روعة الإحساس

كنا نسير للأمام أو هكذا كنا نظن فنظرنا نكتشف ما قطعناه وجدنا أنفسنا نسير للخلف وفقدنا ما إحتويناه

<!--

<!--<!--

 

 

انطلقت كالسيل تركض خلفه...أشاحت بذراعيها لتضيق عليه عبوره من الحارة الضيقة... مددت ذراعيها في الهواء وانحنت تقتنصه مرق من بين فخذيها بسبب ساقيها المنفرجين لكن تعثر في ثوبه وتكوم خلفها فتكومت فوقه، أطبقت بأسنانها على كتفه، أخذ يصرخ وهو يشيح بذراعه محاولا الخلاص منها، هوت بيديها على صدغه ثم كدمته بين ضلوعه رفسته بعرقوبها بين فخذيه، أخذ يسعل ويبصق دما من حلقه...عانقها متوسلا.. أمسكت بياقته وجرجرته خلفها..جاءت بأخته الصغيرة ووضعتها في حجرة واختلسته بنظر محذرة أنيتركها ويذهب ليلعب....

أشعلت الوابور ووضعت فوقه الإبريق، تركته ودخلت خصها وحجرها مملوء بحبوب الذرة تملأ فمها بالحب ثم تفتح بأناملها منقار البط وتنفث في فمه بالحب حتى تنتفخ صدوره ثم تكرر ذلك بالماء... تتحثث صدر البط وتقليه داخل الخص.. دفس ذكر البط منقاره بين نهديها كان منقاره باردا أحست بقشعريرة تسري في جسدها تمنت لو بقي بمنقاره مدة أطول لكنه انتزع منقاره ودفسه في حجرها المملوء بالحب، مرق ذكر البط من حجرها خلف بطة كان يطاردها أخذ يعدو خلفها وهو يبح.... كانت الأخرى تبح وكأنها تستغيث من فحولته توارت منه أسفل (العشه) أخذ يمط عنقه يمينا ويسارا باحثا عنها ، سرعان ما أدركها فهرول خلفها وتسلقها وهي مسترخية تحته، أخذ بمنقاره يضغط على رأسها أرقدت خدها على راحة يدها تتأمل....،وضعت يدها بين شق نهديها وأخرجت زجاجة حقن (بنسلين) مملوءة بالكحل ومررت المرواد بين جفنيها أرجعت الزجاجة الي مرقدها، وأخرجت قطعة مرآة صغيرة ونظرت إلى عينيها المكحلتين وإلى شفتيها الغليظتين فأطبقت عليهما وأسبلت عينيها، تسلل خارج البيت مغافلا وجودها في الخص... أسلم ساقه للريح حتى وصل إلى الترعة رأوه الصغار خلعوا ملابسهم وتراشقت أجسادهم في الماء تجرد هو الآخر من ملابسه وهو ببدنه في الماء غاص طويلا ثم خرج ووجهه مغمور بالطين لاصطدامه بقاع الترعة رج وجهه بالماء تحثث بدن صاحبه الطري المبلل ثم حواه بين ذراعيه ألصق البطن بالظهر وأخذ يتراقص تجلجل ضحكاتهم الماء انفلت ثانية ثم غاص في الماء و غاصوا خلفه....... أخذ البخار يتصاعد من الإبريق وسرعان مايتلاشى أثر امتزاجه بهواء السقيفة الطري وصفير يخرج من أجناب غطاء الإبريق المتراقص...

أخذت تحبو تحاملت الصغيرة بذراعيها على ركبتيها محاولة الوقوف تطاولت يدها على الإبريق فانسكب انكفأ الوابور على أجنابه وأخذ يقطر الجاز من محبسه تحول إلى كتلة نار ملتهبة...صرخت الصغيرة... هرولت من خصها تطاير الحب من حجرها، كما تطاير البط من الخص، سكبت الماء على الوابور بصعوبة أطفأت النار.... عادت تبحث عن صغيرها ظنت أنه يختبئ في ذريبة شملول قذفت الباب بساقيها حتى وصلت إلى (الشونه) المملوءة بالتبن....  شملول يقبض بأسنانه على طرف الجوال وبيده يمسك الطرف الآخر وباليد الأخرى يزيح التبن في حلق الجوال المظلم، رمق الكحل في عينيها.. تذكرت الكحل والمرآة الصغيرة بين نهديها.. تذكرت ذكر البط سقط الجوال من يديه قذف باب الشونة بمؤخرة قدمه..عتمة حلت بالمكان لا تكاد تبصر لكنها تحس بهدير أنفاسه اللاهثة.. ركض أشياء تتكسر.. عنف.. بعد لحظات خرج يلهث وخرجت تتصبب من العرق.... تحاملت بثقلها على الطبلية.... شبت فوقها ومدت يديها في جوف (الجرة) المعلقة في منتصف السقيفة وأخرجت السكين وهرولت إلى الخص.. نظرت الى ذكر البط .. دماء كلون الشمس المريضة عند الغروب... أخذ يتقافز رغم انفصال رأسه عن جسده... غرست السكين في الدم المتراشق على الأرض فانطرح ساكنا، ثم انحدرت إلى البطة أخذت تركض بقدميها ضغطت بفخذيها على صدر البطة وأمسكت رقبتها ومررت السكين، ودت لو تذبح كل كائنات الدار قذفت السكين فوق الخص كما قذفتها في (الطشت) وأخذت تنتف ريشها.. أخرجت المرآة من صدرها ونظرت إلى وجهها آثار أنياب في رقبتها وتلطخ وجهها بالكحل الممزوج بالدموع ودت لو تنفجر بالبكاء...دخل يتسلل بثوبه المبلول رآها تحوي (الطشت) بين فخذيها التصق بالحائط ونظر إليها بعينين نادمتين، ابتسمت بمرارة أسرع وارتمى بين ضلوعها انفجرت بالبكاء وهي تدفن وجهها في رأس ابنها المبللة بالماء الممزوج برائحة السمك والطحالب.

 

mohamedzeinsap

كتبنا وكنا نظن أننا نكتب وقرأت ما كتبنا أكتب تعليقك ربما يكون نافلة القول التى تقيمنا إنتقد أو بارك أفكارنا لربما أنرت لنا ضروبا كانت مظلمة عنا أو ربما أصلحت شأننا أو دفعتنا لإصلاح شأن الآخرين

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 779 مشاهدة
نشرت فى 10 أكتوبر 2012 بواسطة mohamedzeinsap

محمد زين العابدين

mohamedzeinsap
نحن نتناول إحساسك ومشاعرك وغربتك نكتب لك ..... وتكتب لنا فى السياسة والادب والشعر والقصة والسيرة والدين نحن هنا من أجلك و...... ومن أجلنا لكى نقاوم حتى نعيش بأنفاسنا المحتضرة وآمالنا المنكسرة وآحلامنا البعيدة نحن المتغربين بين أوطانهم والهائمون فى ديارهم »

عدد زيارات الموقع

131,843

تسجيل الدخول

ابحث

ذاكرة تغفل..... ولكن لا تنسى




في قريتنا الشئ الوحيد الذي نتساوى فيه مع البشر هو أن الشمس تشرق علينا من الشرق وتغرب علينا من الغرب نتلقى أخبار من حولنا من ثرثرة المارين بنا في رحلاتهم المجهولة نرتمي بين حضن الجبل يزاحمنا الرعاة والبدو الأطفال عندنا حفاة يلعبون والرجال عند العصارى يلقون جثثهم أمام البيوت على (حُصر ) صُنعت من الحلف وهو نبات قاسى وجاف والنساء ( يبركن بجوارهم ( يغزلن الصوف أو يغسلن أوعيتهم البدائية حتى كبرنا واكتشفنا بأن الدنيا لم تعد كما كانت .... ولم يعد الدفء هو ذاك الوطن.......... كلنا غرباء نرحل داخل أنفسنا ونغوص في الأعماق نبحث عن شئ إفتقدناه ولا نعرفه فنرجع بلا شئ .. قريتنا ياسادة لا عنوان لها و لا خريطة ولا ملامح وكائناتها لا تُسمع أحد نحن يا سادة خارج حدودالحياة في بطن الجبل حيث لا هوية ولا انتماء معاناتنا كنوز يتاجر بها الأغراب وأحلامنا تجارة تستهوى عشاق الرق وآدميتنا مفردات لا حروف ولا كلمات لها ولا أسطرتُكتب عليها ولا أقلام تخطها نحن يا سادة نعشق المطر ولا نعرف معنى الوطن نهرب إلى الفضاء لضيق الحدود وكثرة السدود والإهمال... معاناتنا كنز للهواة وأمراضنا نحن موطنها لا تبارحنا إلا إلى القبور ... وفقرنا حكر احتكرناه ونأبى تصديره نحن أخطاء الماضي وخطيئة الحاضر ووكائنات غير مرغوب فيها...طلاب المجد نحن سلالمهم وطلاب الشهرة نحن لغتهم ... نحن يا سادة سلعة قابلة للإتجار بها ولاقيمة لها .. نحن مواطنون بلا وطن