الأسراء والمعراج ...حكاية إعلام مضاد للدعوة

 


كتب: أحمد شوقي صالح

لن أنكر أبدا أن سردي لهذه القصة النبوية ونحن في بداية شهر رجب لم يكن لمجرد السرد والثرثرة ؛إنما قصدت منه أن أوجه رسالة إلى أصحاب الدعوة لأوضح لهم كيف كان معظم الإعلام دوما - وأظن أنه سيظل - أداة للتشويش على الفكرة والدعوة ، سيظل أداة بيد  هؤلاء الذين يتشدقون بالديموقراطية قولا ليس فعلا ،فإن هي جاءت بما يخالف نواياهم تراهم يصفون الشعب بعدم النضج وقلة الوعي.
وحتى لا أطيل؛أبدأ في موضوعي مباشرة بتصوير المشهد السياسي الحاصل بعد عودة النبي من الرحلة فنرى بعض المتشدقين يستغلون منابرهم الإعلامية وبرامجهم الحوارية والموجودة بجوار الكعبة تراهم يصرخون ويسخرون ويقولون أن محمدا يدعي أنه ذهب إلى بيت المقدس ورجع في نفس الليلة فترى جلسائهم يضحكون ويسخرون بعلامات الدهشة وكأن لم ينسق معهم من قبل، كل ذلك من أجل اجبار المشاهد والمستمع من غيرهم أن يستقبل الخبر على وجه السخرية والانكار  ، وهم بذلك يريدون أن يؤثروا على فكر المشاهد والرأي العام ويشككوه فيما يقوله رسول الله .
ولا يسكتون عند هذا الحد ؛ بل ترى أحدهم يستضيف أحد أفراد الفكر المحمدي وهو أبو بكر الصديق في برنامجه على الهواء مباشرة وأمام جمع من الناس وكأنه يريد أن يصعقه بالخبر المفاجئ ليرى ردة فعله المفاجئة فتكون بمثابة الشرخ الذي يزعزع ثقة أفراد الصف بالقادة وتبعا تتزعزع ثقة الشارع والشعب في الفكرة بمجملها.
لكن الله خيب ظنهم وترى أبا بكر وهو يقول \"أن كان قالها فقد صدق\".
وقبل اكمال القصة يجب أن أقف عند ردة فعل هذا المفكر العبقري الذي فهم جيدا فكرته ووعي لمكائد هؤلاء فرد عليه برد لا يدينه ولا يدين فكرته فقال\"أن كان قالها...\" أي أنه لم يأخذ كلامهم بمحمل الصدق وإنما أرجع الأمر عليهم فهو بذلك يقول لهم انني لا أصدقككم ولكني أصدق قائدي.
وأبو بكر حين يقول ذلك فهو لم يقل كيف يصدر محمد تصريحا إعلاميا ولا يرجع إلى أفراد الجماعة؟ ، ولم يقل ايضا كيف لي لا أعلم بالخبر عن دعوتي إلا من الإعلام؟
كل ما فكر فيه هو أنه كيف يخرج من هذا الحوار الإعلامي رابحا لدعوته ومنتصرا لها غير مبالي بنفسه طالما أنه يثق في قيادته.
ولنكمل-فقد ذهب هؤلاء الذين يرفضون تدخل الله في شئون حياتهم وسياستهم الدنيوية إلى رسول الله نفسه كمحاولة أخيرة لتشويه صورته أمام المجتمع المكي؛فيسألوه عن تصريحاته الإعلامية الأخير ويطالبونه بتقديم الدلائل والبراهين على صدق قوله محاولين إيقاعه في الشَرك لولا يقظته-صلى الله عليه وسلم- وعون الله له لكونه يستعين بربه على كيدهم فرد عليه ردا قاطعا ومؤكدا كلامه بالدليل القطعي .
ومع ذلك كذبوه على الهواء مباشرة وقاموا يرفضون ما وصلت إليه المناظرة وكأنهم يقولون له \" لن نصدقك مهما فعلت\".
أما الدرس الأخير من هذا القصة المحمدية ؛ هو أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قد أخبرهم بأمر الإسراء فقط دون أن يذكر لهم خبر المعراج -وهو على يقين منه-فهو رأى أن الحديث في هذا الأمر وطرحه في الإعلام في ذلك الوقت لا يصح لأنه يصعب على عامة الناس تصديقه وتخيله ، فادخره -صلى الله عليه وسلم-لميعاد لاحق تكن الأمور قد اتضحت وأسست قواعد الديموقراطية الصحيحة غير المشوهه بعيدا عن إعلام مزيف وخادع ومنحاز بدرجة لا تحمد أبدا، وكما يقال \"ليس كل ما يعلم يقال وليس كل ما يقال جاء وقته وليس كل ماجاء وقته هذا مكانه\"
وجزاكم الله خيرا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المصدر: www.elbehira.com
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 28 مشاهدة
نشرت فى 2 يونيو 2011 بواسطة mohamedmedhat1

ساحة النقاش

محمد مدحت عمار

mohamedmedhat1
طالب فى الاعدادى واحب الاسلام وهوايتى الكمبيوتر والمقالات والنت و كاتب صغير »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

43,812