادةُ شعبٍ من يعاندها
لا بُدّ يوماً بها أن نعبرَ النفقا
هِيَ العروبةُ حوضٌ ساغَ مشربُهُ
يعُبُّ وُرّادُهُ مما صفا ونقى
شاعر المعلمين العرب
حسن كنعان