كتب:

هناك هجوم شديد جدًّا في هذه الأيام على جماعة الإخوان! ولست مكلفًا بالردِّ على هذا الهجوم، ولكن قلمي وقلبي طلبا مني شرح أسباب حبِّي لهذه الجماعة، وارتباطي بها منذ سنة 1976م عندما دخلت مجلة "الدعوة"، الناطقة باسمهم، وحتى هذه اللحظة، وأقدِّم لحضرتك مفردات حبي في نقاط محددة:

١- يوجد في الإخوان شيء غير موجود في أي جماعة ولا حزب، فهم يرفعون شعار: أصلح نفسك وادع غيرك.. يعني عليك قبل أن تعظ الناس وتخطب فيهم أن ترتقي بنفسك أولًا، وتعمل على إصلاح عيوبك، فأنت المدعي والمدعى عليه أو وكيل النيابة والمتهم معًا!! وإذا كنت غير قادر على إصلاح الكون فيكفيك شرفًا أن تصلح نفسك، وتكون قدوة، وتدعو غيرك إلى الالتزام بالدين بأخلاقك الحلوة! وقد أفادني هذا المبدأ جدًّا جدًّا في حياتي.

٢- منذ عودة الإخوان إلى الحياة السياسية في عهد السادات- رحمه الله- سنة 1971م وحتى سنة 2011م، يعني أربعين سنة كاملة، لم ينسب إليهم حادث إرهابي واحد، برغم كثرة الاتهامات الظالمة التي لُفِّقَت لهم، والمحاكم الاستثنائية التي وقفوا أمامها، فهم جماعة تدعو إلى مبادئها بالحكمة والموعظة الحسنة، بالرغم من الظلم الذي وقع عليهم، وكان من الطبيعي أن أحبهم وأنا الإنسان الذي يكره العنف.

٣- كانوا دومًا قوة أساسية في مواجهة كل ظالم! وتنظيم الإخوان الذي تمَّ ضبطه سنة 1965م يستحق تعظيم سلام، فهم قد تصدوا لعبد الناصر في عز جبروته، ورغم علاقتهم الطيبة بالسادات في سنواته الأولى، إلا أنهم انقلبوا عليه عندما أصبح فرعونًا، خاصة بعد اتفاقية الصلح مع العدو الصهيوني، ولعبوا دورًا أساسيًّا في معارضته، وفي عهد الرئيس المخلوع مبارك كان الإخوان القوة الأولى التي يخشاها، وفي عهده اعتقل الآلاف من أبناء الجماعة، وقدَّم قادتهم إلى محاكمات عسكرية ظالمة.

٤- هناك مثل شعبي يقول: "تعرف فلان؟ وهل عاشرته؟" وإذا كنت لم تعاشره فأنت لا تعلم عنه شيئًا، حتى ولو كان صديقًا لك! وكاتب هذه السطور اختلط بقادة الجماعة سنوات طويلة؛ حيث كانت عجلة الدعوة التي أعمل بها في مقرِّ مكتب الإرشاد ذاته؛ ولذلك عرفتهم عن قرب، ووجدت فيهم نماذج رائعة في التعامل الإنساني، وتعلمت منهم الكثير.

٥- كنت دومًا عند الإخوان "فرخة بكشك" وعاملني المرشدون الستة الذين اختلطت بهم ابتداءً من عمر التلمساني- رحمه الله- وحتى المرشد الحالي الدكتور محمد بديع معاملة خاصة، وأعطوني حرية واسعة في التحرك والانطلاق، حتى ولو خالفت رأي الجماعة لأسبابي الخاصة، وكان آخر نموذج لذلك ذهابي إلى التحرير يوم جمعة الغضب، التي قاطعها الإخوان، وقبل ذلك قلت: لا في الاستفتاء الشهير الذي جرى قبل بضعة أشهر، وفي مقابل ذلك احترمت تلك الحرية تمامًا، فلم أسئ إليهم يومًا، وقلت دومًا عندما أخالفهم هذا رأيي الشخصي، وأحترم رأي الإخوان، ولم أحاول قط إثارة البلبلة في الصف، بل على العكس كنت حريصًا على الانتظام تمامًا في صفوف الإخوان كعضو عامل، وتمت ترقيتي حتى أصبحت نقيب أسرة.. وأقول لمن لا يعرف: إن الأسر الإخوانية هي أساس الكيان الذي تقوم عليه جماعة الإخوان، ودور النقيب بالغ الأهمية.

٦- الجماعات الإسلامية المتشددة ترى الديمقراطية بدعة والفن حرامًا!! وتدعو إلى التقشف في الحياة الدنيا، والإخوان غير ذلك، ولأنها جماعة نشأت بين رواد المقاهي على يد مؤسسها "حسن البنا" عليه ألف رحمة، فهي تنتمي إلى المجتمع المدني الذي يحترم الشريعة.. تراها في قلب الحياة السياسية ودومًا احتمت بالفن النظيف، وتعمل على الجمع بين الدين والدنيا معًا! وعرفت أصدقاء في الإخوان آخر شياكة في مظهرهم، وصدق القرآن الكريم: ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنْ الرِّزْقِ﴾ (الأعراف: من الآية 32).

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 94 مشاهدة
نشرت فى 10 يونيو 2011 بواسطة mohamedmedhat1

ساحة النقاش

محمد مدحت عمار

mohamedmedhat1
طالب فى الاعدادى واحب الاسلام وهوايتى الكمبيوتر والمقالات والنت و كاتب صغير »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

43,641