مستشارك النفسى و الأسرى ( د. أحمد شلبى)

موقع للارشاد النفسى للمتميزين وذوي الإعاقة والعاديين

 

لقد كان الإسلام نوراً و"ملاذاً" للعالمين عامة ولأصحاب الإعاقة بخاصة ويظهر ذلك في :

الجوانب الاعتقادية والجوانب السلوكية :-

فمن حيث المعتقدات:-

  • لقد كرم الإسلام الإنسان بكل صوره وأشكاله : صحيحاً ومعوقاً ، سليماً و مريضاً : ( وَلَقَدْ كَرَّمنا بَني آدَمَ وَحَمَلناهُم في البَرِّ والبَحرِ ورَزَقناهُم مِنَ الطَيِّباتِ وفَضَّلْناهُم على كَثيرٍ ممَّن خَلَقنا تَفْضيلاً)  الإسراء: ٧٠  .
  • وأشار إلى أن النفس البشرية بكل صورها الصاعدة والهابطة ، السليمة والمعاقة ، خلق من خلق الله : (وَنَفْسٍ وَما سوَّاها ) الشمس: ٧   .

كما أنها مزودة بكل الإمكانات التى تعينها على السير في طريق الخير والشر (فأَلهَمَها فُجُورَها وَتَقُواها)  الشمس: ٨  .

  • كما أزال الإسلام الكثير من المعتقدات الخاطئة كلعنة الآلهة والاتصال بالشياطين فكل مولود يولد على الفطرة ، والأسرة ووسائل التنشئة الاجتماعية كالروضه والمدرسة والمسجد وغيرها هم الذين يشكلونه حيث يقول الرسول الكريم : ( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه ) "رواه البخاري وأحمد " .
  • وأيضاً أقر الإسلام مبدأ المساواة بين جميع الناس بغض النظر عن الجنس أو اللون أو العنصر وجعل أفضلية الإنسان بعلمه وعطائه وتقواه فورد في القرآن الكريم ": ( يأ أيُها النَّاسُ إنَّا خَلَقْناكُم مِنْ ذَكَرٍ وأُنثى وجَعَلْناكُم شُعُوباً وقَبائِلَ لِتَعارَفوا إنَّ أكْرَمَكُم عِنْدَ الله أتْقاكُم ... ) الحجرات: ١٣  . وأشار الرسول صلي الله عليه وسلم إلي أن الناس سواسية حيث قال : ( ألا إن ربكم واحد ألا لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى ) رواه : أحمد .

كذلك رفع " القرآن الكريم " الحرج عن ذوي الظروف الخاصة : ( لَيْسَ عَلَى الأعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى المَرِيضِ حَرَجٌ . . . . .  ) سورة النور الآية (61 ) .

  • وغير الرسول الكريم المبدأ الخاطيء والذي كان يذهب إلى ضرورة التخلص من أصحاب الإعاقات والمرضى وغيرهم لأنهم سيضعفون المجتمع حيث جعلـهم سبباً للقـوة والنصر له وذلك فـي قوله : ( هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم ) "رواه أحمد"
  • كما صحح " القرآن الكريم " المفاهيم حول الإعاقة حيث قرر أن العمى الظاهري ليس هو العمى الحقيقي وإنما العمى هـو عمى البصيرة : (إنَّها لا تَعمَى الأبصارُ ولَكِن تَعمى القُلوبُ التي في الصُّدورِ )  الحج: ٤٦

 وعلى المستوى التطبيقي :

حرص القرآن الكريم والرسول العظيم " على تكريم أصحاب الإعاقات و توجيههم والأخذ بأيديهم ، وهذه بعض الإشارات إلى ذلك :

‌أ.    فيما يتعلق بأصحاب الظروف البصرية الخاصة : أخبر الرسول صلي الله عليه وسلم فما يروي عن " رب العزة " في الحديث القدسي الشريف : ( من أذهبت حبيبتيه فصبر واحتسب لم أرض له جزاء دون الجنة ) رواه : الترمذي وأحمد .

وجعل من الأعمال المؤدية إلى دخول الجنة كذلك مساعدة الأعمى وإيصاله إلى المكان الذي يرغب في الوصول إليه.

وقد سجل " القرآن الكريم " عتابه للرسول صلي الله عليه وسلم " على انشغاله بدعوة بعض وجهاء قريش عن سؤال طرحه أعمى وهو سيدنا عبد الله بن أم مكتوم حيث ( عَبَسَ وَتولَّى * أنْ جاءَه الأعْمى * وما يُدريكَ لَعَلَّه يزَّكَّى * أو يَذَّكَّرُ فَتَنفَعُهُ الذِّكرى *)  عبس: ١ - ٤

فكان " الرسول صلي الله عليه وسلم " حين يقابل ابن أم مكتوم يلقاه قائلا له "أهلا  بمن عاتبني فيه ربي" ، وقد عينه مؤذناً لمسجده الشريف ، وبلغ من علو شأن صاحب الإعاقة في صدر الإسلام أن النبي الكريم عين ابن أم مكتوم مرتين أميراً على المدينة المنورة عاصمة الخلافة الإسلامية عند خروجه للغزو والحرب : رواه أبو داود وأحمد .

‌ب.  أما بالنسبة للإعاقة الحركية : فقد أذن النبي صلي الله عليه وسلم " بالجهاد لأحد المعاقين حركياً – وكان مسموحاً له بألا يجاهد – حين أخبره أنه يريد أن يطأ بعرجته هذه أرض الجنة فحقق له النبي رغبته واستشهد هذا الصحابي بالفعل أثناء الغزو .

‌ج.   وبالنسبة لأصحاب الظروف الذهنية الخاصة : فقد روي أنه كانت هناك امرأة تعاني من قصور ذهني وكانت تحب أن يقضي لها " الرسول الكريم " حوائجها فكان يأخذها " صلي الله عليه وسلم " ويسير بها شوارع المدينة حتى تقضي كل ما تحتاج إليه ثم تعود إلى منزلها .

وفي عهد الخلافة الراشدة رأى أمير المؤمنين " عمر بن الخطاب " رضي الله عنه " رجلاً مبتور اليد نتيجة إصابته في إحدى الحروب فأمر له بخادم يخدمه وبدابة يركبها وبراتب من بيت مال المسلمين , وعندما كان سائراً في إحدى الطرقات وجد رجلاً مسناً متكئاً على عصاه لا يستطيع السير ويتكفف الناس وكان من غير المسلمين فلما سأله وعلم بسوء حاله أمر له بمعاش وقال : ( أنأكل شبابه ونترك شيبته ) .

‌د.   وفي عصر الدولتين الأموية والعباسية : أكدت دراسات وتجارب بعض المربين المسلمين أمثال " الشيخ الرئيس ابن سينا " في كتابه " القوانين " فاعلية العسل في علاج كثافة القرنية وعتامة عدسة العين نظراً لأحتوائه أملاح معدنية كثيرة كالكالسيوم والصوديوم والبوتاسيوم والحديد والكبريت والفوسفور واليود وغيرها .

ولقد كان من آثار الرعاية التربوية التي كفلها الإسلام لأصحاب الظروف الخاصة أن بعضاً منهم سواء كانوا شعراء وأدباء أصحاب إعاقة أو موهوبين  قد ذاع صيتهم وتبؤوا مكانه عالية ونذكر منهم على سبيل المثال : الأعمى النظيلي ، والبردونى ، وثابت قطنه ، وأبو راشد الضني ، وأبو العباس الأعمي ، وأبو الحسن علي بن حيالة ، والفضل بن جعفر ، وبشار بن برد ، وأبو العلاء المعري وغيرهم : ( لطفي بركات أحمد : مرجع سابق ) . 

 

ولذا فما أحوجنا إلى استيعاب هذه النظرة الإنسانية السامية وتمثل تلك التصرفات الراقية ونحن نتعامل مع أصحاب الظروف الخاصة.

 

إعداد: د.أحمد مصطفى شلبي

E-mail : [email protected]

mostsharkalnafsi

بقلم د. أحمد مصطفى شلبي [email protected]

ساحة النقاش

د.أحمد مصطفى شلبي

mostsharkalnafsi
• حصل علي الماجستير من قسم الصحة النفسية بكلية التربية جامعة عين شمس في مجال الإرشاد الأسري والنمو الإنساني ثم على دكتوراه الفلسفة في التربية تخصص صحة نفسية في مجال الإرشاد و التوجيه النفسي و تعديل السلوك . • عمل محاضراً بكلية التربية النوعية و المعهد العالي للخدمة الاجتماعية . »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

368,255