من وحي الإسراء و المعراج
المقال الثالثأمة الإسلام رائدة الامم
بقلم النائب اسامة جادو
ينتابني شعور بالمسئولية الكبرى كلما تذكرت احداث الإسراء و المعراج، فيما يتعلق بمكانة الامة الإسلامية و منزلتها بين الامم ، فهي الأمة الوسط ، والشاهدة و هي خير امة أخرجت للناس ، نقرأ صفحة من صفحات الإسراء تجدد عند الامة و تذكرها بمسئوليتها العالمية ، وسطور هذه الصفحة تخبرنا أن الله تعالى جمع كل الانبياء و المرسلين من لدن آدم ( عليه السلام ) حتى عيسى بن مريم ( عليه السلام ) و حشدهم في بيت المقدس ليكونوا في إستقبال رسول الله (صلى الله عليه و سلم ) فعن ابن مسعود (رضي الله عنه ) عن النبي (صلى الله عليه و سلم ) قال : ( ثم دخلت المسجد ( المسجد الاقصى )فعرفت النبيين من بين قائم و راكع و ساجد ، ثم أقيمت الصلاة فأممتهم ..) و في حديث انس بن مالك (رضي الله عنه ) : ( فلما ألبث إلا يسيراً حتى إجتمع ناس كثير ، ثم أذن مؤذن، فأقيمت الصلاة فقمنا صفوفاً ننتظر من يؤمنا ، فأخذ بيدي جبريل فقدمني فصليت بهم ...)و ليس بخاف أن إمامة النبي ( صلى الله عليه و سلم ) لجميع من سبقه من الانبياء و المرسلين ( عليهم الصلاة و السلام) و إنما هي دلالة على مكانته و فضله ، فهو ( صلى الله عليه و سلم ) سيد ولد آدم و لا فخر .و نتامل معاً هذا الدرس و نؤكد ان إمامة النبي ( صلى الله عليه و سلم ) و صلاته ركعتين بالنبين و المرسلين ثابتة و كانت هذه الإمامة إقراراً مبيناً بأن الإسلام كلمة الله الأخيرة إلى خلقه أخذت تمامها على يد محمد ( صلى الله عليه و سلم ) . و هي تعني الإنتقال بالقيادة الروحية في العالم من امة إلى أمة و من بلد إلى بلد.يقول الشهيد سيد قطب رحمه الله :إن الإسلام هو المنهج الإلهي للبشرية في صورته الأخيرة ، سبقته صور منه تناسب أطواراً معينة في تاريخ البشرية تمهد كلها لهذه الصورة الأخيرة الخاتمة و في سورة الصف يذكر الله تعالى رسالة موسى و أمة اليهود التي أؤتمنت على قيادة البشرية في وقتها ، ويقرر الله تعالى أن اليهود إنحرفوا عن الرسالة و منهج الله و لم يعودوا امناء على دين الله في الأرض ( و إذا قال موسى لقومه يا قوم لم تؤذونني و قد تعلمون أني رسول الله إليكم فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم و الله لا يهدي القوم الفاسقين ) سورة الصف (5)إذن فقد إنتهت قوامة اليهود على دين الله ،ولم يعودواأمناء عليه منذ زاغوا فأزاغ الله قلوبهم ، و منذ ضلوا فأضلهم الله ومن ثم يذكر الله رسالة عيسى ليقرر أنه جاء إمتداداً لرسالة موسى و مصدقاً لما بين يديه من التوراة .و ممهداً للرسالة الخاتمة و مبشراً برسولها محمد و إذ قال (صلى الله عليه و سلم ) (عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقاً لما بين يدي من التوراة و مبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين)ولم تنصلح امة اليهود على يد موسى و لم تنصلح على يد عيسى عليهما السلام . فجاء محمد ( صلى الله عليه و سلم ) ليتسلم الراية من النبين أجمعين و لتتولى امته قيادة البشرية و أستاذية العالم و ريادة الكون ، كما عبر عنها الإمام البنا و قد جعلها هدفاً من أهداف الدعوة .أمل عظيم يراود خيال و عقل المؤمنين ووقاع امتنا الإسلامية المر الاليم بعيد كل البعد عن هذا الأمل و بينها و بين هذا الامل فجوة عظيمة . ولن تصل الامة إلى أملها المنشود إلا إذا إجتازت هذه الفجوةو عبرت ألامها إلى آمالها بجهدها . ما أحوجنا - كي نسد هذه الفجوة - إلى كل طاقة و جهد و وقت كي نحقق أملنا ، نحن في حاجة إلى تكاتف الجهود ووحدة الصف و صفاء النفوس حتى نصل إلى غايتنا .- كفانا خلافات و كفانا تضييعاً للوقت و الجهد و الفرص ، كفانا إعاقة لمسيرة الحركة الإسلامية .- إن الخلاف الفقهي الذي بين أيدينا خلاف موروث و ليس خلاف محدثا ، إختلف فيه صحابة نبينا و سلفنا الصالح حين إختلفوا لم يتفرقوا و تفرقنا اليوم .ما احوجنا ان نلتف حول منهجنا و مسترشدين بقاعدة المنار الذهبية التي رفعها الإمام البنا (فلنتعاون على ما اتفقنا عليه و ليعذر بعضنا بعضاً فيما إختلفنا فيه ) - فلنتعاون و لنتكاتف حتى يكون منا الفرد المسلم و البيت المسلم و المجتمع المسلم و الحكومة المسلمة و الدولة المسلمة و لنتعاون حتى تعود الخلافة الراشدة إلى مكان الريادة و لتتبوء الامة مكان الصدارة بين الامم و نكون بحق ( خير امة اخرجت للناس )
اسامة جادو
ساحة النقاش