رابعاً: المنظمة الفرانكوفونية الدولية:
فى إطار إعدادها للقمة الفرانكوفونية التى كان من المفترض عقدها فى بيروت فى نهاية أكتوبر 2001، ثم تأجلت نتيجة أحداث 11 سبتمبر 2001 إلى أكتوبر 2002 بشكل مبدئى، صاغت الدول أعضاء المنظمة الفرانكوفونية الدولية مشروع إعلان وبرنامج عمل ركز بشكل كامل على حوار الحضارات والثقافات، وجاء الطرح الأصلى للمشروعين من وفد لبنان الدولة المستضيفة للقمة بعد التشاور مع الدول المعنية الأخرى.
وقد أكد مشروع الإعلان وبرنامج العمل على قيم التسامح والمساواة، برغم الخلافات فيما بين الثقافات، والاتفاق على قيم مشتركة، والتعاون عبر عملية إثراء متبادل فيما بين الثقافات، وإبراز أن الحوار بين الثقافات يجب أن يكون يومياً ومنتظماً ويشمل النخبة والشعوب على حد سواء، وكشف عن الأهمية التى توليها الفرانكوفونية للتعددية الثقافية عالمياً وفى إطار الفرانكوفونية، وارتباط ذلك بعملية العولمة، مع عدم قبول مفهوم الاستثناء الثقافى كمعيار للانعزال عن العالمية وإنما للقبول بالتنوع الثقافى، وحذر مشروع البيان من استغلال العولمة لفرض الهيمنة على قواعد الشرعية الدولية أو السعى لتوحيد النظام القيمى العالمى، ودعا لبديل حوار الثقافات لبناء توافق دولى حول المعايير الحاكمة للعلاقات الدولية ولتجنب المنهج الانتقائى فى الحديث عن الحقوق والواجبات، مع إشارة خاصة إلى ما يحدث فى الشرق الأوسط، ولابد أن يهدف حوار الثقافات إلى دمقرطة العولمة (أى جعلها ديمقراطية) بدلاً من السماح للعولمة بالانحراف بالديمقراطية.
وأشار مشروع البيان وبرنامج العمل إلى ظاهرة الهجرة الدولية وأثرها على التوتر فيما بين الهويات المختلفة، ودعا لبناء مجتمعات ذات هوية متعددة لا تستبعد إحداها الأخرى، كما أشار إلى تضاعف الصراعات فيما بين وداخل الدول بعد انتهاء الحرب الباردة، وارتباط ذلك بحروب الهوايات والثقافات، وأوضح مشروع البيان التحديات العالمية التى تواجهها البشرية مثل التوازن البيئى والأوبئة والجريمة المنظمة مما يحتاج لتعاون كافة الدول مما يحد من مفهوم السيادة، وهى فكرة غير واضحة بمشروع الإعلان وتتميز بمخاطر فى ضوء ما يتم الترويج له من حق التدخل وتحجيم مفهوم السيادة وغير ذلك على الصعيد العالمى وبما يتعارض مع ما هو ثابت ومستقر من مبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولى فى هذا الشأن.
وقد تضمن مشروع البيان وبرنامج العمل مقترحات متعددة لتفعيل حوار الثقافات فى إطار الفرانكوفونية - مثل إدماج قطاعات المجتمع المدنى والأكاديميين والمرأة والشباب، وإنشاء شبكة للأساتذة الجامعيين والقانونيين لدول الفرانكوفونية، وإدماج حوار الثقافات فى برامج التعليم، وترجمة الأعمال الأدبية فيما بين مختلف لغات الدول المنتمية للفرانكفونية، كذلك تبادل الأفلام والمسرحيات واللوحات الفنية والموسيقى والأدبيات التى تحارب العنصرية وتدعو للحرية والديمقراطية، وتشكيل مرصد للحوار الثقافى يتضمن مركز أبحاث وتمويل أنشطة ثقافية فى الدول الفقيرة فى الفرانكوفونية لإنتاج سينمائى وتليفزيونى وعلى الإنترنت، وتوحيد مواقف الدول الأعضاء فى مسائل حماية حقوق الملكية الفكرية، وأخيراً التشاور المستمر بين الدبلوماسيين والملحقين الثقافيين للدول الأعضاء فى الفرانكوفونية فى المنظمات الدولية المختلفة.

المصدر: د. وليد عبد الناصر - موسوعة الشباب السياسية http://acpss.ahram.org.eg/ahram/2001/1/1/Y1UN17.HTM
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 94 مشاهدة
نشرت فى 13 أكتوبر 2011 بواسطة mowaten

ساحة النقاش

mowaten
يأتى الربيع العربى للثورات بمتطلبات ضرورية لعل من اهمها هو نشر التوعية السياسية بين المواطنين بوطننا العربى لارساء وتهيأة البيئة للعيش فى جو ديمقراطى طالما حلمنا به »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

274,411