الياس توما
يخبر البروفيسور المقيم في الولايات المتحدة الياس توما بأن النساء يواجهن أزمة منتصف العمر بطرق مختلفة،حيث تحاول بعضهن حل كافة الإشكالات عبر الجراحة التجميلية.ويؤكد بأن النساء وعلى الرغم من أنهن لا يعشن فترة عوارض منتصف العمر بشكل دراماتيكي إلا أنهن لا يستطعن الإفلات من التداعيات النفسية الناجمة عنها.وتؤكد الطبيبة النفسية آنا ديفلين صعوبة تحديد العمر الذي تدخل فيه المرأة هذه المرحلة لانها اللحظة التي تبدأ فيها كل امرأة بتقييم حياتها ومقارنتها بما أرادت تحقيقه، وهو الأمر الذي يحل في وقت مختلف من امرأة إلى أخرى .وتشير أن تلك المظاهر قد تظهر عند البعض في سن الخامسة والعشرين في حين تظهر عند البعض الآخر من النساء في الخمسينيات من العمر .
ومن جهته يقول الطبيب روبرت بوتلير بان تراجع الشعور بالارتياح يبدأ على الأرجح نتيجة لتحديات منتصف العمر أي الفترة التي يتوقف فيها الناس كي يقيموا القضايا الأساسية في حياتهم مثل طرح السؤال هل نجحت بالفعل ؟هل زواجي جيد حقيقة ؟ أما التوقف عن طرح مثل هذه الأسئلة فيحدث بعد الدخول في مرحلة الستينيات من العمر .ويضيف بوتلير بان بداية الأزمة تتوقف على أسلوب الحياة المتبع وعلى نوعية الأحداث ففي حال زواج المرأة بوقت مبكر أو تحقيقها نجاحا مبكرا جدا في العمل فيمكن للأزمة أن تظهر لديها في الثلاثينيات أما عندما تبدأ عيش حياتها بمسؤولية فإنها تشعر بأزمة منتصف العمر في الخمسينيات ويمكن أحيانا أن تسرع في بدء الأزمة أحداث معينة مثل وفاة إنسان مقرب منها أو فقدان العمل أو حدوث طلاق أو ظهور مرض جدي وغيرها من الأسباب .
وينبه الطبيب النفسي التشيكي بافيل رجيتشان إلى انه وخلال أزمة منتصف العمر تظهر من جديد علائم المراهقة والمواضيع الكبيرة للذاتية ويتم السؤال عما سيتم فعله بالشريك الحياتي الأخر كي يتم العيش بشكل صادق وحيادي من دون انشطار وفي حال النجاح بالتأقلم مع الوضع حيث تمت خسارة الشباب وقبول الشيخوخة وحتمية الموت والذي يتم فيه الغوص بشكل أعمق ويبدأ البحث عن العالم الداخلي لكل شخص .وبالتوافق مع هذا التقييم يؤكد المختصون النفسيون بان الناس يبدؤون بالإدراك بان مرحلة أحلام الأطفال قد انتهت حقيقة كما انتهت الصرخات البطولية للنضج لتتبدد الأحلام حول الأبدية وأيضا العبارات المثالية من نوع لن ارتكب نفس الأخطاء التي وقع فيها أهلي وغيرها لأنه الواقع القاسي للنضج يظهر أمامهم .
وحسب الطبيبة ديفلين فان الأزمة تبدأ عندما يتملك الرجل والمرأة شعور بأنهم يعرفون أنفسهم وكيف ينظر المجتمع إليهم وانه توجد قوى خارجية لا يمكن السيطرة عليها أبدا وهذا الأمر يمثل جوهر أزمة الشخصية .ويخبر توما بأن أزمة منتصف العمر يمكن أن تكون مؤلمة بالنسبة لكثيرات غير أنها يمكن أن تشكل في نفس الوقت ما يمكن تسميته " بالرفسة " لهن وهذا الأمر هو الذي يميز أزمة منتصف العمر لدى الرجال و لدى النساء حيث تتعامل النساء مع هذا التغيير الحياتي بشكل أكثر ايجابية مع توقعات مضاعفة من الحياة في المستقبل.
وتصف الطبيبة سو شيلينبارغير الوضع الذي ينشا بأنه ممتع جدا قائلة بان هذه الأزمة عندما تحدث لدى النساء نتيجة لتجربة حياتية سلبية مثل الطلاق أو المرض أو استقلال الأولاد فان التغيير الذي يحدث لديهن بعد ذلك يكون وبشكل مفاجئ ايجابيا. وتضيف بأن النساء وخلال هذه الأزمة في اغلب الأحيان يدركن بان الوقت قد حان بعد ذلك للتفكير بأنفسهن وليس التفكير بسعادة الآخرين ولذلك يبدأن بشكل اكبر بالاهتمام بأنفسهن ويعطين الأولوية لهوايتهن قبل هوايات الآخرين الأمر الذي يدفعهن الى التقدم إلى موقع متقدم .ويحدث خلال عملية التقييم اصطدام النساء بالحياة الجنسية غير المرضية لهن وعدم المقدرة على تقبل جسد الشريك الحياتي المعمر والملل بشكل عام من الحياة معه.
ويشرح المختص بالقضايا الجنسية الطبيب راديم اوزل ما يجري للنساء في هذا المجال بالقول بان أزمة منتصف العمر لا تحدث من جراء ذاتها غير انه يوجد عامل فيزيولوجي واحد يمكن له أن يوقظ التوق النائم منذ فترة طويلة أو المفقود لديهن أما الحقنة التي تتضمن ماء الحياة فتكمن في تغيير الشريك الحياتي . ويضيف توما باختصار بأن النساء لا يشعرن بأنهن مسنات بعد كي يقبلن بممارسة الجنس أحيانا فقط ويشعرن فجأة بالحاجة بأنهن مطلوبات الأمر الذي لا يشعرن به لدى الأزواج بعد هذه السنين الطويلة ولهذا
بدأن البحث عن شباب ليس من اجل ممارسة الجنس معهم وإنما من اجل اللحظات الرومانسية ومن اجل ممارسة مختلف النشاطات الاجتماعية .
ولا تحتاج النساء دائما إلى شركاء حياة جدد للدخول في بدايات جديدة لأنهن يدركن بشكل جيد انه حتى مع الشريك الحياتي الجديد تعود العلاقة معه بعد فترة إلى المجاري القديمة ولهذا فإنهن يحاولن في البداية إحياء العلاقة القائمة ويبدأن بحماس جديد تنظيم أوقات الفراغ لأنفسهن ولأزواجهن وإعادة هيكلة قواعد التعايش المشترك أي يفعلن كل ما بوسعهن لإحياء العلاقات القائمة وفي حال استجابة الأزواج لهذه المحاولات فان ذلك يعتبر الضمان الأفضل للسير معا نحو المستقبل المشترك أما في حال عدم حصول ذلك فان النساء عادة يقفن أمام مفترق طرق أي إما البقاء في العلاقة أو الخروج منها ويضيف توما بأن النساء الضعيفات يغرقن عادة في حالة من الكآبة والاستسلام .
كيف تظهر الأزمة ؟
ــ الشعور الدائم بعدم الرضى من الحياة ومن العلاقة الزوجية والشعور بعدم السعادة والفراغ .ــ تبدأ بالنظر إلى العلاقة الزوجية على أنها هي سبب كل المشاكل وانه يؤرقها الأسلوب النمطي للحياة وعدم تحقيق التوق الجنسي وتراجع جاذبية الشريك الحياتي
ــ التوقف عن الركض حول الآخرين والتوق للحصول على السعادة الذاتية
.ــ الاهتمام بالنفس بشكل اكبر وممارسة التدريبات وتخفيض الوزن وتغيير التسريحة وطريقة التجميل والألبسة .
ــ أحيانا تلجأ إلى جراح التجميل ليس فقط لإزالة التجاعيد أو شفط الدهون وإنما لإجراء عمليات تكبير للصدر .
ــ التردد إلى الحفلات والمناسبات المختلفة بشكل اكبر والبحث عن مختلف المناسبات الاجتماعية .
ــ البدء بالتردد إلى بعض الفعاليات التي كانت تحبها أثناء شبابها وعندما لم تكن متزوجة .ــ تقوم أحيانا بالسعي لتحقيق أحلامها التي لم تنجح حتى الآن في نقلها إلى الواقع .
ساحة النقاش