مستشارك النفسى و الأسرى ( د. أحمد شلبى)

موقع للارشاد النفسى للمتميزين وذوي الإعاقة والعاديين

ليس بخافٍ أثر الدراما والأفلام بأشكالها المختلفة على تربية الأطفال وكلنا يرى تعلق الأبناء - وبخاصة في سنين عمرهم الباكرة - بأفلام الكرتون ومسرح العرائس وأشباهها, وتشير الإحصاءات إلى أن حوالي 55% من المشاهد التي تعرضها أفلام الكرتون تروج للعنف و 30% منها تروج للجنس و لاشك أن هذه أرقام مخيفة تتطلب منا التوقف والنظر.

كما أننا نلحظ - في الآونة الأخيرة - تزايد المسرحيات والأفلام والتمثيليات التي تسخر من أبسط المبادئ التربوية التي تحكم العلاقة بين التلميذ و أستاذه ،وأبسط قواعد الاحترام من الأبناء للآباء ، ويمكنك بسهولة إذا فتشت في ذاكرتك أن تسترجع بعضها وإن كانت ما زالت ليست القاعدة إلا أنها تنذر بخطر عظيم.

وعلى الجانب الآخر نلحظ أن بعض التربويين مشغولين بكتبهم وأبحاثهم التي قد يكون الدافع إلى بعضها هو الحصول على حقهم في الترقية ،وقد لا يرى بعضها طريقه إلى النشر العام على حين يظل كثيرٌ منها حبيساً داخل أغلفة المجلات وعلى رفوف المكتبات ،ومع تقديرنا لقيمتها العلمية إلا أننا لا نجد لها أثراً ملموساً في واقع الحياة وبين الناس.

و بحثاً عن همزة الوصل التي تحدث التزاوج الشرعي بين الدراما والتربية وتقوم برأب الصدع و سد هذه الفجوة بينهما في خطوات عملية ،قمت بالتحاور مع أ.د.مختار يونس العميد السابق للمعهد العالي للسينما و أستاذ سينما الطفل.

 

وكان مما قال:هناك العديد من الخطوات التي يمكن اتخاذها للتعاون والتزاوج بين الدراما والتربية ,ومنها:

 

1-   إنشاء شعب للدراما التربوية بكليات التربية أو كليات التربية النوعية ومعاهد الطفولة والدراسات التربوية.

 

2-   إنشاء أقسام للدراما التربوية بمعاهد السينما ومعاهد الفنون و غيرها من الكليات و المعاهد المهتمة بدراما الطفل.

 

3-   إنشاء معهد لفنون الطفل يدرس فيه الطلبة المقررات التربوية جنباً إلى جنب مع المقررات الفنية و الأدبية بأشكالها المختلفة. 

 

4-   تيسير إعطاء منح داخلية للإعلامين و الفنانين الراغبين في الحصول على دراسات تكميلية من الكليات و المعاهد التربوية.

 

5-   إنشاء هيئة للمراجعة التربوية لتوجيه النصح للراغبين في العمل بالمجالات الفنية والإعلامية المتصلة بالطفولة وتقييم البرامج المقدمة لهم ،و إذا كان من المعمول به أن تراجع الأعمال الدرامية التاريخية تاريخياً، وأعمال الدراما الدينية من قبل الهيئات الدينية المختصة, فمن المنطقي أن تراجع الأعمال المقدمة للطفل تربوياً أيضاً.

 

6-   وحتى يتم ذلك فيمكن –من وجهة نظرنا—أن تستعين القنوات أو الهيئات العاملة في مجال البرامج و الفنون المقدمة للطفل بمرشد أو مشرف تربوي يقوم بالوظيفة السابقة.

 

7-   وأخيراً وليس بآخر فإن على الأسرة القيام بالدور الأكبر في ذلك و انتقاء ما يشاهد الأبناء فهي المهيمنة والموجهة لتصرفات الأبناء وهي المسئولة إذا حدث مالا يحمد عقباه –لا قدر الله- وهي الحريصة في المقام الأول على حياة أبنائها ومستقبلهم.

 

لأجل هذا كله علينا أن نسعى جميعاً إلى تحقيق ذلك و وضع هذه الخطوات العملية موضع التنفيذ حتى لا ندمر عقول أبنائنا ونفوسهم ونقضي على قيمهم وأخلاقهم فأبناؤنا هم أملنا لممستقبل أفضل وهم أغلى ما نمتلك في هذه الحياة.

 

بقلم د. أحمد مصطفى شلبي

Email:[email protected]

mostsharkalnafsi

بقلم د. أحمد مصطفى شلبي [email protected]

  • Currently 145/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
47 تصويتات / 1128 مشاهدة

ساحة النقاش

د.أحمد مصطفى شلبي

mostsharkalnafsi
• حصل علي الماجستير من قسم الصحة النفسية بكلية التربية جامعة عين شمس في مجال الإرشاد الأسري والنمو الإنساني ثم على دكتوراه الفلسفة في التربية تخصص صحة نفسية في مجال الإرشاد و التوجيه النفسي و تعديل السلوك . • عمل محاضراً بكلية التربية النوعية و المعهد العالي للخدمة الاجتماعية . »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

365,700