لقد نجح النظام البائد فى تسليط الأضواء فى وسائل الإعلام المختلفة على الجوانب الذى اعتقد أنها تنال من الإخوان مثل النظام الخاص أو التنظيم السرى كما يطلق عليه إعلاميا وحادث مقتل الخازندار والنقراشى ،وعلاقة الإخوان بالسراى والإنجليز وأحزاب الأقلية إلى غير ذلك من الموضوعات التى كان يتم توظفيها لخدمة أهدافه السياسية فى تشويه صورة الإخوان وتاريخهم ، كما عمل على رسم وترسيخ صورة ذهنية سلبية عنهم بحيث تتداعى وتقفزالى الذهن عند ذكرهم أو الحديث عنهم ، ولذلك تجد هذه الأيام وبعد الثورة وفى ظل أجواء الحرية ومع استضافة بعض رموز الإخوان فى الفضائيات بصفة خاصة نجد الست المذيعة وقد فغر فوها  وارتسمت على  وجهها علامات الدهشة وهى تردد معقوله..إنت من الاخوان ، ويؤكد لها الضيف ويكاد يقسم على أن مايقوله هو فكر ونهج  الإخوان  وليس فكره الشخصى ومع ذلك يبدوا عليها علامات عدم التصديق ( الظاهر هى أدرى !!! )


لذلك لم أستغرب من حالة الدهشة الشديدة التى صاحبت إعلان د محمد بديع المرشد العام للإخوان عن تكوين ناد رياضى والمنافسة على بطولة الدورى والكاس والتعليقات التى صاحبت هذا الخبر على الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعى والتى تعكس الصورة السلبية التى حاول النظام ترسيخها فى الأذهان ، ولازلت أذكر المقالة التى هاجم فيها إبراهيم سعده -  أثناء رئاسته لتحرير أحبار اليوم  - الإخوان وقد صاحب المقال رسم يصور أحد الملتحين فى إشارة للإخوان وهو يحاول هدم مبنى الإذاعة والتلفزيون فى محاولة لترسيخ فكرة معاداة الإخوان للفنون ، وأن وصولهم للسلطة سيجعل حياة الناس جحيما لايطاق.


لقد عمل حسن البنا على وضع أسس المشروع الحضارى الإسلامى فى صورة عملية من خلال تقديم النموذج العملى  على أرض الواقع بدلا من الدخول فى جدال مع أصحاب الاتجاهات الأخرى مطالبا بشغل الناس بالفكرة الصحيحة عن الفكرة الباطلة
وقد رافق الجماعة منذ نشأتها عام 1928إنشاء المؤسسات والمشاريع المختلفة التى ترسخ الفكر الإسلامى بكل شموله فقد صاحب إنشاء مسجد الإخوان فى الإسماعيلية إنشاء معهد حراء لتعليم البنين ومدرسة أمهات المؤمنين لتعليم البنات ،وفى كل شعب الإخوان أنشئت المدارس والمعاهد  ولجان المصالحات ولجان الصدقات ولجان الخدمة العامة من تنظيف وإضاءة الشوارع وترميم المساجد إلى غير ذلك من الخدمات


ومع نمو وانتشار الجماعة اتسع نشاطها ليشمل جميع الميادين ففى مجال الصحة تم إنشاء العديد من المستشفيات والمستوصفات على مستوى القطر تحت رعاية القسم الطبى بالجماعة ،وفى المجال الرياضى اهتم الاخوان بالكشافة والجوالة وأنشئوا عشرات الفرق الرياضية فى الألعاب المختلفة وشاركوا فى البطولات التى تنظمها الاتحادات الرياضية ، وحققوا بعض البطولات فى الألعاب الفردية ،وفى مجال التعليم أنشاوا العديد من المدارس فى المراحل التعليمية المختلفة وكذلك أنشاوا مدارس ليلية لتعليم الفلاحين والعمال وساهموا فى مشاريع محو الأمية ،وفى المجال الاقتصادى أنشاوا العديد من الشركات وعملوا على دعم الاقتصاد الوطنى الذى كان يسيطر عليه الأجانب واليهود ، وفى المجال الفنى كان للإخوان فرقتهم المسرحية التى عرضت العديد من مسرحياتهم وكا ن يتولى هذا الملف عبد الرحمن الساعاتى شقيق حسن البنا الذى كان يكتب هذه المسرحيات التى عرض بعضها فى الأوبرا وأذاعتها الإذاعة المصرية وقد عمل فى هذه المسرحيات بعض الفنانين الذين ذاع صيتهم بعد ذلك ومن أشهرهم عبد المنعم مدبولى وعبد البديع العربى ومحمد السبع وغيرهم ,كما كان حسن البنا على علاقة بالفنان حسين صدقى الذى عرف بالتزامه وأعماله الهادفة وقد نصحه سيد قطب بالاستمرار فى العمل الفنى وتقديم الأعمال الهادفة وأوضح له حاجة الحركة الإسلامية للفن الإسلامى


إن هذه مجرد إشارات سريعة لبعض نشاطات الإخوان فى مختلف  المجالات منذ إنشاء الجماعة  لذلك فإن الإعلان عن نادى للإخوان وتكوين فرق مسرحية ،ونشاط الإخوان فى خدمة مجتمعهم من حملات نظافة وقوافل طبية وغير ذلك ليس بجديد على الإخوان بل هو وصل ماانقطع فى عصر الظلم والاستبداد
بل إن رسالة الإخوان لم تنقطع فى عهد النظام البائد رغم كل التضييق والاضطهاد الذى كان يمارسه ضد الإخوان والذى كان يحد من نشاطهم ويحاول حصاره فى أضيق حدود فكان للإخوان نشاطهم الطبى من خلال الجمعية الطبية الإسلامية التى تقدم خدماتها الطبية من خلال 22 فرعا وقد أقدم النظام البائد على جريمة  هدم مستشفى الجمعية فى مدينة نصر والذى تكلف 40 مليون جنيه أواخر عام 2009 بحجة عدم الترخيص بالرغم من أن الموضوع كان مطروحا على القضاء كما حارب النظام السابق المدارس التابعة للإخوان وأقدم على حل مجالس إدارتها ،وقد كون الإخوان أيضا فرق للأناشيد وقدموا بعض المسرحيات من خلال نقابة المهندسين وبالجملة فإن نشاط الإخوان لم يتوقف فى حدود المساحة التى كان يمكن العمل من خلالها


وقد ترجم حزب الحرية والعدالة فى برنامجه هذه المعانى فعلى سبيل المثال وفى مجال الفنون - والتى يعتقد الكثيرون ممن يجهلون فكر ومواقف الإخوان أن الإخوان يعادونها -   أكد البرنامج على تشجيع صناعة السينما على المستويين المعنوى والمادى وتشجيع وتبنى المواهب الشبابية الجديدة والتوسع فى إنشاء دور السينما فى مختلف محافظات مصر كما أكد البرنامج على الارتقاء بمستوى المسلسلات والأفلام
التى تمارس دورها فى نشر القيم الرفيعة والامتناع عن الأعمال الهابطة والمثيرة للغرائز
وأود أن أذكر الأخوة الذين يتحدثون عن حرية الإبداع  وأنه لاينبغى وجود أى قيود على الفن أن إيران التى تراعى النواحى الأخلاقية(التى يعتبرها البعض قيودا ) فى أعمالها الفنية تشارك بقوة  فى المهرجانات الدولية وعلى رأسها مهرجان كان السينمائى وتحصد الجوائز العالمية فى الوقت الذى لاتستطيع مصر مجرد المشاركة فى المسابقة الرسمية لمهرجان كان


  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 30 مشاهدة
نشرت فى 7 يونيو 2011 بواسطة mohamedmedhat1

ساحة النقاش

محمد مدحت عمار

mohamedmedhat1
طالب فى الاعدادى واحب الاسلام وهوايتى الكمبيوتر والمقالات والنت و كاتب صغير »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

43,790