الهجرة رحلة الحياة

 

1 - الايمان العجيب

هل من السهولة أن يترك المرِِْء أسرته وبيته وماله وتجارته وحياته التي نشأ فيها وترعرع عليها ؟ وما الدافع للاستمرار رغم التعب والصعاب والمشكلات ؟ في الوقت الذي تلوح أمامه مغريات الراحة والاسترخاء بسهولة ويسر ؟ إنه الايمان بالله الذى له ما فى السموات وما فى الأرض .. فهذه الصعاب لا يطيقها إلا مؤمن … فتدفعه الهمة وتستهويه الغاية الفاضلة … وهذا هو السر .. فنفروا جميعاً رجالاً ونساءً وأطفالاً وشباباً ، ملبين النداء :

 ( هاجروا الى حيث تعزون الاسلام وتؤمنون مستقبله )

فكما هاجر الرجال هاجرت النساء ، وعلى رأسهن أم سلمة التى هاجرت وحدها ، وكما تحمّل الرجال تحمّلت النساء , فهذه أسماء ذات النطاقين تسير بإيمانها , مع الرحلة خطوة خطوة , فهل نحن مؤمنون ؟

2 - المخلصون الأبرار

هذا الإيمان الذى تحرك لا فرق بين رجل وامرأة ، فالكل أخلصوا لله نواياهم ، وترفعت هممهم عن المآرب ، وتركوا المتاع الزائل والأمان الزائف ، واستهوتهم الغاية الفاضلةفي عالم ممتلأ بالصم والبكم ، فربطوا مستقبلهم بمستقبل الرسالة , وتبعوا صاحبها المهاجر العظيم المتجرد والمجاهد ، وهو يقول : ( قل هذه سبيلى أدعو الى الله على بصيرة , أنا ومن اتبعنى , وسبحان الله وما أنا من المشركين ) يوسف 108 , فهل نحن مخلصون ؟ .

3 - المتآمرون التعساء

مر العباس عم النبى ومعه أبو جهل بعد الهجرة فى شوارع مكة , فوجدوا الريح يصفر فى جنبات البيوت , فقال العباس متحسراً : أصبحت الديار خلاء من أهلها 00 فكان رد أبى جهل :  هذا من عمل ابن أخيك 00 فرق جماعتنا وشتت أمرنا وقطع بيننا !!   فمَنْ صاحبُ الجريمة ؟  ، إنهم يجرمون ويرمون الوزر على أكتاف غيرهم 00 ويقهرون المستضعفين ، فإذا أبوا الإستكانة , فإباؤهم هو سبب المشكلات ومصدر القلاقل !!! فهل نحن ثابتون ؟ .

 

4 - الربح الصافى

ناله صهيب الرومى وليس العربى , بتضحيته وتقواه .. حينما خيّره الكفار بين الهجرة وترك ماله ، وكان من أثرياء مكة ، فتخلى عن ماله فى سبيل عقيدته ، بينما هم تخلوا عن عقيدتهم فى سبيل المال ، عندما رأوا بريقه المبهر ، فمَن الرابح ومَن الخاسر ؟ الاجابة حملها قول النبى صلي الله عليه وسلم : ( ربح صهيب .. ربح صهيب .. ) فكان ذلك هو الربح الصافى , فهل نحن رابحون ؟ . 

5 - دموع الفرح

تقول عائشة رضى الله عنها تصف مشهد أبي بكر , عندما علم بالهجرة وصحبة النبى صلى الله عليه وسلم : ( فوالله ما شعرت قط قبل ذلك اليوم أن أحداً يبكي من الفرح , حتى رأيت أبا بكر يومئذ يبكى !! ) .

* فجاءت الدمعات ترسم خطوات رحلة الحياة من الأخذ بالأسباب , ثم التوكل على الله , ثم الحيطة والحذر , والمضى الي الغاية رغم العقبات , ثم الاستعانة بالله وحده , بخطة مرسومة الخطوات .

* وجاءت الدمعات تحدد رحلة الحياة , من الأمل والثقة , والعناية الربانية لمصير الرسالة , ومستقبل الحضارة .. وفى الغار الرد الإلهي على الدمعات الصادقة : ( يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما ) .

* وفى الطريق ، يهوى فرس سراقة , الذى جاء فى أول النهار - جاهداً عليهما – فإذا به يطلب الأمان شريطة أن يعمى عنهما ، ويتحول فى آخر النهار الي حارس لهما .

* وجاءت الدمعات : تعلن أن النصر آت رغم الصعاب  .. بالأمس نشهد مكة وهي تشهر سلاحها لتقتل النبى , واليوم المدينة تستقبله بالفرح والسرور والطرب ، ويدعو النبى صلي

المزيد

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 30 مشاهدة
نشرت فى 2 يونيو 2011 بواسطة mohamedmedhat1

ساحة النقاش

محمد مدحت عمار

mohamedmedhat1
طالب فى الاعدادى واحب الاسلام وهوايتى الكمبيوتر والمقالات والنت و كاتب صغير »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

43,846