أولا : التعريف :
هناك صعوبة كبيرة فى وضع تعريف محدد لمفهوم حقوق الإنسان. ومعظم المحاولات التى بذلت فى هذا الإطار لم تنجح سوى فى الاقتراب من العناصر الأساسية لهذا المفهوم.
ويعتبر رينيه كاسان، وهو أحد الذين ساهموا فى صياغة الإعلان العالمى لحقوق الإنسان، وصاحب فكرة إنشاء معهد دولى لحقوق الإنسان فى ستراسبورج بفرنسا، من أوائل المفكرين الذين حاولوا صياغة تعريف محدد لمفهوم حقوق الإنسان، حيث يعرف هذه الحقوق بأنها (فرع خاص من فروع العلوم الاجتماعية يختص بدراسة العلاقات بين الناس، استناداإلى كرامة الإنسان، وبتحديد الحقوق والرخص الضرورية لازدهار شخصية كل كائن أنسانى).
وهكذا فإن كاسان يضع عدة عناصر أساسية لمفهوم حقوق الإنسان هى:
- حقوق الإنسان بمثابة علم.
- أساس هذا العلم هو الكرامة الإنسانية.
- موضوع هذا العلم هو الحقوق التى تحقق هذه الكرامة.
أى أن حقوق الإنسان هى علم خاص بالكرامة الإنسانية وهدفه تحقيق هذه الكرامة. وإذا كانت هناك صعوبة فى تعريف مفهوم حقوق الإنسان، فإن ثمة صعوبة أخرى فى تصنيف هذه الحقوق، حيث أن الكثيرين يخلطون بين مفهوم حقوق الإنسان، ومفهوم الحريات العامة.
وعلى ذلك، فإن تصنيف حقوق الإنسان يعد مسألة تقديرية، ويختلف باختلاف العناصر التى يتم على أساسها هذا التصنيف، لكن هناك معيارين أكثر شيوعا لهذا التصنيف وهما:
1- المعيار النظرى: وطبقا له يتم التمييز بين فئتين لحقوق الإنسان هما: الحقوق الفردية، والحقوق الجماعية. أما الحقوق الفردية فهى التى تنصرف إلى الفرد كوحدة قانونية متميزة بصرف النظر عن إنتمائه لجماعة معينة، وأما الحقوق الجماعية فهى التى يفترض لممارستها مجموعة من الأشخاص، كحرية الاجتماع وحرية الصحافة.
لكن يعيب التعريف وفقا لهذا المعيار أن هناك جانبا من الحقوق الفردية لا يمكن ممارستها بشكل فردى لأنها تقتضى عون مجموعة من الأفراد الآخرين. ومن ناحية ثانية، فإن ممارسة هذه الحقوق فى مجتمع لا تعنى حرمان الشخص من فرديته، إذ يظل الحق فرديا، فالحق فى تكوين جمعيات، على سبيل المثال، من الحقوق الفردية رغم أن الجمعية لا يمكن أن تؤسس بواسطة شخص واحد.
2- معيار التطور التاريخي: وتصنف حقوق الإنسان وفقا لهذا المعيار حسب ظهورها التاريخي أو تطور مفهوم حقوق الإنسان نفسه، وتصنف حقوق الإنسان وفقا لهذا المعيار إلى ثلاث فئات:
أ- الحقوق المدنية والسياسية، ويدخل فى اطار هذه الفئة الحق فى الحياة والحرية واحترام الحياة الخاصة وحرية التعبير ... إلخ، وهذه الطائفة من الحقوق تتطلب لاحترامها امتناعا من جانب الدولة،أى يحظر تدخل الدولة فى دوائر معينة لحريات الفرد، إذا كان هذا التدخل يقلص مساحة هذه الدوائر.
ب- الحقوق الاقتصادية والاجتماعية: وتشمل هذه الفئة من الحقوق: الحق فى العمل والتعليم والصحة والتأمين الاجتماعى. وهذه الحقوق تتطلب تدخل الدولة لتوفيرها، وذلك على عكس الحقوق المدنية والسياسية.
ج- الحقوق الحديثة: وهى طائفة الحقوق التى اقتضتها ضرورات وتطور الحياة المعاصرة ومشكلاتها المتنوعة نتيجة للتقدم العلمى فى مختلف المجالات، مثل الحق فى بيئة نظيفة، والحق فى السلام.
المصدر: أ. احمد منيسي - موسوعة الشباب السياسية http://acpss.ahram.org.eg/ahram/2001/1/1/YOUN71.HTM
نشرت فى 13 أكتوبر 2011
بواسطة mowaten
يأتى الربيع العربى للثورات بمتطلبات ضرورية لعل من اهمها هو نشر التوعية السياسية بين المواطنين بوطننا العربى لارساء وتهيأة البيئة للعيش فى جو ديمقراطى طالما حلمنا به »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
286,885
ساحة النقاش