الخلاصة
الجزائر جمهورية تقع في شمال إفريقيا على البحر الأبيض المتوسط على امتداد 1200كلم، مساحتها 2,381,741 كلم مربع،و يقارب سكانها 40 مليون نسمة .
الجزائر قبل الفتح الإسلامي
خضعت الجزائر للاحتلال الفنيقي القرطاجي في القرن السابع قبل الميلاد، واحتلها قيصر روما سنة 42 قبل الميلاد وجعلها مقاطعة رومانية، ثم غزاها الوندال سنة 429م.
الجزائر بعد الفتح الإسلامي: . استمر فتح بلاد المغرب نحو سبعين سنة، ابتداءً من سنة 21هـ / 642م إلى سنة 90هـ /709م، وفتحت الجزائر عام 682م يقيادة عقبة بن نافع الفهري الذي استشهد ودفن قرب بسكرة، ثم تولى بعده زهير بن قيس، ثم حسان بن النعمان، ثم استمر فتح المغرب الإسلامي على يد القائد موسى بن نصير.
وتأسست في الجزائرالدول الآتية:
1 ـ الدولة الرستمية (776-909م)/148 ـ 296هـ ) بدأت حين ( نزل ابن رستم بجبل على مقربة من تيارت الحالية، فلم يكد يسمع الإباضيون هذا الخبر حتى أموا "عبد الرحمن" فشدوا أزره، فقوي حينئذ أمره، وفكر في تأسيس مدينة تكون شارة استقلالهم، فاختطوها وشبّدوها سنة 148ه/775م، وأصبحت قاعدة إمارتهم بل دولتهم التي دان لسلطانها كل المدن والقرى الواقعة بين الزاب وفاس وسجلماسة على قول الباروني، وسميت بتيهرت المعروفة بتقادمت، فتربع عبد الرحمن بن رستم على عرش إمارته سنة 160هـ/776م، فكان حينئ ذأول مؤسس لدولة إسلامية جزائرية مستقلة)1
2 ـ الدولة العبيدية ( الفاطمية) استمرت حوالي 63 سنة بين (296هـ-361هـ)(909هـ-972هـ) .تنتمي هذه الدولة إلى عبيد الله المهدي الشيعي مؤسس الخلاقة العبيدية بالمغرب فهو عبيد الله بن أحمد بن إسماعيل الثاني بن محمد بن إسماعيل أبن جعفر الصادق ولد بالشام، وقيل ببغداد سنة 260هـ/873م ، عاش بالمشرق مختفيا مطاردا من العباسيين في الوقت الذي كان فيه داعيته بالمغرب بن عبد الله الصنعافي الشيعي يعمل على توطيد دعوته الشيعية وتهيئة الخلافة له بالدعوة والسيف حتى تكررت انتصاراته واطمأن إلى نجاحه عندها أرسل إلى عبيد الله يدعوه للقدوم للمغرب وقد خرج عبيد الله من مصر في زي التجار إلى طرابلس ومنها إلى قسنطينة ثم إلى سجلماسة (تافيلات) حيث وقع فيها بقيضة الوالي العباسي وهو ما جعل داعيته يجهز جيشا كبيرا انطلق به من عاصمة ملك الأغالبة (رقادة) قضى به على دولة بني رستم واحتل تيهرت .والقيروان، وأخذ نفوذها يمتد نحو الشرق حتى مصر في عهد المعز وأسس قائد جيشه جوهر الصقلي(ت381هـ)القاهرة، وبنى الجامع الأزهر سنة 359هـ/970م.
.تزامن وجود الخلافة العبيدية في المغرب مع وجود العباسيين في بغداد والأمويين بالأندلس.
تميزت دولتهم بالاستقلال التام والحكم المطلق وبذلك اجتمعت بين يديه كل السلطات تنفيذية وتشريعية وقضائية. فالإمام هو رئيس الدولة الأعلى يلقب بأمير المؤمنين ويشترط أن يمتد نسبة إلى آل البيت ويساعده وزراء وعمال وقضاة وقد عملت هذه الدولة أثناء نشأتها على استمالة سكان البلاد الأصليين من البربر ورغم ذلك لم يكن للعبيدية ثقة بأهل المغرب وهو ما جعل عبيد الله المهدي يأمر بتأسيس المسيلة والتي اختار لها موقعا حربيا مهما وبالغ في تحصينها وانتقل إليها سنة 308هـ-320م.وسماها المهدية نسبة إلى اسمه.
الدولة الزيرية الصنهاجية (972-1014م)الصنهاجيون (في شمال إفريقية): سلالة بربرية حكمت في تونس و شمال الجزائر مابين 971-1152 م.المقر: المنصورية منذ 971 م ثم القيروان منذ 1048 م ثم المهدية منذ 1057 م.
ينتسب الزيريون إلى قبيلة صنهاجة البربرية. استقروا في منطقة المغرب الأوسط (الجزائر). مع ظهور الفاطميين في إفريقية، اعتنق بنو زيري الدعوة الجديدة. كان قائدهم "زيري بن مناد" من كبار رجالات الفاطميين (التحق بهم سنة 935 م). قام الأخير بإنقاذ عاصمة الخلافة الفاطمية (المهدية) بعد أن حاصرها الخوارج. ولاه الفاطميون سنة 971 م إمارة في قلعة آشير (في الجزائر).، فكان ذلك أول عهد بنو زيري بالحكم. بعد رحيل المعز لدين الله إلى القاهرة أصبح بلكين بن زيري أميرا على إفريقية (حوالي 973 م).تمتع بلكين بن زيري (971-984 م) باستقلالية أكبر عندما حكم بلاد تونس والشمال الجزائري (شرق البلاد ابتداء من قسنطينة)، تمكن من أن يمد في دولته غربا حتى سبتة. دخل الزيريون بعدها في صراع مع أبناء عمومتهم. منذ 995 م بدأت تتفرع عنهم سلالات أخرى، كفرع الزيريين الذي حكم في غرناطة، ثم الحماديين سنوات 1007-1015 م.
الدولة الحمادية : هي أول دولة بربرية صنهاجية بالجزائر، وبنو حماد أبناء عم بني زيري ، حكموا في الجزائر بين سنتي 405 و 547هـ، ومؤسس الدولة حماّد بن بلكين الذي بنى عاصمة له قلعة بني حماد، وقام الأمير المنصور بن الناصر بتقل العاصمة إلى بجاية.
هجرة بني هلال : هي من أشهر الهجرات العربية إلى شمال أفريقيا و كانت في القرن الخامس الهجري/ الحادي عشر الميلادي وتعرف " بالهجرة الهلالية " في التراث الشعبي العربي، فيما يصفها ابن خلدون بانتقال العرب إلى أفريقيا. وتعرف كذلك " بالهجرة القيسية " نسبة إلى ان أغلب القبائل المهاجرة تندرج تحت الفرع القيسي من العرب العدنانية.
و بالرغم أن بني هلال وبني سليم شكلوا أكبر القبائل المهاجرة الا انها ضمت قبائل هوازنية أخرى كشجم وسلول ودهمان والمنتفق وربيعة وخفاجة وسعد وكعب وسواءة وكلاب وقبائل قيسية كفزارة واشجع وعبس وعدوان وفهم وقبائل مضرية كهذيل وقريش وتميم وعنزة بل وقحطانية كجذام وكندة ومذحج.
وقد كان بنو هلال وبنو سليم ومن جاء معهم من القبائل يقيمون في المنطقة الممتدة بين الطائف ومكة، وبين المدينة ونجد، وشاركوا في الفتوحات العربية الإسلامية، الا انهم احتفظوا بثقلهم وطابعهم البدوي في الجزيرة العربية حتى تاريخ هجرتهم 440 هـ. واستقروا في شمال أفريقيا, وشاركوا في الحروب والفتوحات والصراعات السياسية والعسكرية التي قامت في المنطقة وفي حوض المتوسط، وكان لها الأثر الحاسم في تعريب شمال أفريقيا.
الدولة الموحدية (1130-1269م):هي إمارة شيعية أسسها المهدي بن تومرت على أنقاض الدولة المرابطية في مراكش سنة 1121م وامتد سلطانها إلى الجزائر سنة 1130م، ثم إلى الأندلس.
الدولة الحفصية ( 1230-1573م)
تأسيس الدولة الحفصية :
ينتسب الحفصيون إلى أبي حفص عمر بن يحي الهنتاني أحد العشرة من أصحاب ابن تومرت. وكان أبو حفص معظما في الدولة المؤمنية وتولى ابنه عبد الواحد ولاية تونس سنة603هـ فكان له دور كبير في رد ثورة ابن غانية وتوفي سنة618هـ و اشتهر من أبنائه عبد الله المدعو أبو زكريا الذي ولي تونس من بعده . وفي سنة 628هـ فتح أبو زكريا قسنطينة و بجاية ثم فتح سنة 632 هـ الجزائر و الشلف و ألندلس الشرقية سنة635 وفتح تلمسان سنة640 هـ.
ولكن الحفصيون لم يحافظوا على هذا الإرث الذي ورثوه عن الدولة الموحدية بسبب ضعف قوتهم الحربية فانسلخت عنهم عدة مناطق .
الحكومة الحفصية :
الدولة الحفصية مستقلة استقلالا تاما و حكومتها بيد كبار الموحدين و عظماء الجاليات الأندلسية. وكان أبو زكريا الأول و ابنه المستنصر ملكين عظيمين أخضعا الثوار و حفظا الأمن ولكن من بعدهما غمرت الفتن حتى ضعفت الدولة وكان ملوك الحفصيين يدعون أمير المؤمنين لإرثهم الخلافة عن بني عبد الواد وسقوط بغداد أيامهم.
الولاة الحفصيون يتخذون الحجاب و الوزراء و الكتاب كالملوك.
الجيش: للدولة جيش جيش من زناتة و صنهاجة و النصارى وتستنفر في الحرب أولياءها و ورعاياها من العرب و البربر و حالها في البحر ضعيف لضعف حالتها الاقتصادية.
علاقاتهم بالممالك المجاورة:
للحفصيين علاقات حسنة مع ملوك مصر و السودان وحاولوا تحسين علاقاتهم بملوك أوروبا لكن هؤلاء لا عهد لهم .
و اقتدت الحكومة الحفصية بالدولة المؤمنية في جميع أنظمتها و ذكر الزركشي أن الحفصيين كانوا قديما لا يتركون القاضي في قضائه أكثر من عامين لوصية عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
الجزائر الحفصية:
الجزائر الحفصية هي عمالتا قسنطينة و الجزائر إلى مابعد مليانة شمالا و ما بعد ورقلة جنوبا إلا ما تغلبت عليه زناتة من بعد.
سقو ط الدولة الحفصية:
أسباب سقوطها: امتناع بداة العرب والبربرعن الجباية- قلة اهتمام الخلفاء بالدولة-و انقطاعهم لذاتهم الشخصية- وقوع الدولة الحفصية بين دولتين قويتين هما إسبانيا غربا والعثمانيون شرقا .
سقطت الدولة الحفصية على يد العثمانيين حيث استمال بربروس والي تونس محمد بن الحسن بالهدايا واتخذ من تونس قاعدة لمهاجمة بجاية و بقية السواحل التي احتلتها إسبانيا و سر به الحفصيون فوصل يده بأبي بكر وعبد العزيز أميري قسنطينة و القلعة واستدعته كتامة لاسترجاع جيجل فملكها سنة920 هـ و اتخذها مركز حركته ثم ملك الجزائر نة922 بعث بفتحها إلى السلطان سليم العثماني فولاه بها وكان ذلك أول قدم للدولة العثمانية بالجزائر.
وهكذا تكون الدولة الحفصية قد عاشت من627هـ(1230م) إلى 981 هـ(1573م)
الدولة المرينية ( 1269-1373م)
تأسيسها:
بنو مرين قوم من البدو كانوا أعزاء على الدولة المؤمنية ودخل بهم كبيرهم عبد الحق بن محيو تل المغرب الأقصى سنة610هـ على حين ضعف الدولةو أعلن الحرب عليهاسنة613 هـوقتل سنة 614 هـ فخلفه إبنه عثمان . يعتبر يعقوب إبن عبد الحق مؤسس الدولة فهو الذي فتح مراكش سنة668هـ وتلقب بأمير المؤمنين
حدودهاو عاصمتها:
كانت مملكة بني مرين تشتمل على المغرب الأقصى و جهات من الأندلس الإسلامية و عاصمتها فاس.
علاقاتها بالممالك المجاورة :
للحكومة المرينية علاقات ودية مع دول مصر و السودان وتونس و لكن أيام السلم مع الدولة الزيانية كانت قليلة
حكومتها وجيشها :
إقتفت الحكومة أثار الدول من قبلها في النظم الإدارية والقضائية والمالية و الحربية و أيامها ظهر البارود, و إستعمله يعقوب بن عبد الحق في حصار سجلماسة سنة672هـ
سقوطها :
لما أفضى الأمر إلى عبد الحق بن أبي سعيد عثمان ولى رئاسة دولته هارون اليهودي الذي ساء أثره في المسلمين فثاروا عليه وعلى سلطانه و قتلوهما سنة689هـ(1465) وبايعوا محمد بن علي الإدريسي و لكن محمد الشيخ الوطاسي إستولى على فاس سنة876هـو أعاد إليها ملك بني مرين فلم يزل الأمر للوطاسيين إلى أن تغلب على فاس محمد الشيخ السعدي سنة961هـ (1554م) فإنقرضت دولة بني مرين و خلفتها دولة السعديين .
بنو مرين بالجزائر:
الضغائن بين مرين و عبد الواد قديمة ناشئة عن الجوار في الموطن ثم في الملك و عن المنافسة في الإستقلال برئاسة زناتة فكثرت الحروب بينهما وكان القرن الثامن قرن حروب بين الدولتين و إنتهى بضعفهما معاو ضعفت معهما دولة غرناطة إذ كانت تستمد منهم عسكريا و ماليا و أدبيا فتقوى عليها الإسبان حتى قضى عليها ثم إشتدت وطأته على سواحل المغرب أجمع.
وبذلك تكون الدولة المرينية قد دامت من 657هـ (1259م) تاريخ تأسيسها على يد يعقوب إبن عبد الحق إلى869هـ(1465 م) تاريخ سقوطها
الدولة الزيانية (1236-1550م)
التعريف ببني زيان:
ينتمي بنو زيان الى بني عبد الواد أحد فروع قبيلة زناتة العظيمة وكان بنو عبد الواد يعيشون على الرعي و القنص في موطنهم الممتد من جبال سعيدة الى وادي ملوية .
و اشتهر رجالهم بالفروسية و النجدة و شيوخهم بالحكمة و الدهاء , وفي عهد الموحدين استقروا بنواحي تلمسان , وقاوموا دعوتهم في البداية فلما أدركوا قوة الموحدين و عظمتهم دخلوا في خدمتهم لعلمهم بأن المقاومة لا تجدي نفعا.
تأسيس الدولة الزيانية ( العبد الوادية 633 هـ /1235 م ):
لما دخل بنو زيان في خدمة الدولة الموحدية , خدموا باخلاص , و ساعدوها في حروبها فأبلوا بلاء حسنا كما شاركوا في إقامة عظمتها و مجدها . واعترفت بفضلهم عليها فأقطعتهم جهات تلمسان و أمرتهم عليها وكان ذلك في عهد شيخهم ( جابر بن يوسف ) .
وكان الإعتراف بجابر بن يوسف أميرا على تلمسان و أحوازها سنة 627 هـ - 1230م نواة لقيام الدولة الزيانية و حين آلت زعامة القبيلة الى البطل العظيم ( ايْغِمْرَ اسِنْ) بن زيان و رأى تدهور أحوال الموحدين وانفصال بني حفص عنهم اغتنم الفرصة لتحقيق حلم أسرته القديم في تأسيس ملك لهم فأعلن استفلاله بإمارته سنة 633 هـ-1235 م فكان لذلك مؤسس هذه الدولة العظيمة التي عاشت أكثر من ثلاثة قرون بين زوابع الفتن و أهوال الحروب.
العوامل المساعدة على قيام الدولة الزيانية:
من العوامل المساعدة على قيام الدولة الزيانية نذكر منها ما يأتي:
1-ضعف الموحدين بعد الهزيمة الكبرى التي منيوا بها في حصن العقاب بالأندلس أمام الإسبان و حلفائهم سنة 1212 م مما أدى الى عجزهم عن قمع الحركات الإنفصالية .
2-قوة قبيلة بني عبد الواد و تماسكها بفضل دهاء زعمائها ومرونتهم , الأمر الذي جعلهم يكسبون ولاء القبائل الأخرى بالإضافة إلى تهيئة ولاتهم للانفصال منذ وقت طويل بتنظيمها و إصلاح شؤونها , و حجب السلطة الموحدية عن أهلها حتى لم يبق لها قبيل الانفصال إلا الخطبة .
3- كان انفصال الحفصيين بتونس عن الموحدين مشجعا و دافعا لايْغَمْراسِن للإقتداء بهم في سبيل كسب المجد لأسرته , كما علمته الأحداث بأن بني مرين في طريق الانفصال و فتعجل الأمر قبل أن يقتسم الحفصيون و المرينيون بلاد المغرب العربي
4- مناعة تلمسان عاصمة الإمارة و هي من العوامل الهامة في قيام الدولة الزيانية
حدود الدولة الزيانية:
لم تكن حدود الدول الثلاث التي قامت على أنقاض الدولة الموحدية قارة بسبب ما كان بينهما من حروب مستمرة على زعامة المغرب , وبسط النفوذ على كامل التراب الموحدي . فكل واحدة منهن ترى بأنها أحق بخلافة الموحدين , و نتيجة لذلك كان النفوذ الحفصي يمتد أحيانا إلى المغرب الأقصى كما كان النفوذ المريني يمتد إلى تونس أحيانا أخرى , و كانت الدولة الزيانية بينهما تتمدد و تتقلص حسب الظروف , ولكنها في الغالب كانت تتمدد من الجرجرة شرقا إلى وادي ملوية غربا
نظام حكمها و عاصمتها:
كان حكم بني زيان ملكيا وراثيا مطلقا, ويلقب ملكها بأمير المؤمنين ، وغالبا ما يتولى العرش
بعهد من سابقه , يجمع كل السلطات في يده وكانت منزلة الحاجب أقرب المنازل إليه, و تأتي بعدها منزلة الوزراء والقضاة وصاحب الشرطة و المحتسب فقادة الحاميات و شيوخ القبائل .
واتخذ الزيانيون من تلمسان عاصمة لهم .
سياسة بني زيان مع المملكتين الحفصية والمرينية :
كانت العلاقة بين الجارات الثلاث علاقة حرب وعداء في اغلب الأوقات, وكانت العداوة بين بني زيان و بين بني مرين أشد استحكاما .
لجأت المملكة الزيانية إلى انتهاج سياسة المحافظة على توازن القوى
بين الجارتين حتى لا تطغى واحدة على الأخريين ، فكانت تميل إلى جارتها الشرقية أحيانا و أحيانا أخرى إلى جارتها الغربية.
مع مسلمي الأندلس:
كانت علاقة بني زيان مع مسلمي الأندلس علاقة أخوية متين
و شعرو بما يتهدد إخوانهم في الأندلس من أخطار . فكان الزيانيون يمدون المضطهدين في الأندلس سنويا بالمساعدات المالية و العسكرية , ويستقبلون الذين يلجأون إليهم وييسرون لهم سبل العيش و الحياة الكريمة.
وهذا ما أدى إلى تزايد حقد الإسبان و البرتغال على المغرب الإسلامي ويتحول إلى حملات عنيفة على كل سواحله .
العثمانيون في1518 م ثم الفرنسيون 1830 حت 1962م
الجزائر في العهد العثماني:دخل العثمانيون بلادنا في حدود 1515م بطلب من سكانها لمساعدتها من التحرشات الإسبانية التي كانت تطال الشواطئ.
وقد كانت الجزائر بين القرنين السادس عشر والثامن عشر مستقرة ولها سمعة دولية، ولكن الأمور تغيرت مع بداية القرن التاسع عشر حيث قامت الثورة الصناعية في أوروبا وبدأ التوازن يختل بين الشرق الإسلامي والغرب المسيدي في جميع الموازين، وقد تحولت الجزائر إلى جمهورية عسكريةتحت حكم الدايات، والحقيقة أن بلادنا لم تعد خاضعة للدولة العثمانية إلا اسميا منذ 1659 بعد انقلاب خليل آغا على حكم الباشوات، وأصبح الوالي يعين في القصبة وهي دار السلطان بمدينة الجزائر عاصمة الأيالة
............................................................................
ـ ينظر محمد الطمار ـ تاريخ الأدب الجزائري، ص28
وللموضوع بقية وإثراء
ساحة النقاش