الذي حصل في الماضي أن المعالجةَ بالقرءان الكريم لم تكن تشكل ظاهرةً في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-  ولكنها كانت موجودة وقد ذكرنا الأدلّةَ على ذلك ، إلا أنه في عصرنا هذا ، كثرت عياداتُ المعالجين بالقرءان ، وهذا ما لم يألفْه بعضُ العلماء إلا أن هذه الظاهرة قامت  لضرورة وهي لدفع الضررِ عن المسحور ومعالجته من آثار السحر وخاصة أنه قد انتشر في هذا الزمان السحرةُ والمشعوذون وما يسمون أنفسهم بالشيخ الروحاني والعالم الفلكي . وبكل بساطة ماذا لو صادَفَنا رجلٌ قد تعرض للسحر وهو يعاني من  أثر السحر ولم يجدِ الطبُّ تفسيراً لحالته ، بحيث أصابه صرعٌ ، أو شلل في أحد أعضائه ، أو ضيقٌ دائم في صدره الى غير ذلك من الأمراض والآلام التي لم يتبين أسبابها عبر الطب والفحوصات اللازمة ، فقد أصبح هذا المريض أمام خيارين لا ثالث لهما

فإما أن يلجأ الى السحرةِ والمشعوذين ليجد تفسيراً لما يحصلُ له ، وبالتالي ليقومَ الساحرُ بحلّ السحر بسحر مثلِه ، وهذا منهيٌّ بإجماع العلماء ، وكما قال عليه الصلاة والسلام : " ثلاث من لم يكن فيه واحدة منهن ، فإن الله يغفر له ما سوى ذلك لمن يشاء ، من مات لم يشرك بالله شيئاً ، ولم يكن ساحراً يتبع السحرة ، ولم يحقد على أخيه ." رواه الطبراني

وإما أن يلجأ بشكل طبيعي لأحد علماء المسلمين أو أحد المعالجين بالقرءان ليعرض عليه قضيتَهُ ومن الطبيعي أن يرقيَه بآيات الله والدعوات المأثورات والرُّقى المشروعة من مبدأ الحديث النبوي " من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه ". رواه أحمد

ثم إن علاج المرضى الذين يعانون من أثر السحر عليهم أو العين هو واجب من باب دفع المضرة والأذى عن الخلق ، وصرفهم عن السحرة والمشعوذين كي تسلم عقيدتُهم لأن السحرةَ كما نعلم هم قوم كفروا بالله تعالى وعبدوا شياطينَهم فكيف نُسلم هؤلاء المساكينَ لأشرار قد ملئوا الأرض فسادا وفسقاً وكفراً بالله العظيم

وقد يخطأُ بعض المعالجين بالقرءان أو تجدهم قد شذوا عن الطوق وجعلوها تجارة ، إلا أن الإسلام لا يتجسد بأشخاص إذا أخطئوا يعني أخطأ الإسلام ،  فالرجال تعرف بالحق ولا يعرف الحق بالرجال

لقد أثار ظهور عيادات للمعالجين بالقرءان جدلاً في أوساط الناسِ وبعضِ العلماء وخاصة أنه أقيم ندواتٌ حول هذا الموضوع لوضعِ الضوابط الإسلامية لهذه الظاهرة ؟

لا شك أن الخطر الأساسيَ هو ما يجري على الساحة في بلادنا العربية والإسلامية من انتشار للسحر والسحرة وليس انتشارُ المعالجين بالقرءان ، فإن ظهور المعالجين بالقرءان هو نتيجةُ الخلل الروحي والاضطراب النفسي الذي ألم بالناس بسبب بعدهم عن منهج الله تعالى وانغماسهم بالماديات وصرف أمورهم في الشهوات واتباعهمُ السحرةَ لمعالجة شؤونهم العاطفية والاجتماعية

أما أن يقنن عملُ المعالجين بالقرءان وأن توضع له الضوابطُ الشرعيةُ فلا بأس بذلك حتى يميز الخبيثُ من الطيبِ كما ورد على لسان الدكتور عبد الحي الفرماوي استاذ ورئيس قسم التفسير بكلية أصول الدين في الأزهر الشريف

وقد عقدت ندوة بعنوان :" علاج الأمراض النفسية بالقرءان الكريم" في مستشفى العباسية للطب النفسي برئاسة الدكتور يحي الرخاوي استاذِ الأمراض النفسية ، وكان من مقررات هذه الندوة العملُ على تقنين عمل المعالجين بالقرءان الكريم ، مع التأكيد بأن العلاج بالقرءان موجود قديماً كما السحرُ أيضاً وكذلك الجان

 

المصدر: الشيخ سعد اللة السباعى

عبد الرحمن دهب

myportsaid
(بسم الله الرحمن الرحيم) اردت بالانضمام لهذا الموقـع الموقـر ان اعطـى غيـرى مامن الله على من علم وقراءة فى الدين والسنة وكذلك العلاج بالنباتات والعلاج الروحى( الرقية، الحسد،السحر،اللمس) وذلك لايخرج عن الكتاب والسنة. وايقنت حين بدأت ان اكتب:... ((ان اليد تفنى ويبقى كتابها: فان كتبت خيرا ستجزى بة وان كتبت »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,312,924