ضاف وزير الخارجية أن الحديث عن ذلك الحوار لا يمكن أن يتجاهل أن الإسلام موجود فعلاً فى الغرب بتأثيره، وأن الغرب موجود أيضاً فى العالم الإسلامى بتأثيره، أى أن كلاً من الطرفين يؤثر فى الآخر، وهذا منذ فترة طويلة، فلا يوجد انفصال بينهما إلا إذا كان افتعالاً لأسباب سياسية. ثم أن الحديث عن الحضارات لا يجب أن يقتصر عليهما، بل إنه يستلزم الحديث عن حضارات أخرى مثل حضارات آسيا الكبرى فى الهند والصين واليابان التى يجب أن تشارك أيضاً فى الحوار لإثرائه، وحتى لا يبدو الأمر وكأن الحوار يجب أن يقتصر على الغرب والإسلام لوجود صدام بينهما.
ودعا إلى البحث عن اسباب أخرى لما حدث يوم 11 سبتمبر بعيداً عن صدام الحضارات، موضحاً أن تفسير الصراع على أنه بين الحضارات ليس صحيحاً تاريخياً، فإن العالم لم يشهد حروباً بين الحضارات المختلفة بقدر ما شهد حروباً بين أبناء الحضارة الواحدة، ولقد كانت الحرب العالمية الثانية خير مثال على ذلك حيث كانت بين دول تنتمى للحضارة الغربية، كما أننا شهدنا حروباً بين دول إسلامية.
كما ذكر وزير الخارجية المصرى أن المشكلة الحقيقية تكمن فى رفض الاعتراف بالآخر كمستقل عن الأنا، وهذا هو سبب الصدامات والحروب، أى رفض الاختلاف والتنوع، لذا، فالحل أن نتعلم جميعاً الاعتراف بالآخر، وبأن العدو ليس هو الآخر بل العدو هو التعصب والتخوف من الآخر ورفض الاعتراف به كما أن العدو هو الفقر والظلم والتطرف وكلهم أعداء يجب محاربتهم من خلال نشر ثقافة التسامح وتعليم البشر أن الاختلاف طبيعى ومفيد ويثرى البشرية.
وفى رده على مداخلة للمستشرق الأمريكى الشهير برنارد لويس، ذكر وزير الخارجية المصرى أنه ليس صحيحاً ما ذكره من أنه لا توجد غير حداثة واحدة هى الغربية، إذ أن الحداثة يمكن أن تأخذ أشكالاً مختلفة، والحديث عن معيار موحد يُفرض على الجميع هو نوع من الاستعمار الفكرى، وهو الذى يخيف العالم الثالث من العولمة مثلاً ويوجد نوعاً من التوجس والشك.
كما اعتبر أن حديث برنارد لويس عن الرق وادعائه أنه بدأ نحو الشرق بسنوات عديدة قبل أن يتجه غرباً ببضاعته، هو حديث مغلوط. فبالإضافة إلى أنه تاريخياً غير صحيح، فإننا عندما نتحدث عن الرق نقصد استجلاب ملايين الناس من أفريقيا والشرق لكى يبنوا ثروة الغرب. وبالتالى فعندما تطالب دول أفريقيا أو دول العالم الثالث بتعويضها فإنها تطلب تعويضاً عن إسهام أبنائها فى أسوأ الظروف فى بناء أسس ثروة العالم المتقدم التى بنى عليها ما حققه الآن من رخاء غير مسبوق.
ورداً على اعتراض برنارد لويس على استخدام كلمة التسامح لأنها تعيد ذكريات عهود كانت تعنى أننى أتسامح مع وجودك بشرط أن تخضع لى ذكر وزير الخارجية المصرى أن هذا خلط ومغالطة، وأن التسامح يعنى قبول الآخر وقبول الاختلاف وعدم جعله سبباً للعداء أو للصراع أو محاولة فرض الرأى والقيم أو نمط الحياة.
كما اختتم السيد أحمد ماهر تعليقه بالقول بأن ما يُسمى بصراع الحضارات يخفى فى أحيان كثيرة أهدافاً خبيثة أخرى مثل محاولات الهيمنة والسيطرة.
المصدر: د. وليد عبد الناصر - موسوعة الشباب السياسية http://acpss.ahram.org.eg/ahram/2001/1/1/Y1UN18.HTM
نشرت فى 13 أكتوبر 2011
بواسطة mowaten
يأتى الربيع العربى للثورات بمتطلبات ضرورية لعل من اهمها هو نشر التوعية السياسية بين المواطنين بوطننا العربى لارساء وتهيأة البيئة للعيش فى جو ديمقراطى طالما حلمنا به »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
286,911
ساحة النقاش