ما لي أرى الشعراء في أوساطنا
متلثمين.. وجوههمْ لا تظهرُ ؟!
يا ليتهم قد أثَّروا في جيلنا
لكن بعولمة الشعوبِ تأثروا
ما استنفروا حول الحمى لكنهم
حول الحسان الغانيات استنفروا
وكأن لا شيءٌ يثير جنانهم
إلا جمال الغيدِ فيه تجمهروا
لا الدِّين يعنيهم ولا أوطانهم
وإذا استثيروا في الزمان تذمَّروا
وشكوا جماهير الهوى أحوالهم
وبذي المآسي مطلقاً لم يشعروا !!
صمُّ وعميٌ ساكتون تقاعساً
عن قول حقٍ أهله لم ينصروا
وهم المشاعرُ توَّجت أسماءهم
لا يشعرون بما به أنا أشعر
أعني من الشعراء بعض فلولهم
من بالتذبذب والحياد تستروا
جُبناً وحبَّاً للحياة وزيفها..
من للمبادئ والأصول تنكروا
يا أيها النور الذي ركنت إليه
الضادُ في تنويرها إذ تسفرُ
كن مثل حسان بن ثابت شاعراً
دون الشريعة والأكارم يزأرُ
كن شاعراً متحدياً متجبِّراً
متمرِّداً عند الوغى لا يقهر
سطِّر بحدِّ الصارمات ملاحماً
تبق مدى التأريخِ شعراً يذكرُ
ارعب فلول الزاحفين بشعرهم
اخرس غراباً في القناةِ يثرثر
زلزل عروش الكافرين ومن طغوا
إما تداسُ رقابهم أو تكسرُ
حرِّض صناديد البلاد على الوغى
إما تموت بعزَّةٍ أو تنصرُ
الحرب حربُ كرامة في خوضها
شـرفٌ يصانُ وأمـةٌ تتحررُ
نحن الرجال على حدود بلادنا
عينٌ تنامُ لنا وعينٌ تسهرُ
ليث الوغى كل الوحوش تهابه
نعم الغضنفرُ أنت نعم الأشعرُ
مذ أن عرفتك يا بن أمي شاعراً
عن نصرة الإسلام لا تتأخرُ
دنيا الدنايا أزهقت أعمارنا
هذا يفوزُ بها وهذا يخسرُ
سنرى جليَّاً سعينا وفعالنا
وجميعنا مَعَ من نحبُّ سنحشرُ
#عبدالوهاب_الجلال