في ورقة العمل التي تقدم بها د. أحمد مصطفى شلبي إلى المؤتمر السابع للتمكين الثقافي لذوي الاحتياجات الخاصة
والذي انعقد في يومي 16 و17 ديسمبر 2015 ، وأقامته الإدارة العامة للتمكين الثقافي لذوي الاحتياجات الخاصة التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة تحت عنوان :
" قضايا الإعاقة في مصر ( الحقوق ، التحديات ، التنمية )
بين بريق الشعار وبطء القرار "
في ورقته طالب د: أحمد بأن ننحي المصطلحات سيئة السمعة التي تستخدم في مجال الإعاقة الذنية ونلقي بها في سلة المهملات ،، مثل : المتخلفون عقليا ، التخلف العقلي ، المعتوهون ، البله ، الحمقى ... الخ ،
لأنها مصطلحات غير دقيقة من الناحية العلمية والنفسية والواقعية ، ونستخدم مكانها - في بحوثنا ومؤتمراتنا ومناهجنا وتعملاتنا - مصطلحات لا تحدث ألما نفسيا لصاحب الإعاقة ولا لأسرته ، وذلك مثل : أصحاب الإعاقة الذهنية ، أصحاب الظروف الذهنية الخاصة ، ذوو القدرات الذهنية الكامنة ، أبناء التربية الفكرية ... الخ ،وذلك لاعتبارات منها :
<!--أن هذه الفئات وإن كانت تعاني من قصور في بعض القدرات التي تقيسها اختبارات الذكاء المتوفرة لنا الآن إلا أن الواقع قد أثبت أنهم يتمتعون بقدرات ذهنية وجسمية أخرى كامنة مكنت بعضهم – على سبيل المثال – أن يحققوا لمصر 23 ميدالية متنوعة في أولمبياد سيدنى بأستراليا عام 2000 م الأمر الذى عجز عنه أقرانهم من العاديين.
ولا شك أن الذى أدى بهم إلى ذلك قدرات كامنة لم نكتشف معظمها عندهم حتى الآن .
<!-- إنني لا أتهمهم بالتخلف العقلي وإنما اتهم اختبارات الذكاء المتاحة بين أيدينا الآن بالتخلف والعجز عن قياس قدراتهم الكامنة، وهذه حقيقة يدركها المتخصصون والمتعاملون مع اختبارات الذكاء فهي لا تقيس كل قدرات الإنسان المعرفية وإنما تقيس عدد قليل منها، وقد يقيس الاختبار الواحد قدرات في الطفولة ولا يقيسها مع تطور الإنسان في المراهقة والشباب، ومعظمها طبعات قديمة تحتاج إلى إعادة التقييم والتحديث .
<!-- كيف أتهم بالتخلف والإعاقة أناسا قاموا بعمل معارض للرسم والفنون التشكيلية يعجز عن القيام بها أمثالهم من العاديين.
<!-- وقد وصل منهم البعض إلى التفقه في العلم الذي حفظه لهم تراثنا الخالد مما دعا الجاحظ إلى أن يطلق عليهم (المعتوهون العلماء).
<!--حينما نتهم هذه الفئات بالتخلف والإعاقة فإننا نتهم أنفسنا بالتقصير فى توصيل الخدمات التربوية والنفسية والاجتماعية لهم وفى اكتشاف قدراتهم الذهنية والوجدانية والعقلية الإيجابية الكامنة.
لأجل ذلك كله وغيره آثرت أن أطلق عليهم أصحاب الإعاقة الذهنية أو أصحاب الظروف الذهنية الخاصة أو ذوو القدرات الذهنية الكامنة ، وقد سعدت بتبني المؤتمر توصية باستبدال مصطلح المتخلفين عقليا بمصطلح (أصحاب الإعاقة الذهنية).
ألا تتفق معي –عزيزي القارئ الكريم – أنه قد آن الأوان أن نترك هذه المصطلحات المحبطة ونستخدم ألفاظ ومصطلحات تبني ولا تهدم ، تدعم ولا تحبط حتى نجعل هذه الفئات وغيرها تنظر إلى الحياة بإيجابية ويكونوا شركاء فاعلين في عملية التنمية ؟ ولك ولهم خالص التحية.
د. أحمد مصطفى شلبي ، مستشار الصحة النفسية والإرشاد الأسري والتربوي.
ساحة النقاش