يوما بعد يوم يؤكد قضاة مصر أنهم حماة الحق والعدل والحرية , وانهم سدنة العدالة الأوفياء, وان الشعب المصرى لم يكن مخطئاً حين تعلقت اماله وتطلع للقضاء المصرى الشامخ وهتف ( ان فى مصر قضاة لا يخشون إلا الله ) يأتى الحكم الصادر اليوم فى الدعوى التى أقامها اساتذة جامعة القاهرة لإلغاء الحرس الجامعى التابع لوزارة الداخلية ليؤكد من جديد أن القضاء المصرى هو حصن منيع من حصون الحريات وملاذ آمن للمواطن المصرى حين تنتهك حرياته وتضيع حقوقه
هذا الحكم انتصار للدستور المصرى الذى اكد على ان التعليم حق تكفله الدولة , وان الدولة تكفل استقلال الجامعات ومراكز البحث العلمى كما ورد ذلك فى المادة (18 من الدستور ) وأن حرية الرأى مكفولة , وأن لكل إنسان التعبير عن رأيه ونشره بالقول أو الكتابة أو التصوير او غير ذلك من وسائل التعبيركما ورد فى المادة (47 من الدستور )وكذلك ما نص عليه فى المادة (49 ) من ان الدولة تكفل للمواطنين حرية البحث العلمى والإبداع الأدبى والفنى والثقافى ,وتوفر وسائل التشجيع اللازمة لتحقيق ذلك
وقد كانت هذه الحقوق مهددة فى ظل وجود الحرس الجامعى الذى انشأته وزارة الداخلية ولم يكن للجامعة سيطرة عليه بل كانت التبعية كاملة لوزارة الداخلية ,سياسة واوامر وتعليمات ووهذا الوضع أثر تأثيرا شديدا على الوضاع داخل الجامعات المصرية كلها بلا استثناء , وعان الطلاب وكذلك اساتذتهم من وجود الحرس ورمزيته البوليسية وتدخلاته المستمرة ,ولم يسلم من ذلك شئ حتى تعيين المعيدين وترقيات وانتقالات الأساتذة وتحركات الجميع تحت السيطرة لتتحول الجامعة فى نهاية المطاف إلىثكنة عسكرية او الى مركز من مراكز البوليس
فى ظل وجود الحرس الجامعى باتت الحقوق الدستورية للمواطنين مهددة ومنقوصة , ويأتى هذا الحكم التاريخى ليعيد الأمور الى مسارهاالصحيح وحفاظاً على الحقوق العامة التى كفلها الدستور ,وحماية لحريات المواطنين
ونأمل ان تتجاوب الجامعات المصرية مع منطوق الحكم ودلالاته فتبادر بإنشاء ادارة الأمن الجامعى تحت سيطرتها ووفقا لسياستها ويعمل وفق اوامرها بعيدا عن التبعية لوزارة الداخلية ليتأكد للجميع ان سيادة القانون أساس الحكم فى الدولة وأن الدولة تخضع للقانون
كل الإحترام والتقدير لقضاة مصر العظام الذين يسطرون بأحكامهم تاريخا مجيدا تفخر به امتنا عبر الأجيال , والتحية واجبة لكل من سعى لإحقاق الحق وإبطال التجاوزات والعدوان على الشرعية وفى مقدمتهم اساتذة جامعة القاهرة فلهم كل الشكر والتقدير
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 42 مشاهدة
نشرت فى 4 يونيو 2011 بواسطة mohamedmedhat1

ساحة النقاش

محمد مدحت عمار

mohamedmedhat1
طالب فى الاعدادى واحب الاسلام وهوايتى الكمبيوتر والمقالات والنت و كاتب صغير »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

43,671