ألاحظ ويلاحظ الكثيرون الافتعال الواضح فى الأحداث الطائفية الأخيرة فالحقيقة أن المنحنى البيانى لتصاعد الأحداث كان حادا بشكل مستغرب بلا مقدمات حقيقية تبرر مثل هذا التصادم  بشكل منطقى.

والحقيقة أن من اختار التيار السلفى ليكون المتهم الرئيسى فى أحداث العنف الطائفى قد أحسن الاختيار لعدد من الأسباب أولها أنه تيار يشتهر بالتشدد بما فى ذلك فتاواه بما يتعلق بالأقباط فيسهل إلصاق التهم به وتشويه صورته عند الغالبية العظمى من العوام وثانيها أنه تيار فكرى فحسب ولا يحمل سمة التنظيم والمركزية التى يتسم بها الإخوان فيصبح استقصاء الحقائق من خلال مشايخ هذا التيار ضربا من المستحيل لكون أفراده لا تربطهم ببعضهم البعض روابط تنظيمية فمن الصعب أن يجد قيادات التيار السلفى ومشايخه من يثقون به لنقل الأحداث بشكل واضح وثالثها أن قوته الإعلامية فى نفى ما يلتصق به من تهم شديدة الضعف فقد سمع الكل عن حادثة قطع أذن القبطى بيد السلفيين غير أنهم لم يسمعوا أن السلفيين أبرياء بشكل كبير من هذه التهمة.

هناك أيضا شئ آخر فهذا التيار منتشر بشكل ما فيكاد لا يخلو شارع من رجل ملتحى وسيدة منتقبة ولا سيما الأماكن التى اتخذها منفذوا الجرائم الطائفية مسرحا لهم فهى أماكن تكتظ بالسلفيين ولها فى ذاكرة الناس سمعة سوداء فى أحداث التطرف الإسلامى فمن منا لم يسمع عن "جمهورية إمبابة" التى استعادتها الحكومة من المتطرفيين من الجهاد والجماعة الإسلامية بما يشبه المعارك؟

وأنا هنا لا أحاول تبرئة هذا التيار فربما يكون قد تم التغرير ببعض أفراده فعلا واشتركوا فى الأحداث فأقول أننى لا أحاول التبرئة بقدر ما أحاول توضيح صورة غائبة ليس أكثر فلا أريد أن تأخذ بعضنا الحمية فى الإدانة قبل ظهور دلائل حقيقية تدين أشخاصا بعينهم.

إننى كمواطن مصرى أطالب بمحاكمة كل من اشترك فى هذه الأحداث سواء بالفعل أو التحريض كما أطالب إخواننا من الأقباط بألا يتقوقعوا حول أنفسهم وألا يحددوا أنفسهم بأساليب متصلبة فالمصيبة تخص كل مصرى ولا تخصكم وحدكم.

إن السبيل الأمثل هو وأد هذه الفتن فى مهدها هو العقاب السريع والحاسم  لكل من تسول له نفسه العبث بمقدرات أبناء هذا الوطن كما ينبغى معالجة الأسباب أيضا فخضوع الكل بشكل عادل للقانون يمثل الضمانة الحقيقية ضد أى تعصب..إن التعصب منشئه فى بعض الأحيان إحساس بالظلم وعدم المساواة أو العدل فى المعاملة عند صاحبه فيجب أن يقضى على مثل هذه الأمور.

إن هناك قضايا معلقة بين المسلمين والأقباط  تسبب توترا شديدا وحساسية  بالغة بين الطرفين ومنها قضية كاميليا شحاته ووفاء قسطنطين والحل الأمثل هو إثبات سيادة الدولة على كل مواطنيها وعلى المؤسسة الكنسية والأزهر أيضا فلا ينبغى أن يتعمق إحساس عند أحد الأطراف أن الطرف الآخر فوق القانون أو أنه يستطيع تحديه.

لذلك ففى رأيي إن تلبية السيدة كاميليا لاستدعاء النيابة سيكون له أبلغ الأثر فى تهدئة الأجواء فإن كانت مسيحية فليعاقب من أثار الشائعات عن إسلامها واحتجازها وإن كانت مسلمة وتم احتجازها فليعاقب من احتجزها وليكن هذا هو القول الفصل فى هذا الأمر.

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 50 مشاهدة
نشرت فى 9 يونيو 2011 بواسطة mohamedmedhat1

ساحة النقاش

محمد مدحت عمار

mohamedmedhat1
طالب فى الاعدادى واحب الاسلام وهوايتى الكمبيوتر والمقالات والنت و كاتب صغير »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

46,914