قائمة العار لأكاذيب المنافقين فى مذبحة التحرير

  بقلم   د. صفوت قابل    ٤/ ٢/ ٢٠١١

هناك قول مأثور يقول «الطبع غلاب» بمعنى إنه مهما حاول البعض التجمل وانتقاء الألفاظ إلا أن طبعهم سيفضحهم، وهو ما يحدث مع نظام مبارك، فرغم التصريحات بقبول ما حدث من شباب الثورة وأن عليهم العودة للمنازل حتى تعود عجلة العمل للدوران، إلا أن إصرار شباب الثورة على مطلبهم بسقوط النظام قد دفع مبارك إلى الإعلان عن بعض التعديلات الشكلية وعن عدم نيته الترشح من جديد للرئاسة، وهو ما اعتبره مساندو النظام كافيا لإنهاء هذه الثورة، ومع إصرار شباب الثورة على الصمود لتحقيق مطلبهم بإسقاط النظام ورحيل مبارك الآن وليس مستقبلا فلقد ظهر الوجه الحقيقى لهذا النظام وهو وجه البلطجة، حيث دفع ببلطجيته ومأجوريه ليقتحموا ميدان التحرير ومعهم الأحصنة والجمال ليعيدوا مشهدا من مشاهد القرون الوسطى، ومع فشلهم فى إخلاء الميدان من الثائرين رغم العدد الكبير من الضحايا وخروج كل القوى العالمية لتدين ما حدث، بل تطالب بسرعة رحيل مبارك، ووجد نظام البلطجة نفسه يضيف إلى فشله المزيد، فلم يعد أمامه إلا الاستعانة بمجموعة أخرى من البلطجية ولكنهم يستخدمون الكلمات بدلا من الهراوات ليخرجوا على الشعب بمجموعة من الأكاذيب والأقوال الخبيثة علها تؤثر فى الدعم لهؤلاء الثائرين فى ميدان التحرير، وهو ما يفرض علينا ليس التنبه لهذه الأكاذيب، فكلنا يعرف مدى كذبها ولكن علينا أن نصنع معا قائمة العار، حيث نرصد فيها كل الأسماء التى خرجت تتقيأ كذبا لنعمّم هذه القائمة على من لا يعرف وتكون باقية للمستقبل وصمة عار لمن خانوا أشقاءهم ورضوا بأن يكونوا أداة لنظام فاسد وباعوا ضمائرهم لقاء منصب أو مال:

١ - من أشد الأقوال خبثا تلك التى تقول بأن هناك مواجهة بين طرفين لكل منهما وجهة نظر، فهذا مع مبارك والآخر ضده، فهذا قول يحاول تبرير جريمته، فلماذا لم يتظاهر المؤيدون للرئيس سلميا ويجعلونا نرى عددهم ونسمع حجتهم، فالكل يعرف أن من يواجه المتظاهرين هم مجموعة من البلطجية الذين تم شراؤهم وإعدادهم لذلك، وأنهم لا علاقة لهم بالسياسة بل بمن يدفع لهم ويطلقهم كالكلاب المسعورة على أعدائه، والعالم كله يعرف ذلك حتى إن وزير الخارجية الألمانى طالب بوقف أعمال البلطجة ضد المتظاهرين، وهو ما يؤكد أن ما يحدث هو من نظام بلطجى وليس بلطجة نظام، فالفرق كبير، فهذا أصلا نظام من البلطجية ولكن بأشكال مختلفة، فهناك من ينتقى ألفاظه ويقول عبارات تتحدث عن الوطنية والمصلحة العامة بينما يفعل عكس ذلك، وهناك من لا يهتم بأن يظهر بوجهه القبيح ولا يأبه بما يقال عنه.

٢ – كذلك ممن يجب علينا أن نضعهم فى قائمة العار هؤلاء الذين يخرجون على الفضائيات ويكتبون فى الصحف ويتباكون على مصر وما هى مُقْدِمة عليه من حرب أهلية، فهذا نوع ثانٍ من المنافقين والخونة فهل من يقوم أخيرا لينتفض ضد الظلم يحاولون إسكاته بدعوى أنها الحرب الأهلية، بينما عليهم إدانة النظام الذى يدفع ببلطجيته ليواجه شعبه، وعليهم بدلا من محاولة فك الاشتباك بين المجرم والضحية أن يطلبوا من مجرمى النظام التوقف عما يفعلونه.

٣ – ومن الأقاويل التى لا تستحق رداً بل القرف والتقزز ممن يقولونها هؤلاء الذين خرجوا ليقولوا إن الدول الاستعمارية هى التى تقف ضد مبارك وتطالب بتنحيته وهى أمريكا وبريطانيا وفرنسا، ويحاولون تصوير الأمر على أنه لمواقف مبارك الوطنية تحاول هذه الدول الاستعمارية تنحيته، أليس هؤلاء هم أصدقاء مبارك الذى كان يتباهى بصداقاتهم، وأليس هؤلاء من كانوا يتغنون بصداقتهم ويطالبون الشعب بتأييد المواقف التابعة لهم، الآن أصبحوا أعداء مبارك ويصورونه على أنه بطل يتصدى لهم، والأمر ليس كما يصورونه فهذه الدول لها مصالحها التى كان مبارك يضمنها لهم، والآن بعد أن ثار عليه شعبه أصبح عبئا عليهم، ولأنهم لا يريدون خسارة مصر، فهم على استعداد للتضحية به فى سبيل أن يجىء متعاون آخر أكثر قبولا من الشعب، وهو ما حدث مع شاه إيران والكثيرين من الحكام الطغاة وآخرهم رئيس تونس، وسينضم مبارك إلى هذه القائمة فلم ينفعه الأمريكان، ويطالبون بتغييره الآن وليس فى سبتمبر - كما يريد.

٤- وكما هو معروف فإن أوقات الشدائد تبين من يثبت ومن يتراجع، ومن هؤلاء أصحاب ذلك البيان الذى وقعه عدد من الأسماء المعروفة للدعوة إلى ضمان سلامة شباب مصر المتجمع للتظاهر السلمى، وأن هذا العنف لن يؤدى إلا إلى المزيد من الاحتقان السياسى، فهذا بيان من الضعف بحيث لا يليق بأسماء من وقعوه، فكل ما فعلوه هو نوع من الشفقة على هؤلاء المتظاهرين الذين طالبوا بضمان سلامتهم، لماذا لم يستخدموا قوة أسمائهم لإدانة هذا النظام الذى أطلق زبانيته على هؤلاء المتظاهرين، وعن أى احتقان سياسى يتكلمون، وكأن ما يحدث مجرد مناورات كلامية ومشادات لفظية بين المعارضين والمؤيدين وليس جريمة تصفية لشباب ثاروا على مهانة وطنهم.

علينا كمواطنين أن نحدد موقفنا من كل هؤلاء ولنضع قائمة العار لكل هؤلاء الذين أُطلقوا علينا بالأكاذيب وتبرير الجرائم، حتى تكون هذه القائمة مرجعيتنا عندما يسقط النظام ويغير هؤلاء المنافقين جلودهم ويبدأون فى ادعاء البطولة ومهاجمة النظام الذى يدافعون عنه الآن، علينا ألا ننسى هؤلاء ومواقفهم ونلفظهم ونرفض الاستماع لهم أو قراءتهم، فهم أكثر ضرراً من نظام بلطجى واضح فيما يفعل، وإن لم نستطع أن نحاسبهم فإننا نقدر على أن نحتقرهم.

  • Currently 47/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
14 تصويتات / 146 مشاهدة
نشرت فى 4 فبراير 2011 بواسطة mohammed012

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

32,661