بقلم: د. عصام العريان

 

 

كشفت الحملة الإعلامية الأخيرة خلال الأسبوعين الماضيين، والتي قادتها جريدة (الأهرام)، ومعها الصحف المستقلة وصحف لجنة السياسات ما تحاول السلطات المصرية ستره من أبعاد قضية التنظيم الدولي للإخوان المسلمين.

 

اتضح للجميع أن الهدف هو "مواصلة خنق قطاع غزة"، و"إحكام الحصار على أهل غزة"، و"السعي بجدية للعب الدور المطلوب في تصفية القضية الفلسطينية".

 

لقد كتب المحللون والمراقبون طويلاً حول أسباب هذه الهجمة الأمنية القاسية، والتي طالت رموزًا مهمةً وطنيةً ومحل تقديرٍ وإعجاب كل القوى السياسية؛ مثل د. عبد المنعم أبو الفتوح، ود. جمال عبد السلام، وغيرهم، وذهبتُ مع غيري من المراقبين إلى أسبابٍ محلية وأخرى إقليمية، فإذا بالجهاز الإعلامي الأمني في وزارة الداخلية يشرح لنا في العريضة الطويلة التي وزَّعها على صحفييه، فقاموا بنشرها كما هي دون تعديلاتٍ في معظم الصحف الأسباب الحقيقية المخفية، والتي جاءت كلها مضحكةً ومبكيةً في آنٍ واحد.

 

تدور التهم جميعًا حول محورين:

 

الأول: جمع تبرعات لصالح الشعب الفلسطيني في أوروبا بالذات.

الثاني: توصيل هذه التبرعات إلى قطاع غزة عبر جهات الإغاثة الإنسانية.

 

وهذه تهم- إن صحت- فإنها بمثابة وسام شرف لمَن يقوم بها، ورفع للحرج عن الشعب المصري كله الذي أصبحت حكومته متهمةً بإحكام حصار الموت على المليون ونصف المليون إنسان تحت القصف المتوالي على حدود مصر الشرقية.

 

أما الحديث عن "غسيل الأموال" و"تهريب أموال"؛ فهذا يستطيع أي إنسانٍ أن يتأكد من "كذبه" عندما يسأل النظام المصري سؤالاً واحدًا: لماذا ترفض الحكومة والأجهزة باستمرار فتح المعبر الوحيد لإيصال المعونات إلى غزة؟!.

 

ولماذا تترك الحكومة المعونات المقدمة من الشعب المصري وغيره من شعوب وحكومات العالم العربي والغربي نهبًا للسرقة في مخازن بدائية في مدينة العريش؟!

 

ولماذا لا تسأل الحكومة أجهزتها الأمنية في غزة أو أهالي غزة أنفسهم أو الحكومة الشرعية في القطاع سؤالاً واحدًا: هل تصل المعونات أم لا؟!

 

وهناك ما هو أبسط: لماذا لا يسأل الجميع أنفسهم كيف صمد القطاع المحاصر طوال هذه الشهور والسنوات في وجه الحصار الظالم الذي يشارك العرب فيه إذا لم يكن بفضل تلك المعونات الإغاثية التي تصل بالقطارة؟!.

 

عندما يكون تركيز مذكرة التحريات التي تسابقت كل هذه الصحف في نشرها، كما تتسابق لتقديم الأفلام الجديدة التي تتنافس على شباك التذاكر، ويا للأسف فإن التأليف والإخراج والسيناريو من النوع الهابط الذي لا يلقى قبولاً ولا نجاحًا.

 

عندما يكون التركيز الكامل على الدعم الذي يقدمه الإخوان في العالم للشعب الفلسطيني فإن ذلك يُثير عدةَ نقاط:

 

أولها: أن ذلك لا يؤدي بالتالي إلى الحديث عن "تنظيم دولي"؛ لأن "جورج جالاوي" يقوم بذلك بإحراج أكبر للنظام في مصر، ولم يتم ضمه إلى القضية المنظورة.

 

ثانيًا: أن الإخوان لا ينكرون أنهم ينسقون ويتعاونون مع كل الهيئات والجمعيات الإسلامية والإنسانية في القضايا ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

 

ثالثًا: أن معظم المتهمين من خارج مصر صرَّحوا وأكدَّوا بأن تلك الاتهامات المضحكة شرفٌ لهم ووسامٌ على صدورهم، وأنهم يرحبون بمحاكم عادلة طبيعية أمام قضاء طبيعي ولو دولي لفضح الممارسات اللإنسانية التي يمارسها حكام عرب ونظم دولية ضد الشعب الفلسطيني.

 

رابعًا: أن مصر كلها استاءت وغضبت- خاصةً مصر الرسمية- من الاتهامات التي طالتها خلال "حرب غزة" من أنها تساهم في المجهود الحربي الصهيوني؛ فإذا بتلك القضية تقول للعالم كله: إن مصر بالفعل متورطة مع مخططٍ كبيرٍ ليس لمحاصرة غزة فقط، وإنما لتصفية القضية الفلسطينية، والسؤال: لماذا تحاسب مصر أشخاصًا قاموا بأنشطة إغاثية إنسانية خارج مصر، ولا تترك ذلك

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 73 مشاهدة
نشرت فى 10 يونيو 2011 بواسطة mohamedmedhat1

ساحة النقاش

محمد مدحت عمار

mohamedmedhat1
طالب فى الاعدادى واحب الاسلام وهوايتى الكمبيوتر والمقالات والنت و كاتب صغير »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

43,497