بقلم : المستشار د. أحمد مصطفى شلبي
يا عين جُودي بالدموع وودعي
بيتا طهور الساح والنسمات
فيه ملائكةٌ كرامٌ وحولهُ
تُهدي تحايا اللهِ والرَحَمات
والكعبةُ الغَرَّاءُ تسطعُ شامخة
قِبْلَةٌ مُوَحِدَةٌ وللعالمين ضياء
بها نطوف مع الحمائم نرتوي
وهل تشبع الأَنْجُمُ من الطوفان
وتشير إلى الحجر السعيد مكبرا
ويا سعد من قبل أو صافح ولو لحظات
وترفع أكف الضراعة داعيا
ويالها من فرصةٍ لِتَقَبُلِ الدعوات
وأمام حِجْرِ إسماعيلَ تَذْكُرُ قِصَتَه
وأباه وَتُصَلِ في مقامه ركعات
تلهج بكل الشكر لربك وخالقك
أن وفقك وحباك بهذه الخطوات
وما أجمل صوت المؤذن مناديا
عليك وكأنما يهبط من السموات
وللذكر والقرآن طعمٌ مميزٌ
وصلاة واحدة بآلافٍ من الصلوات
والآي تتلى وكأنما قد أنزلت
في التَوِّ غَضَّةً وبأجمل الأص وات
وزمزم تسري بين أضلعك شافية
بإذن الله للكربات والداءات
وإذ تصعد إلى جبل الصفا مرددا
ما ورد من أذكارٍ وما شئت من دعوات
ثم تنزل ماشيا فمهرولا فماشيا
متعجبا لهمة كاتبة الصفحات
ثم اصعد إلى المروة ذاكرا وداعيا
ومكررا ذلك في السبعة أشواط
وحين تقصص شعرك محلقا أو مقصرا
فسل موْلاكَ القبول لهذه القُرُبات
وأينما سرت ترى أشبه ملائكٍ
يقدمون ما ترجو من الخدمات
الماء والطعام والدواء مَوْفُورٌ
والكُلُّ يَتَسابَقُ إلى الخيرات
وفي الصحة والمشي والسعيِ قوةٌ
من أين لي ولك بهَذه الطاقات؟
وفي الوقت والنوم والأكل بركة
كأنك في روض من الجنات
ووالله إن القلب للفراق ليحزن
وإن النفس للرحيل لتألم
وما حيلةُ العين والقلبِ إلا
الدعاءُ وأن يسكبَاْ العبرات.
يا رب اكتب لنا عودا قريبا لِبَيتِكَ
ويسر لنا الأوقات والنفقات
وأسعدنا بزيارة مسجد حبيبك وأن
نقضي بروضتِهِ أجمل الأوقات
ثم نرجع سالمين غانمينَ لِأهلِنا
معنا الهدايا وأحلى الذكْرَيات
نفتح صفحة جديدة وضيئة من حياتنا
مشرقةً بالذكر وسائر الطاعات
وبارِك اللهم ما بقيَ من أعمارنا
ارزقنا الإخلاص وحسن إنفاق الأوقات
رفقة الصالحين والنظر إلى وجهك الكريم
مع أحبابنا في أعلى الجنات.
آمين آمين
والحمد لله رب العالمين.
ساحة النقاش